"عاصمتنا هى عاصمة السلام ودحرنا الإرهاب وسقطت داعش" كلمات رددها شاعر عراقى خلال جولة لـ"اليوم السابع" فى شارع المتنبى الواقع فى قلب العاصمة العراقية بغداد والذى يعود تاريخه إلى أواخر عهد الدولة العباسية، واشتهر منذ ذلك الزمان بازدهار مكتباته وأضحى ملتقى ثقافى وفكرى يحتضن أعرق المؤسسات الثقافية.
اليوم السابع فى العراق
منذ الوهلة الأولى لدخولنا شارع المتنبى تشعر بروح وعبق الحضارة العراقية وثقافة شعبها الذى يحمل صفة القارىء والمثقف الحريص على دعم بلاده بالقلم والكلمة، ندوات وحلقات شعر يحتضنها الشارع الأهم فى بغداد والذى يعج بالباحثين الذين يجدون فيه متنفس لهم وتجسيدا للثقافة والحضارة العراقية العظيمة التى تعد من أقدم الحضارات فى المنطقة.
اليوم السابع فى العراق
وقبيل دخولك إلى المتنبى تمر بمبنى" القشلة" الذى يصنف من أهم معالم بغداد، وهى كلمة تركية الأصل تعنى المكان الذى يمكث فيه الجنود أو الحصن، ويحتضن المبنى ساعة القشلة التى كانت إعجوبة إذ لم ير الشعب العراقى – خلال بداية القرن العشرين - ساعة توضع فوق منارة بهذا الارتفاع وباربعة أوجه وفى قمتها مؤشر حديدى يوضح اتجاه الريح، وأربعة أسهم مكتوب على أطرافها الحرف الأول للاتجاهات باللغة الإنجليزية.
محرر اليوم السابع فى العراق
ويبلغ طول القشلة – تشبه مبنى ساعة جامعة القاهرة - 160 مترًا وعرضها بما تضمه من غرف الطابق العلوى وأرضها ما يقرب من 25 مترا، وتطل القشلة على حديقة غناء على نهر دجلة، وفى جنوبها شيد برج الساعة الدقاقة، ويبلغ ارتفاعهُ 23 مترًا، وشهدت ساحة القشلة تتويج الملك فيصل الأول ملكاً على العراق فى أغسطس 1921.
اليوم السابع فى العراق
يقف شاعر عراقى وسط الحضور ويلقى أبيات من الشعر يتفاعل معها الشباب العراقى العاشق للثقافة والذى يحرص على الحضور نهاية الأسبوع إلى القشلة كى ينهل من العلوم والثقافة وهى الصفة التى لا يزال أبناء الشعب العراقى يتمسكون بها بالرغم من تدمير تنظيم داعش الإرهابى لحضارتهم والعبث بها، لكن يظل المواطن العراقى متمسكا بحضارته وثقافته التى تعد غريزة فطرية فى غالبية العراقيين.
محرر اليوم السابع فى العراق
وبالاقتراب من درجات السلم الذى يأخذك إلى شارع المتنبى تستمع إلى صوت شاعر عراقى يردد أبياتا للمتنبى، يرفع الشاعر صوته وسط ضجيج المارة الذين يكتظ بهم ساحة شارع المتنبى، مع دخولك ساحة المتنبى تجد الحشود الكبيرة من الشباب والنساء الحريصين على اقتناء المؤلفات الثقافية ولا سيما كتب تتحدث عن تاريخ حضارة العراق، ومع اقترابنا من باعة الكتب تجد صوتا خافتا يهمس فى أذنك "خير جليس لك فى هذا الزمان كتاب".
اليوم السابع فى العراق
لا صوت يعلو فوق صوت الغناء والطرب مع دخولك لساحة المتبنى فتجد الفنانين يؤدون مختلف الفنون بداءً من العزف على العود انتهاءا بالأغانى الأصيلة التى يصدح بها المغنيين العراقيين، رويدا رويدا تخلصنا من الهاجس الأمنى والخوف الذى تصدره بعض وسائل الإعلام حول الوضع الأمنى فى العاصمة بغداد، مع دخولك إلى المنطقة الخضراء – تضم دار ضيافة مجلس الوزراء العراقى والسفارات الأجنبية – ينتابك شعور الخوف والفزع بسبب حجم التأمين الكبير الذى تشترطه السفارات الأجنبية كى تعاود فتح ممثليتها فى بغداد، وخلال جولتنا سواء فى شوارع بغداد بساحة التحرير أو خلال الجولة النيلية فى نهر دجلة تجد الأمور على ما يرام ولا داعى لحالة الفزع التى تصدرها وسائل الإعلام لا سيما منها الغربية حول الوضع الأمنى فى بغداد.
اليوم السابع فى العراق
وما يميز العراق فى الفترة الراهنة هى حالة التنوع الثقافى والفكرى والتنوع الدينى، حيث تجد رجل الدين يناقش العلمانى فى جو من الهدوء والإنصات، بدأت جموع الشعب العراقى فى تنظيم حلقات نقاشية فى شتى المجالات مع ترسخ صفة "قبول الرأى الآخر"، تحول الشارع العراقى الذى يعج بالمواطنين الذين يصرون على العيش والحياة لحلقات أحاديث ثقافية اجتماعية، وخلال لقاءات مختلفة مع شرائح مختلفة من أبناء الشارع العراقى أكدوا لنا استقرار الوضع الأمنى ومدى حاجتهم الملحة لنقل الصورة الصحيحة لما يجرى فى الشارع العراقى عقب دحر تنظيم داعش الإرهابى عسكريا.
اليوم السابع فى العراق
وفى جولة لـ"اليوم السابع" داخل إحدى الخيام بجوار "القشلة" يستعرض العراقيون حجم التضحيات التى قدمها أبناء الشعب الواحد، من خلال مجسمات كافة أطياف الشعب العراقى الذين حاربوا تنظيم داعش الإرهابى وتنوعت المجسمات بين شخصيات شيعية وسنية ومسيحية وتركمانية وهى جميعها تمثل كافة مكونات الشعب العراقى، إضافة إلى مقتنيات تعود لشهداء القوات الأمنية الذين ينحدرون من مختلف المدن والمحافظات العراقية.
اليوم السابع فى العراق
الكل هنا فى بغداد يستعد للمعركة الفكرية ضد الفكر التكفيرى وبدأ المثقفون والكتاب الإعداد لمعركتهم المقبلة مع الأفكار التكفيرية التى تحتاج لحجج قوية للرد عليها ودحرها، هذا هو واقع ما يجرى فى القشلة والمتبنى فالجميع يستعد لهذه المعركة بالرجوع للتاريخ العراقى والحضارة العراقية لضحد أفكار "الدواعش العفنة".
وتحول شارع المتنبى – يمتد لأقل من كيلومتر - فى أوائل تسعينات القرن الماضى، فى ظل الحظر الدولى الذى فرض على العراق، إلى ملتقى للمثقفين كل يوم جمعة حيث يتم عرض آلاف الكتب وتنتشر فيه مكتبات الرصيف والندوات وحلقات الشعر.
برج وساعة القشلة
يبدأ شارع المتنبى بتمثال للمتنبى يطل على نهر دجلة، وينتهى بقوس ارتفاعه حوالى 10 أمتار، وقد نقش عليه بيت الشعر الاشهر للمتنبيى "الخيل والليل والبيداء تعرفنى، والسيف والرمح والقرطاس والقلم".
اليوم السابع فى العراق
تنتشر فى شارع المتبنى المقاهى الشعبية ولعل أشهرها مقهى "الشابندر" الذى يحتضن غالبية المثقفين والكتاب العراقيين الذين يحرصون على المشاركة فى الندوات الثقافية التى تدعمها المؤسسات الدولة العراقية ولاسيما الحكومة الاتحادية التى تعمل على توحيد صفوف العراقيين والدفع نحو مشروع الوحدة الوطنية الذى وضع رئيس الوزراء العراقى أسسه لبناء دولة ديمقراطية مدنية حديثة "تلفظ" الطائفية التى حاول حكام سابقين ترسيخها فى العراق.
اليوم السابع فى العراق
لا يختلف الأمر كثيرا فى مقر الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين فالكل أجمع على دور الإعلام الوطنى العراقى والعربى فى دعم العراق فى معركته المقبلة وهى المعركة الفكرية، وأشاد عدد من الكتاب والنقاد العراقيين بدور الإعلام الوطنى الذى واجه الشائعات والأكاذيب التى حاولت النيل من أمن واستقرار العراق خلال السنوات الأخيرة.
اليوم السابع فى العراق
بدوره أشاد رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين فى تصريح لـ"اليوم السابع" بالدور المصرى الداعم للعراق ومؤسساته، مشيرًا لعقد اجتماع الأدباء والكتاب العرب فى العاصمة بغداد منتصف العام الجارى، موضحًا أن الدولة العراقية تحتاج لدعم أشقائها العرب خلال الفترة المقبلة كى يستعيد العراق عافيتها ويمارس دوره الإقليمى الهام بالمنطقة.
اليوم السابع فى العراق
اليوم السابع فى العراق
اليوم السابع فى العراق
اليوم السابع فى العراق
اليوم السابع فى العراق
اليوم السابع فى العراق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة