عفا الله عما سلف، ظلمتنا الأيام فى ملف السياحة لعامين متتاليين، وظلمنا بعض الأصدقاء، لكن الله يبسط الرزق لبلادنا من جديد، فنحن على أبواب مرحلة جديدة تدرك فيها أمم الأرض أن إدارة هذا البلد تتعامل بكل الجدية والالتزام مع الملف الأمنى للسياحة، ليس السياحة الروسية وحدها، لكن زوارنا من كل بقاع الأرض، ويأتى قرار الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين، بعودة حركة الطيران والسياحة ليكتب فصل النهاية فى الشكوك، التى أحاطت بهذا الملف فى بلادنا، ويؤكد ثقة الكرملين فى كل الإجراءات، التى اتخذتها مصر لتأمين المنشآت السياحية وحركة الطيران، والمقاصد السياحية الأهم على الخريطة المصرية.
عفا الله عما سلف، إذ يرفع الله بعض الظلم اليوم عن هذا البلد الذى يتعرض لحملات ممنهجة فى الإعلام الغربى لإضعافه وإفقاره والنيل من إصلاحاته الاقتصادية والأمنية، عفا الله عما سلف، لكننا لا نريد أن نترك أنفسنا لنتعرض لظلم جديد، ولا نريد أن ترتكب فئة منا أخطاء صغيرة تكرر على مصر طاحونة هذا الظلم مرة أخرى، ولذلك ينبغى علينا ألا نتعامل مع عودة حركة الطيران الروسية باعتبارها نهاية المطاف، علينا أن نتوقع أن يتم استهدافنا مرة أخرى بضربة موجعة أو بضربات عشوائية صغيرة لتتلقفها قوى الغدر والظلم فى الإعلام الغربى ليستمر حصارنا السياحى والاقتصادى من جديد.
هل نحن مستعدون؟
الاستعداد الأمنى، والاستعداد فى المنشآت السياحية، والاستعداد الشعبى للتدفقات المحتملة فى حركة السائحين، هل نحن مستعدون كى لا نسمح للأخطاء الساذجة الصغيرة أن تنال من هذا الإنجاز وهذه التحولات فى القطاع السياحى؟!
إننى أدعو إلى رؤية واضحة لدى مؤسسات الدولة لإدارة كل أزمات السياحة أولا بأول، وأدعو أن تشمل هذه الرؤية خططًا وقائية على المستويين الرسمى والشعبى، العاملون فى القطاع السياحى عليهم أن يكونوا جزءًا من هذه الخطط الوقائية، يجب دمجهم فى خطط الوقاية وخطط الحماية وخطط هيكلة هذه المنظومة على نحو يضمن عدم السماح بأخطاء ساذجة تطيح بكل ما أنجزناه، وتعصف بصبرنا عامين متتالين من الحصار المؤلم.
ما فعله بوتين أمس، مؤشر على الانفراجة، لكن هذه الانفراجة قد لا تدوم- لا قدر الله- فى حال تعاملنا مع المسألة بكاملها على أنها تسير بالقصور الذاتى، أو تركنا هذا الملف يدير نفسه بنفسه بلا خطط وقائية واضحة، نحتاج إلى أن نسد كل الثغرات، التى تؤدى إلى الاختراق الأمنى أو الاختراق الإعلامى أو تعكير صفو أجواء عودة السياحة الروسية.
ما جرى ليس نهاية مرحلة المخاوف، علينا أن نخاف على ما أنجزناه، ونخاف على السياحة.
والمثل يقول: "من خاف سلم"
مصر من وراء القصد
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة