تتأثر الأسواق والبورصات فى العالم بكلمة أو تصريح مقتضب من أحد السياسيين أو الاقتصاديين أو أحد صناع القرار فى الدول ذات الاقتصادات الكبرى، وكان آخر ضحايا هذا التأثر الدولار الأمريكى، الذى خسر كثيرا من قيمته مسجلا أدنى مستوى له طوال 3 سنوات.
تسببت مداخلة لم تتجاوز 5 كلمات لوزير الخزانة الأمريكى ستيفن منوتشين، خلال المنتدى الاقتصادى العالمى فى "دافوس"، فى هبوط العملة الأمريكية لأدنى مستوى لها خلال 3 سنوات، إذ قال: "الدولار الضعيف يدعم اقتصاد بلاده"، ما اعتبرته كل الأسواق العالمية ترحيبًا بخفض العملة الأمريكية، ومؤشرًا لهبوط متوقع للدولار.
بعد ساعات قليلة من تصريح وزير الخزانة الأمريكى، بدأ الدولار يتراجع بصورة سريعة أمام كل العملات العالمية، ليسجل أدنى مستوى له منذ 2015، وأيضا أمام الذهب، الذى حقق مكاسب كبيرة من هذا التصريح.
تأثير كلمات ستيفن منوتشين جعل حائزى المعدن النفيس "الذهب" المستفيد الأكبر من حالة الاهتزاز، إذ زاد الإقبال على شراء الذهب بصورة جنونية، الأمر الذى دفع مستثمرين لسحب جزء كبير من أموالهم وتوجيهها للمعدن النفيس، ودفع الذهب للارتفاع لأعلى نقطة سعرية له منذ أغسطس 2016 مدعومًا بهذه التصريحات مرتفعًا 0.2%.
هبوط الدولار الحاد أمام العملات الرئيسية "الين واليورو واليوان والجنيه الاسترلينى"، لم يكن مبعث قلق بالنسبة لـ"ستيفن" الذى قال تعليقا على ذلك: "مستوى الدولار ليس مبعث قلق بالنسبة لى، تراجع الدولار أفاد الميزان التجارى الأمريكى، وأعتقد أننى كنت ثابتا تماما فيما يتعلق بالدولار، الوزراء السابقون سعوا إلى رفع الدولار عن طريق التصريحات، ما قلته هو أننا ندعم فى المقام الأول التداول الحر للعملة."
الأسواق العالمية شهدت عمليات بيع واسعة النطاق للعملة الأمريكية، عقب تصريحات ستيفن منوتشين، الأمر الذى دفع البنك المركزى الأوروبى للدعوة لاجتماع مساء اليوم الخميس، فى ظل ارتفاع العملة الموحدة "اليورو" ما يزيد على 3% هذا العام، وهبوط الدولار مقابل سلة من العملات 0.1%، ما يخلق غموض كبيرا حول المستقبل القريب للعملة الأمريكية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة