فى أحيان كثيرة يتوهم الواحد منا أن الله لا يحب محافظة الجيزة لحكمة لا نعرفها، وإلا لكان وهبها مسؤولون ناجحون بضمائر حية، يعرفون كيف يديرون كل هذه الموارد المترامية بطول المحافظة وعرضها ليصبح حالها أفضل مما هى عليه، ولو كانت مناهج الجغرافيا منزهة عن الهوى لوصفتها لتلاميذ المدارس على أنها «تقع فى شمال مصر بين نهر النيل والصحراء الغربية، وتحتوى على أهم آثار مصر وأكبر عدد من أكوام القمامة تحت الكبارى، وتشتهر بأسوأ أنواع الأرصفة من حيث الشكل والمضمون، وبها أكثر المناطق خطورة وعشوائية على مستوى القطر المصرى»، لكل هذه الأسباب تعودت أعين الناس على حالة التناقض بين آلاف اللوحات الإعلانية البراقة لمشاريع سكنية تفور بالنظافة والجمال، فى شوارع تمتلئ بالقذارة والمشاهد المؤذية، لذلك لا تصدق أبدًا أن ما تعانى منه الجيزة هو نقص الموارد، لأن الخلل الحقيقى فى سوء الإدارة.