نشبت خلافات حادة بين أفراد الأسرة الحاكمة فى قطر بسبب الاستثمارات واتهامات باستحواذ عدد قليل من الأسرة على أموالها؛ حيث هدد أفراد من الأسرة الحاكمة الأمير تميم بن حمد وحاشيته بفضحهم ما لم يحصلوا على أموالهم، بحسب ما جاء فى صحيفة "الخليج" الإماراتية.
وأشارت المصادر داخل الديوان الأميرى القطرى، حسب وسائل إعلام خليجية، إلى التهديدات التى تبادلها أفراد الأسرة الحاكمة فى قطر حول اتهامهم لـ"تميم" وحاشيته داخل الأسرة بأكل حقوقهم وعدم وجود عدالة فى توزيع فوائد هذه الاستثمارات، ودعم "تميم" للجماعات الإرهابية فى الخارج.
تميم
وأوضحت صحيفة "الخليج" الإماراتية، أن أفرادًا من الأسرة الحاكمة هددوا "تميم" وعدد من المحيطين به من الأسرة، بفضح دعمهم المادى للجماعات الإرهابية بالبلدان العربية ومرتزقة الإعلام من جماعة الإخوان الإرهابية، إن لم يحصل جميع أفراد العائلة على أموالهم.
وفى تقرير أعدته "رويترز"، أكد مصدر مطلع أن هيئة الرقابة المالية الاتحادية "بافين" فى ألمانيا أجرت تحقيقًا حول ما إذا كانت "إتش.إن.ايه" الصينية وتنظيم الحمدين الحاكم فى قطر يعملان سويًا بشأن استثماراتهما فى دويتشه بنك.
وأشار التقرير إلى أن الهيئة كانت تجرى تحقيقات بشأن ما إذا كان أكبر مستثمرين فى أكبر بنك ألمانى "يعملان بشكل مشترك"، وهو الأمر الذى يخالف القوانين ذات الصلة بالأوراق المالية، وبدأ تنظيم الحمدين فى قطر محاولة الاستحواذ على أسهم البنك، فزادت حصتها فى عام 2014 من خلال زيادة لرأس المال، وحصلت كل من قطر وإتش.إن.ايه على مقعد فى مجلس إدارة البنك.
مراجعة الملكية
فيما نشرت صحيفة "زود تشيه زايتونج" الألمانية تقريرًا يفيد بأن البنك المركزى الأوروبى يدرس إجراء مراجعة خاصة لملكية اثنين من كبار المساهمين فى دويتشه بنك، أحدهما تنظيم الحمدين الحاكم فى قطر، وغالبًا ما يتم هذا النوع من التحقيق للمساهمين الذين تزيد ملكيتهم على 10%، إلا أن القلق من تأثير أى مساهم فى قرارات البنك يدفع المركزى الأوروبى لتنفيذ التحقيق على المساهمين.
قطر وتمويل الارهاب
وبحسب الصحيفة، فإن الهدف من هذا التحقيق مراجعة مصادر الأموال المستثمرة فى البنك، وتحديد ما إذا كان المستثمر متورطاً فى صفقات إجرامية مثل غسل الأموال أو تمويل الإرهاب، فضلاً عن تحديد مدى جدارته المالية.
خريطة الاستحواذ
واستمرارًا لسياسة تنظيم الحمدين فى قطر للاستحواذ على الاستثمارات لنفسه، خطط للاستحواذ على الاستثمار فى عشرات الفنادق الفخمة مستغلا الثروات النفطية والغازية أو فى المياه الإقليمية القطرية.
موزة
ونقلت صحيفة "لو فيجارو" الفرنسية عن مراقبين اقتصاديين بعد الإعلان عن أحدث تسوّق عقارى لتنظيم الحمدين فى فرنسا، أن "الأموال التى ضخّتها قطر فى الأسواق الأوروبية فقط قادرة على انتشال أكثر من بلد عربي، تزعم أنها دعمت ثورته، من خصاصته وفقره وارتفاع معدلات البطالة فيه، لو أنها وجّهت النّزر اليسير من هذه الأموال للاستثمار فى دول "الربيع العربي".
قطر ومجال العقارات
وقالت الصحيفة إن تنظيم الحمدين الحاكم فى قطر استحوذ على الاستثمارات فى مجال العقارات، فاشترى العقارات الفاخرة بفرنسا كفندق "رويال مونسو" فى باريس و"كارلتون" فى كان، كما وضع يده على فندق "لو مارتينيز"، أحد أشهر الفنادق فى الـ"كوت دازور" والذى يستضيف الفنانين خلال مهرجان كان السينمائي، وثلاثة فنادق أخرى، وهى "كونكورد لافاييت" و"أوتيل دو لوفر" فى باريس، و"باليه دو لا ميديتيرانيه" فى نيس، بتكلفة إجمالية تصل إلى 750 مليون يورو 940 مليون دولار.
وأكدت الصحيفة أن تنظيم الحمدين اشترى محفظة من الفنادق الفخمة فى العالم والتى كان قد أعلن عن رغبته فى زيادة عدد الفنادق التى يملكها من 24 حاليًا إلى أكثر من 60 بحلول 2030، واختتمت الصحيفة قائلة: "قطر تستثمر ببذخ فى فرنسا بعد أن حرّضت العرب على الثورة وبقيت تتفرج على فقرهم".
ومن جهة أخرى قالت صحيفة "هاندلس تسايتونج" السويسرية فى تقرير مطول تحت عنوان "قطر هى بيزنس ولا شيء آخر"، إن "إيرادات الغاز تغذى ميزانية قطر وخزينة تنظيم الحمدين الحاكم بالمليارات"، وأضافت الصحيفة التى تصدر بالألمانية، أن قطر بالكامل هى عبارة عن شركة عائلية ضخمة، متابعة:"حكام قطر لا يهتمون بأقاويل العرب بأنهم الداعم الأول والممول للإرهاب فى المنطقة، وقاموا بشراء كل ما هو معروض للبيع فى العالم سواء كان ذلك متجر "هارودز" أو متاجر "ساينزبري" الإنجليزية أو "هوخ تيف" الألمانية أو "فيرمونت" الكندية".
ولم تقتصِر الاستثمارات القطرية فى القطاع العقارى على فنادق «خمس نجوم» بل توسّعت أيضًا لتشمل الفلل فائقة الفخامة والمنتجعات السّياحية والجزر الخلّابة والأبراج الشّاهقة، فى ظل الرّكود الاقتصادى فى أوروبا وتدنى أسعار الأصول للغاية.
وفى سويسرا، تعتزم شركة "الديار القطرية" استثمار مليار ريال فى تطوير فندق "بورغنستوك" الذى شُيد سنة 1873 وتراجعت إيراداته فى الفترة الماضية، لتحويله إلى أكبر منتجع مائى فى أوروبا.
وأعلنت شركة قطر القابضة، الذراع الاستثمارية لصندوق الثروة السيادية القطري، عن شراء منتجع وشاطئ "أميرالد" أو جزيرة "كوستا سميرالدا"، كما تشتهر فى إيطاليا، بجزيرة سردينيا، والذى يضم فللاً فائقة الفخامة، منها واحدة ملك رئيس الوزراء الإيطالى الأسبق سيلفيو بيرلسكوني.
كما ذكرت صحيفة التليجراف البريطانية، أن قطر اشترت جزيرة يونانية بقيمة خمسة ملايين جنيه إسترليني، ومساحتها 500 هكتار وتتميز بغابات الصنوبر.
وأضافت الصحيفة أن أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى جدّد عقارًا فى لندن صار الأغلى من نوعه فى بريطانيا وتصل قيمته إلى 200 مليون جنيه إسترليني، بعد أن أنفق 75 مليون جنيه إسترلينى على العقار المترامى الأطراف المسمى «دادلى هاوس» فى حى «بارك لين» وسط لندن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة