زرع الله، جل وعلا، منذ وقت طويل فى قلبه شعوراً يقينياً راسخاً بأنه سيقابلها فى يوم من الأيام، فعاش حياته كلها يبحث عنها، لأنه متأكد أنهما سيتقابلان فى يوم ما، لأنها توأم روحه التى تمنى من الله سبحانه وتعالى أن يقابله بها، ورغم طول الفترة ومرور العديد من الأحداث والوقائع بحياتهما كل على حدة، إلا أنه لم يفقد إيمانه ولو للحظة واحدة أن الله سيجمعهما، فهو يحبها حباً شديداً حتى من قبل أن يراها أو يعرف ملامح شكلها وصفاتها، وأخيراً حقق الله له حلمه عندما رآها بالمصادفة، فأيقن يومها المعنى الحقيقى للمقولة الخالدة «رب صدفة خير من ألف ميعاد».
لم يحتج إلى بذل جهد كبير ليصارحها بمشاعره، لأن حبها موجود فى قلبه منذ أن جاء إلى الدنيا، لهذا صدقته وبادلته حباً بحب أكبر كما يحلو لها أن تقول له ذلك دائماً، ورغم كل الصعوبات توجا قصة عشقهما الأسطورى بالزواج فى غضون فترة قصيرة، فبارك الله لهما فى حبهما أكثر وأكثر لأنهما روح واحدة فعلاً تسكن فى جسدين، ومنذ يومين وبينما كان يغازلها بأجمل أبيات تراثنا العربى الأصيل، كما عودها دائماً منذ أن تزوجا:
تالله لو جددوا للبدر تسمية.. لأعطى اسمك يا من تعشق المقل
كلاكما الحسن فتاناً بصورته.. وزدت أنك أنت الحب والغزل
سمعه البدر فأمن على كلامه لأنه يعلم أنها فعلاً الحب والغزل