تشهد العاصمة الأفغانية كابول حالة استنفار قصوى، اليوم الاحد، غداة الاعتداء الذى أدى إلى سقوط حوالى مئة قتيل ومئتى جريح، وأثار غضب أفغان ينتقدون السلطات على شبكة الانترنت.
وأعلنت الرئاسة الاحد "يوم حداد وطنى" داعية المبانى الحكومية والممثليات الأجنبية إلى تنكيس الاعلام. كما أعلنت الاثنين يوم أقفال فى كابول "للاهتمام بالجرحى".
لكن كابول التى تلملم جراحها بدت هادئة بشكل غير طبيعى لهذا اليوم، وحركة السير فيها تنساب بهدوء خلافا لما تشهده الشوارع عادة من ازدحام للسيارات واكتظاظ الارصفة بالمارة.
فى المقابل، تم تعزيز الوجود الامنى عند الحواجز. وقالت شابة لوكالة فرانس برس "كنا نرى شرطيين اثنين عادة للحراسة فى الشارع الذى اعيش فيه لكنهم سبعة شرطيين صباح اليوم"، وما زال موقع الاعتداء ومنطقة واسعة محيطة به مغلقين.
وتفيد آخر حصيلة نشرتها وزارة الصحة ان عدد القتلى لم يتغير واستقر على 95 شخصا لكن عدد الجرحى ارتفع إلى 191 (158 فى الحصيلة السابقة) كما قال الناطق باسم الوزارة وحيد مجروح. واضاف ان "الجرحى هم 182 رجلا وتسع نساء".
وأشار إلى أن مستشفى جمهورية الذى يقع بالقرب من مكان الاعتداء "أصيب باضرار جسيمة لكنه يواصل معالجة المرضى".
ووقع تفجير سيارة الاسعاف المفخخة الذى تبنته حركة طالبان، فى وسط كابول فى شارع يفترض أنه يخضع لأكثر الإجراءات الأمنية شدة لانه يضم عددا من المؤسسات بينها وزارة الداخلية وممثلية الاتحاد الأوروبى ومدرسة ثانوية للبنات والمجلس الأعلى للسلم وسفارتى الهند والسويد.
كان هذا الاعتداء أحد أعنف الهجمات التى ضربت كابول فى السنوات الاخيرة، والثالث خلال أسبوع فى أفغانستان بعد الهجومين على فندق انتركونتيننتال الفخم فى 20 يناير وعلى المنظمة غير الحكومية "سيف ذى تشيلدرن" فى جلال أباد (شرق) الأربعاء، وقال مصدر امنى غربى ان حالة التأهب ما زالت فى الحد الأقصى منذ عشرة أيام.
ويبدو الاجانب خصوصا مهددين وكذلك الاماكن التى يرتادونها بما فى ذلك الفنادق والمحلات التجارية وكذلك السفارات ومقرات الامم المتحدة التى تخضع كلها لإجراء يلزم موظفيها بالبقاء فى داخلها.
وقال مرواس بارسا الناشط فى الدفاع عن حقوق الانسان فى تغريدة على تويتر أن "الحكومة يجب ان تعلن حالة الطوارئ"، ودعا السلطات إلى "التقرب من الأسرة الدولية لمواجهة الهجمات الرهيبة لاعداء أفغانستان".
وكتب سليمان من جهته أنه "لا يمكن الانتصار فى الحرب على الإرهاب بالصولات والتغريدات (الادانة). على الحكومة الرد بالوسائل نفسها التى يستخدمها رعاة الإرهاب".
وبدون تسميتها بشكل واضح، يوجه معظم مستخدمى الانترنت أصابع الاتهام إلى باكستان المجاورة المتهمة بتمويل وايواء مقاتلى طالبان وشبكة حقانى التى اتهمها ناطق باسم الحكومة بالوقوف وراء التفجير، وكتب ناصر دانيش ساخرا "فى كابول نبدأ نهارنا بلا انفجار اى مفاجأة سارة! لم نعد نجرؤ على تخيل هذا الأمر".
أما ناويد قادرى فقد كتب "عار على حكومتنا التى تقصر دائما فى حماية السكان. يجب ان يفقد احد قادتنا ابنا او ابنة ليشعر بحزن الناس المساكين"، وأخيرا، قال بصير احمد ان "الفساد هو المشكلة الرئيسية. لقاء 500 افغانى (اقل من ثمانية دولارات، تسمح لك الشرطة بعبور الحواجز".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة