"سهيلة نور الدين " شابة صغيرة كانت حلمها رؤية مولودها الذى انتظرته طوال الـ9 اشهر بفارغ الصبر ولكن يد الإهمال كانت أقوى من حلمها واقتنصت يده روحها لتنقل إلى جوار ربها.
بدأت الواقعة عندما تلقى قسم شرطة المنتزة أول بلاغاً يفيد بوفاة شابة اثناء الولادة بسبب جرعة بنج زائدة أعطاها لها طبيب التخدير فى أحد المستشفيات الخاصة بشرق الإسكندرية.
ويقول محسن نصر الدين عم الضحية، أن حملها كان طبيعية طوال الـ 9 أشهر وكانت تتابع مع طبيب استشارى فى النساء والولادة ونصحها بالولادة فى أحد المستشفيات الخاصة بشرق الإسكندرية وتوجهت إلى المستشفى فى اليوم المحدد لها ودخلت إحدى الغرف وشعرت بخروج الجنين طبيعيا بدون تدخل طبى فتوجهت إلى غرفة العمليات.
وأضاف أنه بعد مدة قليلة من دخولها غرفة العمليات خرج الطبيب وقال إن حالتها حرجة فاستنكر الجميع ما يقوله الطبيب مع العلم أن ولادتها سهلة وطبيعية لدرجة أنها كانت تضع مولودها على سرير حجرتها بالمستشفى.
واستكمل عم الضحية أنها دخلت العناية المركزة لمدة 6 أيام متوقف فيها القلب تماماً ووجود جلطة بالرئتين وانسداد فى الشرايين وكانت متوفيه اكلينيكاً وكان المخ هو الذى يعمل فقط وتعيش على الأجهزة الصناعية، مشيراً إلى أنهم رفعوا الأجهزة مدة قليلة انتفخت جسدها لسبب غير معلوم فقرروا أن يعيدوها مرة آخرى على الأجهزة الصناعية فى العناية المركزة.
وأوضح أنه بعد 6 أيام توفت نجله شقيقته وتم تحرير محضر بالواقعة فى قسم شرطة المنتزة أول الذى أكد أنهم يتلقون بلاغات عديدة عن هذه المستشفى بسبب الإهمال الطبى وحالات الوفاة المتكررة بسبب الأخطاء الطبية الموجودة بها وهى ليست الحالة الوحيدة.
وأكد عم الضحية أنهم طالبوا الأطباء بعمل تقرير طبى عن حالتها حيث أفادهم طبيب التخدير أنها منذ دخولها غرفة العمليات طالبته بمنحها جرعة بنج حتى لا تشعر بالألم ويتم تسكينها وقام بتخديرها كاملا خلال الولادة.
بينما أكد لهم طبيب الولادة الخاصة بها فى اعترافاته بالنيابة العامة أن الشابة حظها سيىء حيث لم تبلغ طبيب التخدير أنها كانت متناولة الطعام قبل التخدير وقبل إجراء عملية الولادة مما اثر عليها وقامت بارتجاع الطعام أثناء العملية مما سبب لها انسداد فى شرايين القلب والرئتين وتسببت فى جلطة فى الرئة مما منع وصول الاكسجين للمخ.
وتم تحويل الواقعة للنيابة وتم التحقيق فيها بمعرفة رئيس نيابة المنتزة أول وتم تشريح الجثة والتصريح بدفنها وارسال تقرير الطب الشرعى فور الانتهاء منه.
وأكد محامى الضحية إنه تم اتخاذ كافة الاجراءات القانونية ضد المستشفى والطبيب المسئول عن التخدير اثناء العملية لقيامه بتخديرها بجرعة زائدة مما سبب فى وفاتها، وتم تحويل الواقعة للنيابة وأخد اعترافات طبيب الولادة المسئول عن ولادتها وطبيب التخدير وفى انتظار تقرير الطب الشرعى لمعرفة سبب وفاتها.
وتعيش أسرة "سهيلة" فى حزن دائم لفقدانهم نجلتهم التى كانت تملأ المنزل بالبهجة والسعادة فهى تبلغ من العمر 23 عاماً تزوجت أثناء دراستها فى كلية الشريعة الإسلامية وكانت تقضى حياتها بين منزلها ودراستها.
وتطالب الأسرة بالقصاص لنجلتهم والتحقيق مع المستشفى المسئول فى وفاه نجلتهم ورفع البلاء الذى قد يقع على الآخرين بسبب الإهمال وعدم تأهل المستشفى لاستقبال حالات مرضية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة