غادر الملك رمسيس الثانى، من مكانه الحالى ليستقر على عرشه فى البهو الرئيسى بالمتحف المصرى الكبير وسط موكب عظيم شهده المهندس إبراهيم محلب مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية والاستراتيجية والدكتور مصطفى مدبولي القائم بأعمال رئيس الوزراء ووزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، وعدد من كبار رجال الدولة والسفراء وعدد من مراسلي الوكالات الاعلامية من مختلف دول العالم.
وأوضح المهندس محسن صلاح، رئيس شركة المقاولون العرب، أن الشركة لها سابقة أعمال فى نقل تمثال الملك رمسيس الثانى من ميدان رمسيس بالقاهرة إلى موقعه المؤقت بجوار المتحف الكبير عام 2006 والتى تمت من خلال ابتكار نظام لحمل التمثال ونقله لموقعه المؤقت بجوار الموقع المخصص للمتحف الكبير، وقد حظيت تلك التجربة باهتمام محلى وعالمى كبير لما يمثله نقل التمثال من تحدى كبير ولضرورة توفير جميع وسائل الأمان لوصول التمثال إلى موقعة الحالى بشكل آمن.
وعند تكليف الشركة بنقل التمثال إلى البهو الرئيسى بالمتحف الكبير تم إعداد فريق عمل على مستوى عال من عدة إدارات للشركة ويتضمن جميع التخصصات وقد بدأ فريق العمل بإعداد تقرير شامل عن الحالة الراهنة للتمثال، كما تم عمل التغليف اللازم للتمثال لحمايته ومراجعة النظام الحامل له، وصيانته وعمل الإختبارات اللازمة، ثم تم تحرير التمثال لإزلة القاعدة الموجوة أسفله، كما تم إزالة العوائق المحيطة بالتمثال فى مسار حركة السيارات.
ولفت صلاح إلى أنه من خلال الشركة تم تصميم نظام روافع هيدروليكية تعمل فى الاتجاهين تم تنفيذه واختباره فى هولندا فى وجود متخصصين من الشركة للتأكد من كفاءة تشغيله، وتعمل الـ4 روافع بشكل متزامن، ويبلغ حمولة الواحد منها 160 طنا بطاقة إجمالية تزيد عن 600 طن، فى حين يبلغ وزن التمثال والنظام الحامل له 150 طنا بما يعنى أن نسبة الأمان فى التمثال تصل إلى 300% وتعمل تلك الروافع بشكل متزامن بحيث يتم رفع التمثال من خلال نظام تحكم يعمل على تلافى أى خطأ، وباتزان كامل، وأشار إلى أن هذا النظام الفريد يستخدم فى مصر لأول مرة.
وفيما يخص المسار المخصص لنقل التمثال، فقد تمت أعمال الرفع المساحى وعمل ميزانية شبكية، وتم عمل حفر كشفية على طول الطريق المحدد للمسار بعمق 6م وتم تصميم المسار بما يتوافق ومنسوب التثبيت النهائى للتمثال، ومن ثم تم تنفيذ الطريق المحدد لعملية النقل ليتحمل الوزن الكبير له ونظام السيارات، مشيراً إلى أن سيارات النقل تحتوى على 128 عجلة موزعة على 16 أكس لتوزيع الحمل على الطريق. ثم تم عمل اختبارات تحميل على الطريق علماً بأن وزن التمثال بالقاعدة يبلغ 123 طنا، ويبلغ وزن التمثال 83 طنا بارتفاع 11.36م وفى الموقع المخصص لقاعدة التمثال تم عمل جسات بعمق 25م وتم تصميم القاعدة عند المنسوب النهائى، وتنفيذ أعمال قاعدة التمثال وقواعد الركائز، ومن ثم تم صب الجزء الأول من القواعد وردمها إستعداد لدخول التمثال. كما تشمل الأعمال تثبيت التمثال فى وضعه النهائى واستكمال تسليح القاعدة وأعمال مراقبة ورصد التمثال بعد التثبيت النهائى ثم تبدأ مرحلة فك النظام الميكانيكى الحامل للتمثال.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة