لا يمكن لمنصف أن ينسى الدور الذى لعبه عنان فى إزاحة مبارك من الحكم عقب اندلاع سرطان 25 يناير، ولا يمكن أن ينسى إعادته لنفس السيناريو عندما ساهم بقوة فى تسليم مقعد الرئاسة لجماعة الإخوان الإرهابية وإقصاء أحمد شفيق فى الانتخابات الرئاسية 2012.
ونحن هنا ليس بصدد الدفاع عن مبارك، ولا عن شفيق، وموقفنا حيالهما واضح للعيان، ولكن الهدف توضيح الحقائق كاملة، دون مواربة، والتأكيد على الدور الذى لعبه سامى عنان، لتسليم مفتاح حكم البلاد لجماعة الإخوان الإرهابية.
وكأن عنان لم يعجبه خروج الشعب المصرى عن بكرة أبيه، فى 30 يونيو 2013، لطرد الجماعة الإرهابية من كل مقرات السلطة، وإزاحتهم من المشهد العام، واختار قيادة حملت الكفن على أيديها عندما قررت مساندة ودعم الشعب فى مطالبه، ثم مواجهة تبعات هذا القرار، من خوض معارك ضروس ضد الإرهاب، حتى اقتلاعه من جذوره.
ولم يعجبه أيضا عبور مصر، بصبر وتحمل شعبها، وبقدرة قيادتها الواعية، لكل الكوارث والمصاعب الاقتصادية، والتقلبات السياسية، وإحباط كل مخططات أعداء الأمة، من أمريكا ومرورا بقطر وتركيا، وتقليم أظافر الجماعة الأخطبوطية، ذات الأذرع الطويلة والممتدة فى كل دهاليز وأروقة مقرات الحكم فى معظم دول العالم.
ولم يعجبه، مشهد الجماعة وهى تلفظ أنفاسها، وعبور مصر لكل المطبات الصعبة، والتحضير لمرحلة جنى الثمار، فقرر أن يعبث بالسفينة، ويخرمها، لتغرق، وتعود جماعة الإخوان الإرهابية، للحكم، لذلك كان ترتيبه وتواصله بقيادات الجماعة فى الخارج، والداخل.
واتخذ عنان، من نفس أفكار ونهج الجماعة الإرهابية نبراسا، ودستورا ليقدم نفسه كمرشح لخوض الانتخابات الإرهابية، ويرتدى نفس بذلة المعزول محمد مرسى، ويخرج فى نفس التوقيت المتأخر من الليل والذى كان يوجه فيه مرسى خطابه لأمريكا، ويردد نفس النغمة، عن الحراك الثورى والحريّة والدولة المدنية وإعادة الجيش لثكناته، والإفراج عن المحبوسين، ومن المعلوم بالضرورة أن المحبوسين هم قيادات وأعضاء جماعة الإخوان الإرهابية!!
لم يتبقى لسامى عنان، المستشار السياسى للمعزول محمد مرسى سوى أن يرفع شارة رابعة، وبذلك يكون قد أكمل تنفيذ دستور جماعة الإخوان الإرهابية بكل مواده، ليعلنها صريحة، وجلية، أنه مرشح الجماعة، والقادر على إعادتها للمسرح السياسى من جديد، وتسليمها الحكم، مثلما سلمه لها مرتين، الأولى بإقصاء مبارك فى 25 يناير، والثانية، بإقصائه أحمد شفيق، فى الانتخابات الرئاسية يونيو 2012، ويحاول الآن للمرة الثالثة دون إدراك، أن اليوم ليس كالبارحة أبدا، فجرت فى نهر السياسة، متغيرات سريعة وقوية، شبيهة بالأعاصير والفيضانات.
ولا نعلم على وجه التحديد، سر العشق المحرم، بين سامى عنان، وجماعة الإخوان الإرهابية، وكنا فى السابق، نعتقد أن ما يربط بينه وبين الجماعة، غرام أفاعى، كل يبحث عن مصلحته، ومحاولة الفوز بكعكة الحكم، حتى ولو على جثة الطرف الآخر، ولكن اليوم، يمكن لنا أن نقولها وبكل أريحية، وضميرنا مستريح، أن سامى عنان يعشق اللعب من الحيات والثعابين، ويسكن جحورهم، ودفعه عشقه إلى ارتكاب خطيئة عمره، عندما أقدم على تزوير محررات رسمية، وتقديمها للهيئة الوطنية للانتخابات.
نعم، وحسب بيان صادر أمس عن القيادة العامة للقوات المسلحة، يؤكد أن سامى عنان، لم يحصل على التصاريح والموافقات اللازمة قبل إعلانه الترشح فى انتخابات الرئاسة، الأمر الذى يمثل مخالفة قانونية تستدعى مثوله أمام جهات التحقيق المختصة، كما ارتكب جريمة التزوير فى المحررات الرسمية، وبما يفيد إنهاء خدمته فى القوات المسلحة، على غير الحقيقة، الأمر الذى أدى إلى إدراجه فى قاعدة بيانات الناخبين دون وجه حق.
كما أشار بيان القيادة العامة للقوات المسلحة، إلى نقطة مهمة، وهى أن ما تضمنه بيان ترشح سامى عنان، يمثل تحريضا صريحا ضد المؤسسة العسكرية، بغرض إحداث الوقيعة بينها وبين الشعب المصرى.
وبما أن عنان، لم يحصل على الموافقات اللازمة قبل إعلانه رسميا خوض الانتخابات الرئاسية، ثم والأخطر تزوير محررات رسمية تمكنه من تسجيل اسمه فى قوائم الناخبين، حسب بيان القيادة العامة للقوات المسلحة، ثم محاولة الوقيعة بين الجيش والشعب، فجميعها جرائم تستوجب القبض عليه، ومثوله أمام جهات التحقيق.
عنان، أعماه عشقه المحرم لجماعة الإخوان، وشبقه الشديد للسلطة من رؤية المعارك الخطيرة التى يخوضها جيش مصر، على مدار السنوات الأربع الماضية، سواء ضد الإرهاب الأسود الذى يبتغى النيل من مكانة مصر والافتئات على دورها التاريخى فى محيطها العربى والأفريقى والإسلامى، أو تربص عناصر داخلية وخارجية متعددة للنيل من استقرار البلاد، بجانب معركة البناء والتعمير، والأهم الدور الجوهرى الذى تلعبه القوات المسلحة للحفاظ على الدولة المصرية وإرساء دعائمها.
افتتنته سحر السلطة، ودغدغة مشاعره وعود وعطايا وهبات الجماعات المتطرفة، لذلك فقد بصيرته عما يجرى فى الداخل المصرى، وعبر حدودها المختلفة، وما يحدث من حراك قوى ومزلزل، إقليميا، ودوليا، فارتكب كل هذه الحماقات.
فعلا، عنان، ينطبق عليه القول المأثور، اللى اختشوا ماتوا...!!
ولَك الله يا مصر...!!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة