- أم السعد: بصطاد فى الترع والمصارف وأبيع الكيلو بـ30 جنيها والمهم آكل حلال
- دنيا طالبة: بعمل لأصرف على تعليمى وتجهيز عش الزوجية
- الصيادات يطالبن برعاية صحية ومعاش وانشاء نقابة للصيادات
- قرى معذور والثكنى الأرقام تطالب بالرعاية الصحية وتوفير الخدمات
تعددت صور كفاح السيدات بمحافظة كفر الشيخ، فبجانب دورهن فى المنزل يعملن فى الزراعة، أو يعملن فى الصيد أو قيادة التوك توك والجرارات.
ولم تعد مهنة الصيد قاصرة على الرجال دون النساء فى ظل الظروف الصعبة التى تعيشها أسرة الصياد بمحافظة كفر الشيخ، حيث تعد مهنة الصيد بقرى المحافظة هى الحرفة الثانية بعد الزراعة، وهى الحرفة الأولى والوحيدة فى العديد من القرى المطلة على المجارى المائية من ترع وبحيرات ومصارف، ومن بين تلك القرى قرى برج مغيزل، والسكرى، وأبو خشبة، والجزيرة الخضراء، ومدينة البرلس، وقرى البرلس، والتى تعتمد بشكل أساسى على الشباب والرجال فقط، ويقتصر دور المرأة فيها على أداء عملها فى بيتها أو بيع السمك، ولكن هناك قرى أخرى بأكملها تابعة لمركز الرياض، وجزء من قرى مركز الحامول، وخاصة بقرى الأرقام وقرية معذور وقرية الثكنى التابعين للوحدة المحلية 55 المجد بالرياض، تتحمل السيدة نفقات الأسرة بجوار زوجها وهناك أسر تعمل فيها السيدات والفتيات بمهنة الصيد.
صيادات معذور بكفر الشيخ يتجمعن للانطلاق فى رحلات صيد
أردنا التعرف على حياة تلك الصيادات بقرى مركز الرياض ومنها قرى معزور والثكنى، ويعتمدن على صيدهن على أيديهن وأجسامهن فقط دون الاعتماد على شبكة كما يفعل الصيادون الرجال.
وعاشت "اليوم السابع" رحلة الشقاء اليومية فى ظل الطقس البارد وسوء الأحوال الجوية، فتوجهنا لعدد من القرى منها: معذور والثكنى وقرى الأرقام، وتعرفنا فيها عن المعاناة الحقيقية لتلك الأسر ، خاصة أنه لا توجد بها وحدات صحية، كما وجدنا العديد من الأطفال يعانون من شلل وضمور، وطالب الكثير من الأسر بمعاش تكافل وكرامة، واصطحبنا الصيادات من أمام منازلهن حتى وصلن للترع والمصارف للصيد فيها.
صيادات يعانوا من الفقر
قالت أم السعد السعيد محمد، ربة منزل، إنها تعمل صيادة فى الترع والمصارف المحيطة بقرية معزور، ولديها 3 من أبناء وزوجها على السعداوى الذى يعمل معها بمهنة الصيد، مؤكدة على أنها تستيقظ مبكرًا وتعد الطعام لأسرتها، ثم تخرج من منزلها بغض النظر عن حالة الطقس، لتنتظر بقية الصيادات، ليخرجن متوكلات على الله للترع والمصارف للصيد.
وأضافت أم السعد، إنها تستقل سيارة ربع نقل برفقة باقى الصيادات ويتوجهن لأى ترعه أو بحر أو مجرى مائى يسمى "المحيط" قريب من رافد الطريق الدولى الساحلى، ويستخدمن "جركن بلاستيك" مفتوحا بشكل صغير من الجنب، ويقمن باصطياد السمك بأيديهن، أو عن طريق الغطس ليخرج السمك من قاع الترع، موضحة أن ثمن "الشروة" والتى تزن 3 كيلو جرامات 30 جنيهًا فقط، ويبيعهن أمام بورصة الأسماك للتجار، مضيفة: "نآكل حلال ومنحتاجش لحد".
صيادات ينزلن الترعة للصيد بها بكفر الشيخ
وفى سياق متصل، قالت دينا على السعداوى، طالبة بالصف الثانى الثانوى التجارى، والتى تخرج مع والدتها للصيد فى الترع والمصارف أحيانًا حتى توفر لنفسها نفقات المدرسة، إنها تعمل بمهنة الصيد مع والدها ووالدتها، لتساعد أسرتها فى توفير احتياجاتهم،كما لتوفر لنفسها تكاليف زوجها المقرر آخر العام الجارى.
فيما قالت آمال على أبو غالى، 60 سنة، صيادة، إن زوجها متوفى ولديها 3 أبناء وهى التى تنفق عليهم وبرغم كبر سنها إلا أنها تمتهن مهنة الصيد لتوفر ما تجتاجه أسرتها، لعدم وجود مصدر دخل آخر لها، لافتة إلى أنها تستخدم بدلة الصيد، أما سيدات آخريات فلا يستطعن شراء البدلة فينزلن الترع بملابسهن.
صياده تبلغ من العمر 60 عاما تمسك بدلة الصيد
وطالبت أبو غالى، اللواء السيد نصر محافظ كفر الشيخ بإدراج أسماء الأسرة فى معاش تكافل وكرامة الذى وفره الرئيس عبدالفتاح السيسى لمساعدة الأسر الأكثر احتياجًا، مؤكدة على أن الصيادة تخرج متوكله على الله وهى لا تعلم كمية الأسماك التى تصطادها فربما تعود من رحلة الصيد بـ10 جنيهات أو بـ 20 أو 50 جنيهًا.
وبينما، أضافت أحلام سماح على، صيادة، إنها تخرج للصيد مهما كانت ظروف الطقس السيئ لأنه العائد الوحيد لأسرتها، مشيرة إلى أن زوجها عمرو عباس يعانى من صمام فى القلب ولا يستطع العمل، وابنتها سهيلة لديها إعاقة فى قدمها، كما أن ابنتها الثانية (رحمة) تعانى من تضخم الكبد، وبرغم تلك الأحزان التى تشعر بها والمسئولية الضخمة، موضحة أنها اضطرت للعمل بمهنة الصيد والغوص فى مياه الترع والمصارف وتحاول صيد أكبر قدر من الأسماك لتعود لأسرتها بـ20 أو 40 جنيها توفر لهم طعامهم.
صياد تجهز بدلة الصيد أمام منزل إحدى الصيادات
وفى السياق ذاته، قالت سهام زغلول، صيادة، إنهن لجئن لفكرة جديدة لم تكن من قبل بتشكيل لجنة بائعات الأسماك وتشمل الصيادات وبائعات الأسماك، وقاموا بإنشاء مجموعة "إدخار وإقراض"، بالقريى، على أن تشارك كل صيادة أسبوعيًا بسهم أو أكثر حسب ما تنتجه عمليات الصيد، والسهم بـ10 جنيهات، فمن الممكن تساهم الصيادة بسهم واحد أسبوعيًا، أو بسهمين، وأكثر المساهمات 50 جنيها بـ5 أسهم، وتختلف مساهمة الصيادة فى المجموعة من أسبوع لأخر.
صيادة فى الترعة تصيد الأسماك
وأوضحت زغلول، أنه يتم منح قرض للصيادة بما يعادل 3 أمثال ما تدفعه، فمنهن من تقترض 500 جنيه، أو 900 جنيه أو أقل أو أكثر، على أن يقمن بسداد ما يدفعوه بدون فوائد، مؤكدة على أنه تم اختيار عدد من الصيادات ليتحدثن باسم الصيادة فى العديد من الجهات الحكومية وخاصة بالمجلس القومى للمرأة لينالن حقوقهن، مشيرة إلى أن الصيادة تعمل وتكافح وتربى ابنائها لتقدم للوطن شباب يخدمون فى كل القطاعات، لذا يجب على الدولة رعايتها وتكريمها والوقوف بجوارها وتوفير أدنى الخدمات للصيادات، مطالبة بمعاش للصيادات وتأمين صحى.
صيادات يشرحن يومهن لليوم السابع
ومن جانبها، أكدت نورا السيد عبدالملك، صيادة، على أن هناك العديد من الأطفال أصيبوا بالشلل وضمور فى المخ بسبب ارتفاع درجة حرارتهم، بالإضافة إلى عدم وجود مستشفى قريبة أو وحدة صحية يصعب الانتقال خاصة فى الشتاء مع هطول الأمطار الغزيرة للقرى والمدن التى بها وحدات صحية، فيصابوا الأطفال بتلك الأمراض المزمنة، مضيفة: "منهم الطفلة لبنى عبدالعزيز مصابة بشلل فى يدها، والطفل سعد مصطفى محمد مصاب بضمور فى المخ، لذا نطالب بخدمات طبية للأهالى"، مشيرة إلى أن هناك حالات تحتاج لمساعدات منهم أمل محمد محمد الشايب مصابة بشلل رباعى، وغيرها من الحالات التى تحتاج لرعاية، مطالبة بوصول صوتها للمسئولين فى جميع الجهات المعنية سواء للمحافظة أو وزارة الصثحة ووزارة التضامن الاجتماعى أو المجلس القومى للمرأة أو المجلس القومى للأمومة والطفولة وغيرهم.
صيادات تصدن الأسماك
صياد تصيد الأسماك بجوار الحشائش
صيادات تستعد للنزول فى الترعة للصيد ومنهن يرتدين بدلة الصيد
جانب من عمليات الصيد
الصيادات بالترعة للصيد
جانب من معاناة الصيادات
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة