بدأت محادثات السلام التى تجرى برعاية الأمم المتحدة بين الحكومة السورية والمعارضة فى فيينا اليوم الخميس قبل أيام من محادثات أخرى منفصلة تستضيفها روسيا حليف دمشق وينظر إليها الغرب بارتياب.
وقال بشار الجعفرى رئيس وفد الحكومة السورية لرويترز لدى مغادرته مكاتب الأمم المتحدة فى فيينا بعد محادثات أجراها مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دى ميستورا إن الاجتماع كان جيدا. وأحجم الجعفرى عن الإدلاء بمزيد من التصريحات.
ووصل وفد من المعارضة قبيل مغادرته بقليل لكن دون أى مؤشر على التقاء الجانبين.
ولم تحقق جولات سابقة من محادثات السلام تقدما يذكر بينما واصلت قوات الحكومة السورية تدعمها روسيا وإيران تحقيق مكاسب ميدانية لتستعيد مناطق واسعة من البلاد من مقاتلى المعارضة.
وصعدت قوات الحكومة فى الآونة الأخيرة هجماتها ضد آخر منطقتين خاضعتين لسيطرة مقاتلى المعارضة وهما إدلب فى شمال غرب البلاد والغوطة الشرقية قرب دمشق. وتوغلت قوات تركية فى شمال سوريا لمحاربة فصائل كردية أقامت منطقة للحكم الذاتى وتعتبرها أنقرة خطرا على أمنها.
وبعد أن أصبحت له اليد العليا فى الحرب الأهلية المستمرة منذ سبع سنوات يبدو الرئيس السورى بشار الأسد أبعد ما يكون عن الاستعداد للتفاوض مع أعدائه ناهيك عن التنحى فى إطار أى حل سلمى مثلما تطالب المعارضة.
ولا يتوقع كثيرون تحقيق انفراجة خلال هذه المحادثات التى ستستمر يومين والتى تسعى لتناول قضايا مرتبطة بدستور جديد لكن مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستافان دى ميستورا عبر عن تفاؤله أمس الأربعاء قائلا "إنها لحظة حاسمة جدا. حاسمة جدا جدا".
ولم يتمكن دى ميستورا من إقناع ممثلى الحكومة والمعارضة بعقد اجتماعات مباشرة من قبل، ولم تتحد فصائل المعارضة فى وفد موحد إلا فى الجولة الثامنة فى ديسمبر كانون الأول مما عزز الآمال فى إجراء محادثات مباشرة للمرة الأولى.
ورعت روسيا وتركيا وإيران ثمانى اجتماعات بشأن سوريا فى آستانة عاصمة قازاخستان العام الماضى بغية الاتفاق على مناطق "عدم التصعيد" لاحتواء المعارك فى غرب سوريا حيث تملك تلك الدول الثلاث نفوذا.
وأعلن عن مؤتمر السلام فى سوتشى بعد آخر اجتماع عقد فى ديسمبر كانون الأول. واعترف دى ميستورا بمؤتمر سوتشى لكن لم يتضح بعد كيف سيتعامل معه.
وتعتقد دول غربية وبعض الدول العربية أن مبادرة موسكو قد تضع حجر الأساس لحل يرجح كفة الحكومة السورية وحلفائها.
وقال كبير مفاوضى المعارضة السورية نصر الحريرى أمس الأربعاء إن المعارضة ستقرر خلال اليومين القادمين إن كانت ستحضر مؤتمر سوتشى. وأضاف أن المحادثات ستكون اختبارا لالتزام كل الأطراف بحل سياسى لا عسكرى.
وعقدت جولات سابقة على فترات متقطعة فى جنيف لبحث أربع قضايا رئيسية هى إجراء انتخابات جديدة وتعديل أسلوب الحكم ووضع دستور جديد ومحاربة الإرهاب.
لكن وفد الحكومة السورية اعترض على النهج المتشدد للمعارضة تجاه مستقبل الأسد ولم تحقق المحادثات أى تقدم يذكر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة