أثار بوستر معرض القاهرة الدولى للكتاب 2018 فى دورته الـ49 حالة من الجدل على مدار الأيام الماضية منذ أن تم الإعلان عنه، حيث رأى العديد من المتابعين للشأن الثقافى، أن البوستر الدعائى للمعرض جاء مخيبًا للآمال والتوقعات التى اعتاد عليها جمهور المعرض فى كل عام.
ففى الرابع من يناير الجارى علم "اليوم السابع" أن اللجنة المشكلة لاختيار أفضل تصميم لبوستر معرض القاهرة الدولى للكتاب، رفضت الأعمال التى تقدمت للجائزة، وفى نفس اليوم، علمنا أن الدكتور هيثم الحاج على رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب الجهة المنظمة للمعرض، لجأ إلى قطاع الفنون التشكيلية، ممثلاً فى الدكتور خالد سرور، وطلب من القطاع تصميم بوستر المعرض.
إلى هنا توقع المتابعون للشأن الثقافى أن يخرج لنا قطاع الفنون التشكيلية أفضل ثمراته الفنية، لكن الانتظار لا يأتى بما تشتهى الأنفس، فخرج علينا البوستر الدعائى للمعرض، ليتم تداوله على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى بين تعليقات ناقمة وساخرة من هذا التصميم، الذى رأى البعض أنه لا يليق بمعرض دولى للكتاب يحمل اسم مصر.
تابع "اليوم السابع" ما حدث فى الكواليس حتى لحظة خروج البوستر النهائى، حتى اللحظة الأخيرة التى وافق فيها الدكتور هيثم الحاج على، على هذا البوستر الدعائى، ففى البداية علمنا أن اللجنة التى تم تشكيلها لفرز مشاركات شباب المصممين والتى رفضت أعمالهم، مكونة من: الفنان أحمد اللباد رئيسا للجنة، وبعضوية كل من المصممة نسرين كشك، والدكتورة هند سمير.
وبعدما وجدت هيئة الكتاب نفسها أمام رفض الأعمال المشاركة فى الجائزة، اقترحت على الفنان أحمد اللباد، القيام بتصميم بوستر المعرض، وهو ما كان يحدث فى السابق، إلا أن "اللباد" شعر بالحرج واعتذر عن ذلك، موضحًا اعتذاره أنه لا يصح أن يكون رئيسًا للجنة ترفض الأعمال المشاركة، ثم يقوم هو بتصميم البوستر.
ومن هنا اتجهت هيئة الكتاب للبحث عمن تكلفه بتصميم البوستر الدعائى، فتواصلت مع الفنان الكبير حلمى التونى، الذى أبدى موافقته، وانتظرته الهيئة لحين الانتهاء من عمله، وبعدما قدم اللباد ثمرة رؤيته الفنية لما يمثل ويعبر عن القوة الناعمة، وسؤالها، الذى يحمله شعار المعرض، رفضت الهيئة عمله.
ما قدمه الفنان حلمى التونى كان لوحة لفلاحة مصرية ترفع كتباً، وتحمل قلمًا بدلاً من الفأس، يقول "التونى" فى تصريحاته لـ"اليوم السابع": ما قدمته كان تعبيرًا عن رؤيتى لمفهوم القوة الناعمة لمصر، وبعدما قدمت العمل للهيئة، تليقت اتصالاً من الدكتور هيثم الحاج على أصر خلاله على زيارتى فى بيتى، وبالطبع رحبت به واستقبلته، وكان شخصًا ودودًا شديد الاحترام فى التعامل معى وفى تقدير ما قدمته.
ويوضح حلمى التونى أن الحاج على أوضح له أن التصميم الذى قدمه على الرغم من فنيته لم يكن ليصلح لأنه لم يكن متوافقًا فيما يتعلق بفنيات الديكور من حيث التقطيع وما إلى ذلك.
ويؤكد "التونى" أنه تقبل وجهة نظر هيثم الحاج على المتعلقة بفنيات الديكور بصدر رحب، ففى نهاية الأمر - كما يقول - هكذا هو الفن تختلف فيه الأذواق.
ويشير حلمى التونى إلى أن رئيس هيئة الكتاب طلب منه خلال هذه الجلسة أن يكون ضمن لجان تحكيم أحد فروع جوائز معرض القاهرة الدولى للكتاب 2018، إلا أن "التونى" فضل عدم الإشارة إلى اللجنة عملاً بمبدأ الأمانة.
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى مرحلة انتظار ثمرة قطاع الفنون التشكيلية، ليخبرنا الدكتور هيثم الحاج على، بأنه طلب من القطاع القيام بتقديم أكثر من تصميم للبوستر الدعائى، ليقع اختياره على هذا البوستر، الذى يرى - حسبما قال فى تصريحات لـ"اليوم السابع" - أنه كان الأنسب من بين ما تم تقديمه من قطاع الفنون التشكيلية.
ويوضح الحاج على تعليقًا على استياء العديد من البوسترات، بأنه اختار هذا البوستر لعدة أسباب، أولها أنه كان متوافقًا مع فنيات الديكور فى التقطيع، وهو ما سيراه جمهور معرض القاهرة الدولى للكتاب خلال زيارة المعرض، الأمر الثانى أنه يتعلق بالبعد الحضارى لمصر المتمثل فى صورة نفرتيتى، والأمر الثالث والأهم - من وجهة نظر الحاج على - هو ضيق الوقت.
