محمود سعد الدين

التسويق الإعلامى للعاصمة الإدارية الجديدة

الأحد، 07 يناير 2018 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بانتهاء الدولة المصرية من تجهيز الكنيسة الجديدة بالعاصمة الإدارية، وإجراء مراسم القداس بها، فى أقل من عام على الإعلان عن تأسيسها، تتحول قيمة العاصمة الإدارية من مقر جديد بديل للقاهرة، يضم كل الوزارات والسفارات والبنوك ومجلس النواب، إلى نموذج نجاح للإرادة المصرية، يحتاج لمزيد من الدعم الإعلامى والتوعية المجتمعية لأهمية العاصمة الجديدة، ودورها فى المستقبل، كمسار مختلف للخروج من زحمة الشوارع القديمة، والانطلاق نحو مجتمع أفضل لجيل قادم بعد 10 أو 20 عامًا من الآن. 
 
واقعيًا، لا يحمل أى برنامج تليفزيونى اسم العاصمة الجديدة، ولم تخصص قناة فضائية برنامجًا واحدًا من بين خريطتها الممتلئة لنقل المشروعات بالعاصمة الجديدة، ولم تفرد صحيفة قومية أو خاصة صفحة أسبوعية لنقل قصص النجاح من مهندسينا وعمالنا بالعاصمة الجديدة، فقط حلقات استثنائية من وقت لآخر، بعيدًا عن عمل إعلامى تنويرى منظم مستمر لمستقبل العاصمة الجديدة، باعتبارها الحلم الذى نشهد تنفيذه. 
 
السؤال هنا: لماذا لا تتعامل مؤسسات الدولة بحرص مع جوهر وقيمة العاصمة الإدارية الجديدة؟، فتخصص وزارة التربية والتعليم زيارات دائمة لتلاميذنا للعاصمة، زيارات يتم إعداد جدول مسبق بها، يضم كل المحافظات والإدارات التعليمية، زيارات تزرع الأمل فى الجيل القادم، وترفع لديهم الوعى نحو المستقبل الطيب الذى ينتظر البلاد، لماذا لا يتم نشر صور زيارات التلاميذ عبر موقع التربية والتعليم؟، فترتبط هذه الصور بذاكرة تلاميذنا، ومن ثم أسرهم، فيترسخ بداخلهم الإيمان بهذا المشروع العظيم، بدلًا من مزيد الأسئلة الجدلية عن أهمية المشروع وجدواه وتمويله وكيفية الإنفاق.
 
لماذا لا تشكل إدارة مشروع العاصمة الإدارية الجديدة فريق مرشدين، على غرار مرشدى السياحة، مخصصين لتعريف الزوار بأهم المشروعات والمبانى التى تم تنفيذها بالعاصمة، وقصص النجاح وراء كل مشروع؟، لماذا لا يكون من بين مهام فريق المرشدين تسجيل مراحل تنفيذ المشروعات، وإعداد أفلام وثائقية قصيرة لها، تعكس حجم الإنجاز على الأرض؟، لأنه يجب ألا ينظر لمشروعات الإسكان والمبانى الحكومية الجديدة باعتبارها بناء مسلحًا، بقدر ما يجب النظر إليها على أنها عمل بشرى يجمع عشرات من قصص الكفاح.
 
إذا كانت العاصمة الإدارية حلمًا طال انتظاره، وخرج للنور بإرادة سياسية قوية، وبكفاح مئات من المهندسين والعمال، فيجب أن يتم تسويقه إعلاميًا ومجتمعيًا عبر الوجه الصحيح الذى يستحقه. 
 
ولا يمكن أن ننهى المقال قبل تقديم التهنئة للإخوة الأقباط بمناسبة عيد الميلاد المجيد، راجين من الله عز وجل حماية مصر فى هذه الأيام من أى مخططات تسعى لإفساد الوحدة الوطنية أو التأثير على تماسك شعبها، الذى أعلن مواجهة الإرهاب بجوار الدولة المصرية.
 
تحية لكل صديق مصرى قبطى شاركنى مقعد الدراسة أو أتوبيس التحرير أو عربة المترو.. عيد سعيد على كل صديق قبطى مصرى يحب بلاده، ويؤمن بالتوحد لمواجهة الإرهاب، ويقدم مصر فى قائمة أولوياته على ما دون سواها، وهو مدرك التحديات التى تواجه البلاد، متمثلة فى خطر الإرهاب والإهمال.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة