تلعب التكنولوجيا الحديثة دورا رئيسيا فى حياة بعض الدول، إذ تمكنت بعض الشركات المتخصصة فى صناعة تكنولوجيات مختلفة من التأثير إيجابيا فى اقتصاد الدولة التى تتواجد بها، وهو ما جعل الصراع بين دول العالم لا يقف عند السياسة، بل يمتد أيضا للتكنولوجيا، وهناك مثال صريح على هذا الأمر وهو ما يحدث بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، فكلا منهما دولة عملاقة ولها اقتصاديات مهمة، وتهتم بالتكنولوجيا بشكل خاص، والصراع بينهما فى هذا المجال بدأ منذ سنوات طويلة، ومن فترة لأخرى يتجدد ويزداد اشتعالا.
الصين تتخلى عن المواقع الأمريكية
بداية الصراع بين الولايات المتحدة والصين بدأ عندما حجبت الأخيرة أغلب المواقع الأمريكية مثل فيس بوك وجوجل ويوتيوب وغيرها، بسبب رفضها الخضوع لبعض القواعد التى تضعها البلاد، وهناك تقارير أخرى تشير إلى أن الصين اتخذت تلك الخطوة فى عام 2009 لمنع التدخل الأمريكى فى شئونها الداخلية عبر تلك المواقع المنفتحة بشكل غير مناسب لسياستها.
حجب المواقع الأمريكية
ولم تكتف الصين بهذا الأمر بل إنها وفرت لمواطنيها مواقع اجتماعية محلية تغنيهم عن فيس بوك مثل "wechat" ومحرك بحث أيضا عملاق لا يقل فى التطور عن جوجل "بايدو"، وتلك الخدمات حققت نجاحا كبير فى فترة قصيرة.
الهواتف الذكية الصينية
لم تمارس الصين رقابة كبيرة أو حجبا على الهواتف الأمريكية، والدليل هو أن الصين هى ثانى أكبر سوق لشركة أبل فى العالم، ويتم بيع ملايين من هواتف ايفون سنويا هناك، بالإضافة إلى منتجات من بلدان أخرى، ولكن هذا الأمر لم يتماشى أيضا مع السياسة الصينية التى تهتم بالمنتجات المحلية، وخلال سنوات قليلة أصبحت هناك شركات صينية عملاقة متخصصة فى إنتاج الهواتف الذكية مثل هواوى وأوبو وفيفو وشياومى ووان بلس، وغيرها، وتلك الشركات سيطرت على سوق الهواتف الذكية العالمى.
هواتف صينية
ففى شهر سبتمبر الماضى كشف تقرير من شركة الأبحاث والتحليلات "Counterpoint"، أن ما يصل إلى أربع من أصل أكبر سبع شركات فى عالم تصنيع الهواتف الذكية فى العالم هى صينية.
الولايات المتحدة ترد الضربة للصين
مع زيادة شعبية الهواتف الذكية الصينية حول العالم يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية أصبحت تخشى تأثيرها على الشركات المحلية، وعلى رأسها أبل وعلى أمنها القومى، لذلك قررت أن ترد الضربة للصين وتمنع اثنين من أكبر الشركات الصينية من بيع أجهزتها داخل المتاجر الأمريكية.
هواوى
وفى وقت سابق من هذا الشهر بدأ أعضاء الكونجرس الأمريكى بالتحرك لإصدار مذكرة رسمية يمنعون بموجبها شركات مثل هواوى أو ZTE الصينيتين من بيع هواتفها الذكية داخل الولايات المتحدة الأمريكية، وليس هذا فقط بل عملت الهيئات المختصة على إلغاء صفقة محتملة بين هواوى وشركات الاتصالات الأمريكية الشهيرة AT&T.
الخوف من التجسس
كلا من الولايات المتحدة الأمريكية والصين يخشيان من التجسس، وهو السبب الرئيسى وراء هذا الصراع وفقا لبعض المحللين، إذ قال رئيس الاستخبارات الأمريكية CIA إنه تم إجراء تحقيقات خلال عام 2011 أثبتت أن الحكومة الصينية تستخدم شركات صناعة الهواتف الذكية الخاصة بها لتسريب بيانات المستخدمين.
أزمة الصين والولايات المتحدة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة