ماجدة إبراهيم

متى يسقط الشيطان الأكبر؟

السبت، 06 يناير 2018 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نتابع منذ حوالى أسبوع مظاهرات عارمة فى إيران ضد النظام المستبد لآيات الله الذين ينصبون أنفسهم فوق البشر قتل خلالها أكثر من عشرين شخصا وحوالى ألفا من المعتقلين الذين غالبا هينفذ فيهم عقوبة الإعدام التى اشتهر بها نظام الخمينى، ومنذ أن جاء فى عام 79 كنت فى الصف الثالث الابتدائى قرات فى مجلة المصور خبر يقول «الخمينى ينفذ أحكام الإعدام فى كل أعداء الثورة».
 
وكانت صورته التى أتذكرها وأنا طفلة تشبه الشيطان.. كرهته بكل براءة الأطفال ولم أدرك وقتها لماذا كرهته وأعتبرته رجلا سفاحا.. وعندما كبرت وعرفت أن الثورات التى تحدث فى كثير من الدول لابد وأن يكون لها ضحايا ولكن هؤلاء الضحايا يكونون ممن يدافعون عن الحق لا من يؤيدون الباطل.. وعرفت أيضا أن الثورة لا تسمى ثورة بيضاء إلا إذا كانت بلا نقطة دم للأعداء.. وتم تصنيف الثورة الإيرانية الإسلامية على يد الخمينى على أنها ثورة دموية سفاحة.. قاتلة لكل من تسول له نفسه التآمر على الثورة المقدسة.
 
وكنت أقلب فى مكتبتى فوجدت كتابا يحكى سيرة ذاتيه لإحدى السجينات والضحايا لنظام الخمينى وثورته بعنوان «سجينة طهران» بكيت بين صفحات الكتاب أكثر مرة فى حياتى، فقد كتب بدماء وصرخات من شهدت على عذابات هؤلاء الأبرياء.
 
ورغم العواطف فالأرقام والتقارير الدولية ومعظم المراقبين يتفقون على أن للثورة الإيرانية تراثا مختلط دولياً ينظر إلى الثورة الإيرانية إلى أنها المسؤولة عن ظهور الجماعات الجهادية وفى مقدمتها تنظيم القاعدة وتنظيم داعش من بعده وإلى كل هذا العنف الذى حدث فى العالم والدول العربية.
 
لقيت بعض أهداف الثورة العامة «خصوصاً القضاء على العلمانية والنفوذ الأمريكى فى الحكومة»، وتعتبر نجاحات معقولة إلا أن التذمر من الاستبداد والفساد الذى انتشر فى عهد الشاه وحاشيته يوجه الآن ضد «الملالى فى إيران»، الخوف من البوليس السرى السافاك حل محله الخوف من الحرس الثورى، على الرغم من بروز درجة من التمثيل الحكومى والانتخابات الديمقراطية فى مرحلة ما بعد الثورة من حيث الهيكل السياسى، لكن البعض يتحدث عن انتهاكات لحقوق الإنسان فى النظام الدينى تزيد عما كان يحصل فى عهد الملكية، التعذيب والسجن للمخالفين، وقتل كبار النقاد أمر شائع، بالإضافة على سوء وضع المرأة، واضطهاد الأقليات.
 
والسلطات الإيرانية تحاول جاهدة طمس حقيقة الاحتجاجات الشعبية التى تشهدها البلاد، عبر حجب مواقع التواصل الاجتماعى وملاحقة المنصات الإلكترونية.
وبحسب التقارير العالمية فإن من أهم أسباب الاحتجاجات أيضا انتشار وتغلغل الفساد فى البلاد، إذ إن %15 من الناتج المحلى الإجمالى يسيطر عليه الحرس الثورى، بينما تؤكد تقديرات أخرى أن %50 من الناتج المحلى الإيرانى فى متناول أيدى آية الله على خامنئى والحرس الثورى والملالى، ويبلغ إجمالى الناتج المحلى 408 مليارات دولار، ولديها 74 مليار دولار من احتياطى الذهب والعملات الأجنبية، وتنتج إيران 3.8 مليون برميل من النفط يوميا، ما يجعلها ثالث منتج لمنظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك»، ويبلغ احتياطيها من النفط157 مليار برميل، واحتياطى الغاز 33.6 مليار متر مكعب.
 
رغم أن الرئيس الإيرانى حسن روحانى، المنتمى للتيار الإصلاحى جاء إلى الرئاسة الإيرانية فى 2013، خلفا للرئيس المحافظ محمود أحمدى نجاد، مع وعود بتحسين الاقتصاد وتعزيز الإصلاحات الاجتماعية فى جميع المجالات.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة