أكد الشاعر الكبير حبيب الصايغ الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب أن منطقتنا العربية تعيش فترة ملتبسة من أحرج فترات تاريخها الحديث، خصوصًا بعد اندلاع المظاهرات العارمة فى أكثر من بلد عربى بدءًا من عام 2011، والتى خلخلت بنى وقناعات كثيرة، وزيفت وعى الجماهير العربية بإدخال مفاهيم غريبة لم يعرفها العرب فى تاريخهم، وهزت ثوابتهم الوطنية التى نشأوا عليها.
وبيَّن الأمين العام أن من أهم تلك المفاهيم التى أصبحت موضع مراجعة ثقافية وشعبية فى أكثر من مكان بالوطن العربى الكبير، مفهوم مقاومة التطبيع مع العدو الصهيونى، إلى أن تقوم الدولة الفلسطينية كاملة السيادة على حدود 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشريف، فأصبحنا نسمع أصواتًا غريبة اليوم تشكك فى جدوى المقاطعة، وتنادى بانتهاج سياسة الأمر الواقع، التى لا تخدم سوى مصالح العدو المغتصب، الذى ظل يماطل طوال سنوات وسنوات فى التفاوض، ولا يوارى هدفه المتمثل فى هضم الأرض وطرد أصحابها الشرعيين.
وقال الشاعر الكبير حبيب الصايغ، فى بيان أصدره الاتحاد العام، إن قضية فلسطين هى القضية العربية الأولى التى تحتل صدارة اهتمامات المواطنين العرب فى كل مكان، وأن الأدباء والكتاب والمثقفين العرب فى صدارة هذا الأمر، وقد دفعوا أثمانًا باهظة نتيجة مواقفهم الوطنية المشهودة، وإن مقاومة التطبيع أحد أهم الأهداف التى يقوم عليها الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، لا نتراجع عنه ولا نناقشه من الأساس.
وفى هذا الإطار فقد استنكر الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب الزيارة التى سيقوم بها سعد الدين إبراهيم إلى تل أبيب، عاصمة الاحتلال، ليلقى محاضرة فيها بدعوة من جامعتها، وشدد الأمين العام على أن هذه الزيارة تعد خرقًا للموقف الواضح الذى يتخذه الأدباء والكتاب والمثقفون العرب لمناصرة الحق العربى والفلسطينى، داعيًا إياه للتراجع عنها، وفى الوقت نفسه دعا كل الهيئات الثقافية العربية، الأعضاء وغير الأعضاء فى الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، إلى تشديد إعلان مواقفهم من التطبيع عبر استنكار هذه الزيارة، تأكيدًا على الموقف التاريخى للأدباء والشعراء والمثقفين العرب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة