تعيش مصر هذه الأيام عرسا ثقافيا كبيرا، وأتمنى أن يكون الجميع مدركين ذلك، فالخمسة عشر يوما التى يشغلها معرض القاهرة الدولى للكتاب، هى الفرصة السنوية الأبرز للحديث عن الأفكار ومنحها مساحة مناسبة للتنفس والحياة.
ومن حسن حظ المواطن المصرى، أن تحل الجزائر ضيف المعرض فى دورته الـ49، بعدما كانت مصر قد حلت ضيف شرف معرض الجزائر فى الدورة قبل الماضية، بما يعكس التعاون القوى بين البلدين الشقيقين، ويبين مدى التفاهم والحب بين الشعبين.
من حسن التنسيق أن اللقاء الفكرى الأول كان مع عز الدين ميهوبى، وزير الثقافة الجزائرى، والذى فتح قلبه للجمهور المصرى، معبرا عن حب الشعب الجزائرى لمصر، وحب مصر للجزائريين.
وفى رأيى أن نقاط التلاقى التى عرضها عز الدين ميهوبى تستحق التوقف والتحليل، فقد تحدث عن مباراة كرة القدم التى وقعت بين مصر والجزائر فى أم درمان 2009، وناقش ما حدث بعدها جاعلا منها نموذجا للتوتر بين البلدين، حيث أكد أنها مجرد مباراة كرة قدم وليست أكثر من ذلك، وأن التوتر الذى وقع حينها كان عاطفيا قائما على انفعال الجماهير، وهو أمر متوقع، وتساءل: كيف علينا أن نختزل كل هذا التاريخ فى مباراة كروية مدتها 90 دقيقة انتهت ونسيناها؟
وأكثر ما أعجبنى فى حديث عز الدين ميهوبى أنه مدرك تماما أن ما يصنع العلاقات القوية بين الدول هى الثقافة، حيث قال: «إن هناك علاقات بين مصر والجزائر تاريخية على مستوى الفن، فعلى سبيل المثال فإن نشيد الجزائر الشهير لحنه الموسيقار الراحل محمد فوزى، وقامت الجزائر مؤخرا بمنحه وسام الاستحقاق الوطنى فى حفل حضره الكثيرون بقاعة الأوبرا، كما أطلق اسمه على أكبر مؤسسة فنية وهى مؤسسة المعهد الوطنى للموسيقى، وذلك عرفانا منا بما قدمه، وأيضًا عندما قدم المخرج الراحل يوسف شاهين فيلما عن المناضلة الجزائرية جميلة بوحريد، فإن ذلك دليل على الاشتراك فى الهم العام».
بجانب الثقافة يعرف عز الدين ميهوبى أن الحروب تجمع الشعوب، لذا لم ينس الحديث عن حرب أكتوبر المجيدة، والتى وقفت فيها الدول العربية وعلى رأسها الجزائر، موقفا مشرفا مع مصر.
تستحق الدول العربية أن تستمع إليها وأن نتحدث عما يجمعنا، وأن نتبادل التجارب المختلفة، لأن واقعنا واحد ومشاكلنا واحدة أيضا، ومعرض القاهرة للكتاب فرصة لذلك.
عدد الردود 0
بواسطة:
الشبراوي
أمتنا
لاتوجد كراهية أو انتقاد للجزائر بالمرة لكن التعقيب علي النظريات والأراء الفلسفية من الممكن أن يتطلب الإشارة إلي أمثلة ليس بالضرورة أو الممكن أن تتحول للتطبيق علي أرض الواقع بما أننا مشتركون في الهم العام وأن غايتنا هي الأوطان أن تبقي دون محن . وما حدث علي أرض الواقع هو الدرس المستفاد الذي لاينبغي الرجوع إليه ولا إغفال الأسباب التي أدت إليه