والدة الشهيد: رفض الزواج وكان يحب السيسى واحتفل بفوزه بالانتخابات الرئاسية
الشهيد الرائد محمد صلاح إسماعيل، ابن محافظة أسيوط، وأحد رجال القوات المسلحة البواسل ممن سطروا التاريخ بدمائهم، برفقة الشهيد العقيد أحمد المنسى، حينما تصدوا للهجوم الإرهابى وزملاؤهم على كمين "البرث" فى السابع من يوليو العام الماضى، ليخلدوا ذكرى عطرة تظل تفوح عبر أجيال الأجيال، فسلام على من حاربوا الليل وعند الصباح بالأكفان قد عادوا، سلام على من عاهدوا الله والوطن وصدقوا على ما قد عاهدوا وأبت أرواحهم الطاهرة الموت إلا شرفا ووفت ليحيا ويحيا الوطن.
"اليوم السابع" التقى أسرة الشهيد الرائد محمد صلاح، للتعرف عليه عن كثب، والاستماع لحياته عبر أقربائه..
وتقول والدة الشهيد الرائد "محمد صلاح إسماعيل"، لـ " اليوم السابع": "أن محمد هو أكبر أبنائها وكان بارا بوالديه وهو أغلى حاجه عندى لدرجة أن الجيران كانوا يقولون لى عندما كنت بودعه إثناء انتهاء فترة إجازته أنت عايشه علشان محمد وبس.. فكنت بقولهم آه"؛ الشهيد محمد صلاح كان راجل منذ صغره ومكانش يحب يسيب حقه؛ راجل فى أخلاقة وتعاملاته مع الناس وكان مواظب على الصلاة".
وأضافت أم الشهيد: "أبنى محمد كانت الابتسامة على طول فى وجه، وكان بيحب الجيش المصرى جدا وكل ما أحاول إنى أقوله يا محمد ها تتجوز أمته ى حبيبى نفسى أفرح بيك، يقولى يا ماما لسه مش دلوقتى لما اخلص امتحانات فى التدريبات والبعثات اللى كان بيطلعها؛ الشهيد محمد صلاح كان نفسه يكون حاجه كبيرة فى الجيش وكان دايما يتحدث مع أخواته ووالديه أنه نفسه يكون زى المشير عبدالفتاح السيسى وقيادته للجيش المصرى".
وتابعت: "لحد لحظة وفاة ابنى محمد صلاح وأنا معرفش أنه يخدم فى سيناء منذ عام 2015، وأتذكر أنه يوم الجمعة 7 يوليه 2017، يوم استشهاده لقيت صديقى ابنى حسام يقوم بطرق باب الشقة ويسألنى عن حسام فقولت له فى حاجه مع حسام..!!؟ حسام عمل حادثة بالعربية طمنى فى آية.. فنظر إليا وقال لى حسام بخير ولكن محمد صلاح استشهد انهاردة فى سيناء، فقولت له أنت بتقول أيه محمد بيخدم فى الإسماعيلية مش سيناء قالى لا كان من ضمن الضباط اللى تصدوا للهجوم الإرهابى على كمين البرث".
واستطردت والدة الشهيد قائلة: "أتذكر عندما فاز الرئيس عبدالفتاح السيسى فى الانتخابات الرئاسية السابقة نزل فى الشارع وركب سيارته ولف شوارع مدينة أسيوط بسيارته وعليها علم مصر وصورة السيسي؛ وأضافت: "قادة الجيش عندما جاءوا إلى محافظة أسيوط أخبرونى أن محمد كان متفوق على زملائه وكان تم الحصول على موافقة لسفره فى بعثة للجيش خارج مصر ولكنه فضل أنه يكون بين أصدقائه، كان نفسه يكون حاجه كبيرة فى الجيش و الحمدلله ربنا كرمه واختاره من ضمن أبطال القوات المسلحة وشهيد".
يقول المهندس إسلام صلاح، شقيق الشهيد الرائد "محمد صلاح إسماعيل"، لـ "اليوم السابع": "محمد استشهد فى يوم 7 يوليه 2017، مع العقيد أحمد المنسى قائد الكتيبة 103 صاعقة بشمال سيناء إثر تصديهم لهجوم مجموعة من الإرهابيين على كمين بمنطقة البرث؛ الشهيد محمد صلاح، تخرج من الكلية الحربية عام 2007، وألتحق بسلاح المدفعية ضمن اللواء 60 مدفعية متوسطة بالجيش الثالث الميدانى ثم نقل إلى منطقة حلايب بالمنطقة الجنوبية العسكرية عام 2009، بعدها تم نقله إلى الفرقة السادسة المدرعة بالجيش الثانى الميدانى عام 2015، كما أنه كان قناص المدفعية بكمين البرث.
وأضاف "إسلام صلاح" شقيق الشهيد محمد:" الله يرحمه كان راجل يحب الجيش المصرى وأتذكر موقف حصل بيننا حيث إننى أثناء فترة أدائى الخدمة العسكرية فى الجيش وهو كان موجود فى سيناء بكمين البرث، تحدث معى وقالى عامل أيه وإن شاء الله ها تبقى حاجه كويسة بعد ما تخلص الخدمة العسكرية، فظللت أتحدث معه فى ذلك اليوم قبل حادث الكمين بأيام، وأخبرنى أنه موجود فى العريش فى سيناء فقولت ليه أزاى أنت هناك واكتشفت أنه كان مخبى علينا أنه انتقل للخدمة فى سيناء؛ بعدها قالى لى الشهيد محمد مالكش دعوة بيا أنا فين وبعمل أيه أنت هاتبقى كويس".
وأشار المهندس إسلام: "فى جنازة الشهيد تحدث معى أحد المجندين اللى كانوا فى خدمة بكمين البرث مع الشهيد محمد صلاح، وأخبرنى أن آخر كلمات الشهيد مع غرفة العمليات خلال تصديهم للهجوم الإرهابى على كمين البرث "يا فندم أضرب إحداثى النقطة.. وكانت القيادة ترد عليه أنت بتقول أيه ى محمد وهو كان يرد عليهم يا فندم أنا المسئول وأغلب زملائى أفراد النقطة استشهدوا ومن بينهم القائد "أحمد المنسي" والتكفيريين خلاص داخلين على النقطة ويطلعوا المبنى أضرب يافندم النقطة بعد أذنك.. يافندم طالعين على السلم يرفعوا علمهم على النقطة ويمثلوا بجاثمين زملائى أرجوك يافندم أضرب إحداثى النقطة علينا".
وأوضح احمد صلاح إسماعيل، شقيق الشهيد الرائد "محمد" لـ" اليوم السابع": أخى شارك فى عملية حق الشهيد 1و2و3و4 كما شارك مع أبطال القوات المسلحة فى تطهير جبل الحلال من العناصر التكفيرية والإرهابية استطاعوا إنهاء أسطورة جبل الحلال؛ وكانت آخر الكلمات التى كتبها على صفحته على موقع التواصل الاجتماعى الفيس بوك هى " اللهم الشهادة الشهادة".
وأشار: "زملاء أخى الشهيد محمد عندما جاءوا إلى أسيوط لأداء واجب العزاء تحدثوا معنا عن الدور البطولى الذى قام به شقيقى حيث أن الهجوم الإرهابى على كمين البرث بداء من الساعة الثالثة فجر يوم الجمعة 7 يوليه 2017، واستمر لمدة ساعتين؛ حيث كان شقيقى يرصد أهداف التكفيريين وعددهم من وقت بدأ الهجوم حتى رصد 18 سيارة دفع رباعى عليها ما يقارب من 150 عنصرا تكفيريا و30 موتوسيكل متوجهين نحو كمين البرث ومحاصرته من كل الاتجاهات".
وأضاف: "نجح أخى ومن معهم من أبطال القوات المسلحة فى التصدى لهم على مدار ساعتين متواصلة، حيث تم قتل عدد كبير من العناصر التكفيرية كانت تحاول الاقتراب من كمين البرث؛ فقاموا بإرسال سيارة مفخخة بداخلها أحد الانتحاريين ولكن أبطال الجيش نجحوا فى قتل سائق السيارة وانفجرت السيارة بالقرب من الكمين؛ مشيرًا إلى أن الشهيد محمد صلاح كان فى الطابق الثانى بكمين البرث يرصد التكفيريين ويقوم بإبلاغ إحداثيات عمليات الكتيبة المدفعية بالضرب من أول إحداثيات نقطة 500 متر حتى 100 متر بعدها تم التعامل معهم من خلال الأسلحة الثقيلة التى كانت مع رجال القوات المسلحة بالكمين، وكان الشهيد محمد يبلغ قيادات العمليات بإطلاق مدفعية على نقطة "صفر" وهى نقطة تواجده هو بداخل الكمين وذلك لمنع دخول الإرهابيين من دخول الكمين والتمثيل بجاثمين أصدقائه بالكمين ومن بينهم العقيد الشهيد أحمد المنسي".
ويقول حسام صلاح إسماعيل، شقيق الشهيد"محمد" لـ"اليوم السابع": أنا بوجه رسالة لكل العناصر الإرهابية والتكفيريين بأن الشعب المصرى لديه عزيمة وإرادة كبيرة جدا ومحدش هايقدر يكسره ونفكركم بتضحيات مئات الشهداء من أبطال القوات المسلحة فى سيناء، وعمر ما الإرهاب يقدر ينتصر على الجيش والشرطة والشعب المصرى ومش هنسيب سيناء لأنها أرض مقدسة بدماء الشهداء التى سالت عليها وخاصة ملحمة كمين البرث، وسيظل الشهيد محمد صلاح والعقيد أحمد المنسى تروى قصص كفاحهم ودفاعهم عن مصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة