أكرم القصاص - علا الشافعي

كريم عبد السلام

من يدفع ثمن الثورة فى إيران.. روحانى أم خامنئى؟

الخميس، 04 يناير 2018 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما يحدث فى إيران كبير، سواء اختلفنا على تسميته بأنه ثورة أو انتفاضة أو احتجاجات فئوية، وهو لن ينتهى بعودة المحتجين إلى بيوتهم أو باعتقال الآلاف منهم، كما أنه لن ينتهى بلا ثمن سياسى، والمهم من سيدفع الثمن لما يحدث.
 
كرة النار تكبر وتنتشر بين كبريات المدن والمحافظات وتجتذب كل يوم وقودا جديدا، العمال، طلاب الجامعات، جنودا وضباطا بالجيش، أكاديميين، فنانين وشعراء ومثقفين يرفضون حكم الملالى، والأهم فئات كبيرة من الفقراء والمعدمين ومن كانوا ضمن الطبقة المتوسطة لكنهم سقطوا فى الفقر بفعل الإنفاق المهول على الحروب والمغامرات الخارجية لتوطيد أركان الإمبراطورية الفارسية فى الخارج ولكن على حساب الدعائم البشرية التى تحمل أركان الإمبراطورية فى الداخل.
 
قدرة أركان السلطة الإيرانية على الإطفاء والتهدئة والاحتواء أقل من معدل انتشار النار ومن تطلع الملايين، الذين يمثلون وقودها الجاهز للاشتعال، إلى الإعلان عن غضبهم فى مواجهة ما يرونه ظلما وفسادا وإهدارا للمال فى حروب خارجية فى سوريا واليمن وغزة والعراق، لا تخصهم فى شىء، لا الحكومة قادرة على اتخاذ قرار سريع بابتلاع الزيادة فى أسعار الوقود والمواد الغذائية وإعادة الدعم النقدى للفئات المحرومة والأكثر فقرا، فتمنح المحتجين نصرا معنويا كبيرا إلى أن تعيد تدبير أوضاعها وتحترز من غضبة الشعب، ولا هى قادرة على تقديم كبش فداء كبير تحمله وزر اتخاذ السياسات الخاطئة وتطهر به عباءتها وتعيد استرضاء الغاضبين مرة أخرى وتتقى انهيار النظام.
 
العند هو سيد الموقف، السادة أصحاب القرار ومالكو مفاتيح الأمور فى حضرة المرشد والرئاسة ومجلس تشخيص مصلحة النظام والحكومة يرون أن قرارات الإصلاح الاقتصادى ضرورية ولا يمكن الرجوع عنها، كما أنهم يستنكفون العودة عنها حتى لا يبدون فى موضع المهزوم أمام الشعب، عذرهم القبيح أن الشعب سيستمرئ اللعبة وسيخرج عليهم لفرض مطالبه أيا كانت فى المستقبل، وعذرهم أيضا فى نظرية المؤامرة، أن هناك جهات خارجية وأصابع للولايات المتحدة تدير المحتجين وتوجههم ضد مصالح بلادهم.
 
بالطبع هناك جهات خارجية تؤثر فى قطاع من المحتجين، والمعلن أن الولايات المتحدة تؤيد صراحة الاحتجاجات وترامب يغذيها بالتغريدات شبه اليومية لأنه يعتبرها حربه ضد النظام الإيرانى العدو، لكن هل الأصابع الخارجية هى المسؤولة عما وصل إليه حال خمسين مليون مواطن إيرانى حول خط الفقر ويعانون من تأثير القرارات التقشفية الأخيرة؟ هل الأصابع الخارجية وراء التوسع فى الإنفاق على الحروب الإقليمية الخارجية وتمويل كل منشق عربى على بلاده، ونشر التشيع السياسى؟
 
التقديرات الخاطئة من صناع القرار الإيرانى لطبيعة الاحتجاجات وتأخرهم فى اتخاذ القرار الصحيح بالسرعة الواجبة لاستيعاب غضب الشارع، يجعل الحلول السياسية لهذه الأزمة أكثر كلفة يوما بعد يوم، وكلما تأخر خامنئى وروحانى فى اتخاذ القرار اليوم سيدفعان ثمنا أكبر غدا وأكبر بكثير بعد غد، لكن الملفت فى الأمر حتى الآن، أن الملالى يرون أنهم قادرون على إرهاب الشعب الإيرانى بالحرس الثورى وقوات الباسيج، وينسون كيف أتوا هم إلى سدة الحكم فى ثورة مشابهة على حكم أكثر قوة وشراسة من حكمهم، وكيف انتصرت الأيدى العزلاء على كل قوات أمن الشاه الذى كان لقبه «شرطى الخليج»، وعرفت الثورة الخمينية وقتذاك «بانتصار البشر على الحديد»، أو بانتصار الثائرين العزل على السلاح الفتاك وشراسة قوات الأمن.
 
مع انتشار النار فى المحافظات الإيرانية، ومع استمرار العند فى دوائر الحكم العليا، سنعرف خلال الأيام المقبلة من سيدفع ثمن ثورة الفقراء فى إيران، الرئيس روحانى وقراراته الاقتصادية أم المرشد خامنئى وسلسلة مؤسسات نظام ولاية الفقيه.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة