لو كنت ممن يشكون من موجة البرد التى شهدتها مصر خلال الأيام الماضية، فانتظر قليلا حتى تشاهد ما يحدث فى بعض مناطق الولايات المتحدة، حيث تصل درجة الحرارة إلى سالب 40، وليس الأمر هكذا فقط بل إن قوة الرياح وشدة برودتها تجعل الطقس كما لو كان 67 درجة مئوية وأحيانا 100 تحت الصفر، فيما وصفه البعض بـ "الجحيم الثلجى".
الشمس لا تكاد تظهر فى جبل واشنطن
وقالت وكالة "أسوشيتدبرس" الأمريكية إن نحو 100 مليون شخص فى الولايات المتحدة يواجهون تحديا جديدا بعد العاصفة الثلجية العارمة التى ضربت الساحل الشرقى للبلاد، حيث تتعرض منطقتهم لجو شديد البرودة تصل فيه درجات الحرارة إلى مستويات شديدة الانخفاض، ويزيد من الإحساس بالبرد الرياح التى تجعل الجو يبدو 100 درجة تحت الصفر فى منطقة جبل واشنطن بنيوهامبشير، التى تتنافس على لقب المكان الأشد برودة فى العالم.
رياح ثلجية جبل واشنطن
ووصفت صحيفة "نيويورك تايمز" تلك الأجواء قائلة، إن بمجرد الخروج إلى الهواء المتجمد فى الطريق إلى منطقة جبل واشنطن، تسرق الرياح الثلجية نفسك وتجمد رموش عينيك فلا تستطيع أن ترمش، ويطعن البرد أذنك لتصبح أشبه بالمطاط.
مركبات الثلوج فى محيط جبل واشنطن
وتشير الصحيفة إلى أن الكثير من مناطق الشمال الشرقى والوسط الشرقى يشعرون بوجود كتلة من الجليد، وصلت درجة الحرارة فى منطقة مونت واشنطن بولاية نيو هامبشير إلى 40 درجة تحت الصفر ليلة الجمعة، ومع وجود رياح شديدة البرودة تبدو درجة الحرارة كما لو كانت 100 تحت الصفر.
موجة ثلجية قارضة تضرب الساحل الشرق لأمريكا
ووفقا لمرصد الطقس فى المنطقة، فإن جبل واشنطن كان ثانى أكثر المناطق برودة على وجه الأرض يوم أمس السبت بعد منطقة يوريكا فى كندا، وتقول صحيفة بوسطن جلوب، إنه وفقا لأحدث البيانات فإن منطقة جبل واشنطن تبدو أكثر برودة من سطح كوكب المريخ، الذى كانت درجة حرارته 78 تحت الصفر.
وفى صباح السبت، كانت الرياح تصل إلى أكثر من 100 ميل فى الساعة فى قمة الجبل التى يبلغ ارتفاعها 6288 فوق سطح البحر، وقال مايك كارمون، كبير علماء الأرصاد الجوية فى مرصد جبل واشنطن: لابد أننا المكان الأكثر برودة الليلة، لقد بدأنا بالأساس نقول إن الجو بارد بغباء بالخارج.
وكانت بعض المناطق فى الولايات المتحدة قد تعرضت لعاصفة ثلجية قاسية منذ بداية العام الجديد، عرقلت حتى جهود إزالة الثلوج من الطرق وأجبرت المطارات على تعليق رحلات الطيران، وكذلك الحال فى محطات القطارات.
وتقول نيويورك تايمز إن الملايين من الناس كان يرتجفون من شدة البرد بينما أغلقت مدارس وتم إلغاء رحلات جوية، وأعلن المسئولون سبع ولايات لها علاقة بالطقس.
وانكسرت النوافذ الزجاجية فى بعض المناطق بينما فسدت بطاريات السيارات. وقام السكان بالاتصال بشركات التدفئة لتقديم إمدادات طوارئ من النفط.
