بالأمس، نشرت بعضا من رسالة المخرج المسرحى الكبير، عصام السيد، التى علق فيها على ما جاء فى مقالى «سؤال لم أسأله للسيد الرئيس» والتى أكمل ما جاء فى هذه الرسالة، نظرا لأهميتها لأنها تعكس تجربة شخصية لشخصية «خبيرة» بالعمل الثقافى، وإلى نص الرسالة التى آمل أن أعود إليها معلقا فيها بعد.
صديقى العزيز هل تعلم أنه يتم تجديد المسارح، وتزويدها بأفضل الأجهزة على فترات، فلدينا الآن المسرح القومى والحديث، وفى الطريق المسرح العائم، و لن أتكلم عن مساوئ التجديدات الفنية، فهذا حديث طويل يدعو للحزن، لكن ما يدفع للبكاء ولطم الخدود أن الأجهزة الحديثة يتم تسليمها لعمال لا يستطيعون التعامل معها حتى لو أعطيت لهم دورات تدريبية، فجهاز كل تعليماته باللغة الإنجليزية يديره عامل بالإعدادية؟ وعندما تطالب بمتخصصين تفاجأ أن الدولة أوقفت التعيينات أو حتى التعاقدات!! أليس هذا تواطؤ على تخريب الأجهزة التى دفعت فيها الدولة الملايين؟ ملايين تهدر تحت أيدى غير متخصصة سواء بإتلافها أو بعدم إدراك، واستعمال كل إمكانياتها، ولك أن تتخيل لو أن عطلا حدث فى أحد هذه الأجهزة، فوزارة الثقافة بكل قطاعاتها لا تملك إدارة للصيانة الإلكترونية، ولك أن تسعى خلف الشركة الموردة وتتحمل كل المعوقات، وإغلاق المسارح حتى يتم الإصلاح، هذا ينطبق أيضا على أجهزة التكييف المركزى، وعلى أجهزة الإنذار الخاصة بالحريق.
واقعة ثالثة: أنشأ وزير الثقافة الأسبق فاروق حسنى «صندوق التنمية الثقافية»، ليتولى تمويل المشروعات الجديدة، ليتحرر من اللوائح والقوانين المعطلة، وكان تمويل الصندوق من نسبة من إيرادات الوزارة، التى تذهب بالكامل لوزارة المالية، وكان الجانب الأعظم من مدخول الصندوق من نسبة 10% من إيرادات الآثار، ومنذ انفصال الآثار عن الثقافة توقف توريد تلك النسبة لتجف منابع الصندوق، ولم يقف الأمر عند هذا بل وبقدرة قادر تحول الصندوق إلى قطاع من قطاعات وزارة الثقافة ليصبح موظفوه عبئا جديدا على ميزانية الوزارة والتى تحدثت عنها فى مقالتك، واليوم هذا الصندوق مديون!
وقائع كثيرة و متعددة تثبت أن المشكلة ليست فقط فى وزارة الثقافة وليست فقط فيمن يديرونها ولكنها مشكلة مصر بكاملها، وإلا فما سبب نجاح دار الأوبرا «حاليا»، أو صندوق التنمية الثقافية «سابقا عندما كانت تتوفر له الأموال» ستجد السبب الرئيسى إنها جهات لا تخضع للقوانين واللوائح العقيمة، وأن لها مجالس إدارات ورؤساء قادرين على الفعل و الحركة.
أرجوك أن تبلغ السيد الرئيس عنى ما ذكرته لك وأن تكون مداخلتك المقبلة منطوقة وليست مكتوبة فما قلته أنت وما قلته أنا مجرد موجات فى بحر زاخر من التخبطات والعثرات والمعوقات.
المخرج المسرحى/ عصام السيد