"ابنى هيشفع لنا يوم القيامة، وشرفنا ولم يول الدبر فى سبيل الله، ثم الوطن الغالى".. هكذا استهل والد الشهيد مجند إسلام محمد الباز، ابن محافظة الدقهلية، الذى طالته يد الإرهاب الغادر، بشمال سيناء، وتم تشييع جثمانه فى جنازة شعبية ورسمية مهيبة، حيث كان الشهيد محبوبا بمسقط رأسه.
يقول "الباز"، البطل الشهيد فلذة كبدى كان أقرب أبنائى إلى قلبى وهو أكبرهم، وأول فرحتى، وبدأت حياتى بمولده، تم تجنيده وكنت خائف عليه جدا بسبب الوضع فى سيناء، وإن سيناء فيها أعمال إرهابية، ولكن هو كان يرفع من روحنا المعنوية، وكان يخفف عنا القلق، وكان كل مرة يعود فى إجازة، يقولنا "عمر الشقى بقى، وسيبوها على الله، ولو رحت هبقى سعيد، لأننى هروح شهيد، هو فى حد طايل يموت شهيد".
الشهيد مجند إسلام محمد الباز
ويضيف "الباز" ابنى البطل كان يحكى لنا عن مغامراته فى الجيش، فى كل إجازة، بحسه الفكاهى، فكان رحمه الله معروف بخفة الدم وسرعة البديهة، وحاضر بنكاته، وخفة دمه، وكان دائما فى آخر كل مرة يتحدث إلينا فيها، من أول ما دخل الجيش لحدد ما استشهد، عن فضل الشهادة، وفضل الموت فى سبيل الله، وكان حديثه يقلقنا زيادة، أصلا هو لم يكن متدين قبل دخول الجيش، ولم يكن منضبط فى الصلاة، وانضبط فى الصلاة مجرد أن دخل الجيش، وكان يستيقظ فى كل صلاة الفجر، أثناء إجازته.
ويضيف والد الشهيد، الجيش لم يعلم ابنى الدين فقط، بل علمنا نحن أيضا، فالبيت كله أصبح مداوم على الصلاة، والقرآن، الأمر الذى حول حياتنا جميعا أنا ووالدته وأشقائه، وهذا ما خفف عنا الصدمة، أنا كنت متوقع أنه سيصيبه أذى، ولكن لم أكن أتوقع فى يوم من الأيام، أنه يستشهد، صراحة قلبى انفطر عليه، ولكن بعد دفنه والتفكير فى ما كان يقوله، هدأ قلبى وروعى، ولم أكن أتخيل أنى سأصبر على فراقه بهذه السرعة، الله يصبرنا.
الشهيد مجند إسلام محمد الباز
أم الشهيد.. التى لم تخلع ثوبها الأسود بعد، بعد مرور سنة وعدة أشهر على استشهاد نجلها، ولكنها أخرت خلعه حتى يحدث ما فى مرادها، ورفضت الظهور أمام الكاميرا، أم البطل كما تلقب نفسها تقول، لن أخلع الأسود إلا بعد أن يخرج الرئيس السيسي فى الإعلام، ويعلنها صريحة وواضحة قضينا على جميع الإرهابيين، وقتلنا آخر إرهابى فى مصر، ويتم عمل سرادق عزاء ضخم، يقف فيه السيسى وقادة الجيش والشرطة، فى ميدان التحرير، ويقرأ فيه كبار شيوخ الإذاعة، ويتلقى القادة العزاء فى إسلام ومن معه، وبعدين أخلع الأسود، وأتصور فى التليفزيون والجرايد إننى أخذت ثأر ابنى، الشهيد البطل.
ويؤكد والد الشهيد: "كلما نرى الرئيس السيسى فى التليفزيون، والبلد تزداد رفعة، والقضاء على الإرهابيين القتلة مستمر، يهدأ روعنا، كلما نرى الخير لمصر وافتتاح مشاريع جديدة، نعرف أن دم فلذة كبدى لم يذهب هدرا، وأن لم يكن تضحيات إسلام فى الفراغ، وأن حديثه عن الوطن والشهادة والتضحيات كان حقيقى، لم يكن مجرد شحن معنى.
وهنا يقطع والد الشهيد الحديث ويقول، أن مصر تستحق أكثر، من ذلك، ومستعدون أن نفدى وطننا بأغلى من الدم، لم يؤثر فينا شئ، ولن نسمح للإرهاب، بالفساد فى مصر، وسوف نؤيد ونسناد الرئيس السيسى، حتى آخر قطرة من دمائنا، وآخر قطرة من دماء الإرهابيين، وسوف نستمر فى مساندة الجيش المصرى، من أجل أن يعود حق أخى، وحق كل الشهداء الذين بذلوا دمائهم رخيصة فى سبيل الله ثم الوطن.
الشهيد مجند إسلام محمد الباز (3)
الشهيد مجند إسلام محمد الباز
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة