أبو فراس الحمدانى، واحد من أجمل شعراء العربية، ربما كان حظه السيئ أنه جاء فى عصر المتنبى الذى أخذ من الجميع حظهم فى الشعر، لكن أبا فراس كان متواجدًا بقوة وهو من أسرة لها علاقة بالحكم فهو ابن عم سيف الدولة الحمدانى، بل كانت النهاية السريعة لحياة أبى فراس بسبب تصارعه على السلطة بينه وبين ابن اخته أبو المعالى بن سيف الدولة، كان لأبى فراس أن قضى 6 سنوات أسيرًا عند الروم وهناك كتب قصائده الجميلة الرقيقة.
يعرف العالم العربى أبى فراس الحمدانى بسبب قصيدته "أراك عصى الدمع" والتى تغنت بها أم كلثوم بلحنين مختلفين: الأول من تلحين عبده الحامولى وقد سجلته عام 1926 والثانى من تلحين رياض السنباطى وقد سجلته فى عام 1964 بعد أن أضافت إليه عدة أبيات لم تضعها فى اللحن الأول .
غنت أم كلثوم قصيدة أبى فراس الحمدانى هذه لأول مرة فى عام 1926 وهى من تلحين عبده الحامولى، لم يلحن الحامولى هذه القصيدة خصيصًا لأم كلثوم، فهى لم تدركه ولم تعرفه، وإنما لحنها الحامولى للشيخ أبو العلا محمد الذى غناها بصوته، ثم أذن للمطربة الشابة الواعدة أم كلثوم، القادمة من قرية طماى الزهايرة بمحافظة الدقهلية، بأن تغنيها، وقد سجلتها أم كلثوم فى عام 1926 أيضًا على أسطوانة.
وبالنظر للنجاح الذى لقيته هذه الأغنية، ولتأكيد دور أم كلثوم فى مجال الدعوة لشعر الفصحى الراقي، التفتت أم كلثوم مرة أخرى إلى هذه الأغنية، فطلبت من الشيخ زكريا أحمد أن يضع لها لحنًا جديدًا، وهكذا كان فى عام 1944، أى بعد ثمانى عشرة سنة من غنائها لهذه القصيدة لأول مرة، غنت أم كلثوم هذه القصيدة مرة أخرى من تلحين الشيخ زكريا، إلا أنها ـ ولسبب ما ـ لم تسجلها على أسطوانات.
وليلة الخميس الموافق 3 ديسمبر من عام 1964، أعادت كوكب الشرق غناء هذه القصيدة، وبتلحين جديد فيه كلاسيكية وحداثة معًا، للموسيقار رياض السنباى، بعد أن أضافت إليها أبياتا ثلاثة للحمدانى من قصيدته نفسها، لم يتضمنها النص الذى غنته من تلحين عبده الحامولى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة