قال الأديب الكبير يوسف القعيد: "إننا أصبحنا يتامى بعد جائزة نوبل للآداب التى حصل عليها الكاتب العالمى نجيب محفوظ، عام ١٩٨٨، وذلك لفشل العرب فى تنظيم جائزة عربية كبرى، ينظر لها الأدباء مثلما ينظرون إلى نوبل".
وأضاف "القعيد" - خلال ندوة "رموز راحلة.. ٣٠ عاما على فوز نجيب محفوظ بنوبل" - إن الأديب الراحل وقف بجانب العديد من الأدباء والكتاب، ورشح البعض إلى الجهة المانحة للفوز بالجائزة، رافضا الإفصاح عن أى من تلك الأسماء، مؤكدا أن ذلك سر للأديب الراحل مات معه.
وأكد الأديب يوسف القعيد أنه قبل فوز نجيب محفوظ بالجائزة، كانت هناك العديد من الحروب بين الكتاب العرب للفوز بها ومنهم الأديب الكبير توفيق الحكيم، مشيرا إلى أنه سأل "محفوظ" كيف سيكون الوضع لو فزت فى حياة توفيق الحكيم، فرد "محفوظ" قائلا "كانت تبقى مصيبة".
وأوضح "القعيد" أن المسئولين بوزارة التربية والتعليم ينظرون إلى نصوص نجيب محفوظ الأدبية، على أنها تحمل مجونا ورقصا ولا ينبغى تدرسها للطلاب.
ومن جانبها قالت الدكتورة أمانى فؤاد، أستاذ النقد الأدبى بأكاديمية الفنون، إن فوز نجيب محفوظ بنوبل، خلق حركة واسعة لترجمة العديد كبير من الكتاب والأدباء العرب، واتسعت مساحة الاهتمام بالأدب والفنون العربية.
وتابعت "فؤاد" أن الفوز بالجائزة، جعلت نظرة الكتاب والمفكرين الغربيين إلى العرب تأخذ نظرة أخرى غير النظرة الاستشراقية. وأوضحت الدكتورة أمانى فؤاد أنه إذا كان العرب يريدون المنافسة على جائزة نوبل مرة أخرى فعليهم الاستعانة بنموذج محفوظ الأدبى، فقد ظل قرابة الستين عاما مخلصا لأدبه ولمشروعه الأدبى والقصصى، وكان يمتلك الخيال الكبير الذى مكنه من رسم صورة الواقع بحرفية كبيرة، وكانت أعماله منفتحة ولم تكن تدعو إلى العنف.
ولفتت "فؤاد" إلى أنها تتذكر نموذج عبده مشتاق، عندما ترى لهفة الأدباء المصريين والعرب، كل عام عندما يتم الإعلان عن الجائزة العالمية.
وأتمت الدكتورة أمانى فؤاد، أننا لا نكرم رموزنا، والدليل تأخر افتتاح متحف نجيب محفوظ كل هذه السنوات، مطالبة وزير التعليم بضرورة تدريس أعمال صاحب الثلاثية للطلاب فى المدارس.
فيما قال الناقد الدكتور خيرى دومة، إن الأديب الكبير كان يمتلك العديد من الطموحات، وكان يعرف أنه سيحققها من خلال فن الرواية، مؤكدا أنه هاجم العقاد بسبب هجوم الأخير على الرواية، قائلا إن الرواية هى شعر العصر الحديث.
وأضاف "دومة" أن نجيب محفوظ كان يتمنى أن يكتب ٥٠ رواية تاريخية، وأن يحكى تاريخ مصر، من خلال ذلك النوع من فنون الكتابة، لافتا إلى فوز صاحب نوبل بالجائزة العالمية ليس لأنه غزير الإنتاج فقط، بل لأنه صاحب رؤية وفكر وطموح وصاحب رسالة أدبية وفنية كبيرة.
بينما قال الناقد الدكتور رضا عطية، إن أدب نجيب محفوظ تميز، بأنه رمزى ويحمل أفكارا عميقة، مشيرا إلى أن أعماله بعد فوزه بنوبل، كانت مستقلة عن نصوصه الأخرى، مؤكدا أنه تحدث فيها عن فترة صباه وتحدث عن جدلية الموت، والتى أراد أن يوصل منها أنها بداية لحياة أخرى.
وأتم "عطية" أن نصوص نجيب محفوظ، لم تكن مجرد حكاوى، بل إنها ذات رؤى قد تكون خارقة لقوانين الطبيعة، تحمل أفكار رمزية وعناصر يستهدف منها الحديث عن الواقع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة