ونحن على مشارف انعقاد الانتخابات الرئاسية لعام ٢٠١٨ .. كالعادة المعتادة سينشب الصراع بين أنصار المرشحين ويتبارى كل منهم فى تصدير الكلمات المعسولة و الوعود البراقة و الشعرات الرنانة، فضلاً عن كون هذه المرحلة مناخاً خصباً لإطلاق الشائعات من كل اتجاه، فعادة ما سيسارع أنصار كل مرشح بالبحث فى دفاتر المرشح المنافس للوقوف على أى ثغرة أو مشكلة أو خلافه لتعويقه و عرقلة الطريق أمامه لمصلحة مرشحهم المنتظر !
وإضافة إلى ذلك الحملات و المؤتمرات و جمع التوكيلات، و الدعاية الانتخابية بما تتكلفه من مبالغ طائلة ومحاولات مضنية للاستقطاب و غيرها من الطرق المشروعة و غير المشروعة من أجل تحقيق الهدف و الفوز بالكرسى الذى يعد لدى غالبية المرشحين فى حد ذاته غاية و هدف !
أما عن المقال الذى قرأته فى الآونة الأخيرة لأحد الزملاء فى إحدى الصحف، يطالب فيه الرئيس السيسى بالإعلان عن مصادر تمويل حملته الانتخابية ويطالب مؤسسات الدولة بألا تكرس كل مجهوداتها وإمكاناتها لخدمة الحملة الخاصة بالسيسى وتقف موقف الحياد تجاه كافة المرشحين .!
عذراً : فقد منحت نفسى الحق فى الرد بصفتى مواطنة مصرية قد استفزتنى تلك التلميحات غير الصحيحة والتى يعلم جيداً من كتبها أنها غير ذلك !
ألا نر جميعاً بما لا يدع مجالاً للشك أن الرئيس السيسى فى غنى تام عن الدعاية و الحملات و المؤتمرات و التمويلات التى يسعى إلى التفوق بها غيره ممن انتووا الترشح أمامه ؟
فنحن أعزائى أمام واقع ملموس ومرصود باليوم والساعة وإنجاز حقيقى بشحمه ولحمه شاهدنا مراحل اتمامه منذ أن كان مجرد فكرة إلى أن أصبح كياناً كائناً يراه الأعمى قبل البصير !
فما حققه الرئيس فى أقل من أربعة سنوات لم نكن لنحلم بتحقيقه فى أربعين عاماً دون مبالغة !
ملحوظة :
لم يقدم لنا السيسى برنامجاً انتخابياً قبل توليه منصب الرئاسة ولكنه سرعان ما فاجأنا بما لم نكن نحلم به ولا نتوقعه فى أفضل وأعظم البرامج الانتخابية لدى فطاحل المرشحين !
فهل نطلب منه مقابل إلحاحنا عليه ليكون لنا درعاً و سيفاً حامياً مدة أخرى بأن يقدم لنا برنامجه للفترة المقبلة ؟
أى برنامج هذا الذى يتسع لكل ما تم إنجازه و ما يتم استكماله و ما سوف يجد من إنجازات ؟
نهاية :
فنحن لسنا ضد ممارسة العملية الديمقراطية و لسنا ضد مبدأ تداول السلطة و تقدم كل من يرى فى نفسه القدرة الحقيقية على حمل هموم هذا الوطن الثقيلة، ولكن هناك واقع و منطق يفرض نفسه على الجميع، أنه لا يجب المقارنة بين مجموعة من الأوراق لمجموعة من المرشحين تحمل وعودهم وبرامجهم وطموحاتهم التى أرجو أن تكون خالصة لوجه الله و الوطن و بين واقع ملموس ملئ السمع و البصر لا يحتاج إلى تقديم الأوراق بما تحمله من جمل و شعارات ووعود شفوية !
وأمام ذلك فليتنافس المتنافسون.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة