قال الدكتور محمد أبو الغار، رئيس حزب المصرى الديمقراطى السابق، إن الكاتب الراحل عبد الرحمن الشرقاوى، بدأ حياته ماركسيا، وتوفى وهو يتبنى الفكر الديمقراطى الاجتماعى، مشيرًا إلى أنه كان من القلائل الذين أيدوا الرئيس الراحل أنور السادات، فى بداية عهده دفاعًا عن الديمقراطية، والتى لم يكن يمثلها الاتحاد الاشتراكى.
وأضاف "أبو الغار" خلال ندوة "عبد الشرقاوى.. والرؤية الاجتماعية"، أن السادات أقال الكاتب الراحل من رئاسة مؤسسة روز اليوسف، لتأييده لانتفاضة يناير، والتى أطلق عليها السادات انتفاضة الحرامية، بينما أسماها هو انتفاضة شعب.
وأوضح الدكتور محمد أبو الغار، أنه يرفض تصنيف الكاتب الشرقاوى، على أنه مفكر أو كاتب إسلامى، وذلك لأن كتاباته ذات بعد اجتماعى فى الأساس، حتى عندما تكلم عن النبى محمد تحدث عن بدايته وفترات ضعفه.
وأشار محمد أبو الغار، إلى أن مصر لم يكن فيها مسرح شعرى، قبل عبد الرحمن الشرقاوى، حيث اهتم بالبنية الفنية بشكل كبير، وإن ما سبقه "كان شوية شعر على مسرح"، مشيرًا إلى أن حالة المسرح المصرى الآن يرثى لها.
ولفت الدكتور محمد أبو الغار، إلى أن مسرحية الحسين ثائرًا وشهيدًا، لن تعرض فى ظل الوضع الذى نعيش فيه وفى ظل رفض الأزهر لها، مؤكدًا أن عبد الرحمن الشرقاوى كان أبرز من كتبوا عن الفلاح، وأن رواية "الأرض" كانت من أولى الروايات التى تحدثت عن أهل الريف، بعكس رواية زينب لمحمد حسين هيكل والتى كانت تحمل رومانسية "عبيطة" على تعبيره، بينما وصف مسرح عزيز أباظة بـ"الهلس".
من جانبها قالت الدكتورة نسرين البغدادى، أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية، إن الراحل عبد الرحمن الشرقاوى كان يرى أزمة مصر تبقى بسبب مثلث الجهل والفقر والمرض، وكان يرفض الظلم الاجتماعى، والذى كان يرى إنه يسبب الكفر.
وأضافت "البغدادى"، إن الشرقاوى كان يحافظ فى كتاباته على القيم الاجتماعية، وكان يدافع عن كسر الهيبة، لإنها تكسر الوطن بحد تعبيرها، وفرق الراحل ما بين المشاكل الداخلية، ومشاكل الرطن.
بينما قال الدكتور أحمد زايد، أستاذ علم الاجتماع وعميد كلية الآداب بجامعة القاهرة الأسبق، إن الراحل كان لديه وعى كبير بقضايا التى ناقشها وهو ما ساعده فى كتابة أعمال تعكس الواقع ببنية فنية كبيرة.
وأضاف "زايد"، أن الشرقاوى كان يمتلك وعيا لربط مشاكل القرية مثل روايتى الفلاح والأرض لربطها بالمشاكل العالمية، وكأنه يحاول أن يقول إن مشاكل الفلاح فى مصر، تشبه معاناة ومشاكل الفلاحيين فى كل بلاد العالم.
وأشار "زايد" إلى أننا فى حاجة لعبد الرحمن الشرقاوى، للتجدد وفهم التغيير، حيث كان يرى أن الثورة هى التجدد والتغيير الجذرى، عبر نظرة تأملية وتحليلة عميقة، قد تساعد على المزيد من الوعى لبناء الوطن.