أكرم القصاص - علا الشافعي

فيديو.. قم للمعلم وفه التبجيلا.. كاد المعلم أن يكون رسولا.. سامية اعتزلت التدريس وأنشأت أول بنك طعام أهلى بالجهود الذاتية.. جاهدت لنشر الفكرة بحدائق القبة وأصبحت منطقتها مقصدا للفقراء والمحتاجين

الأحد، 07 يناير 2018 04:54 م
فيديو.. قم للمعلم وفه التبجيلا.. كاد المعلم أن يكون رسولا.. سامية اعتزلت التدريس وأنشأت أول بنك طعام أهلى بالجهود الذاتية.. جاهدت لنشر الفكرة بحدائق القبة وأصبحت منطقتها مقصدا للفقراء والمحتاجين صاحبة فكرة صندوق الطعام المجانى
كتبت أسماء زيدان ومحمد فتحى عبد الغفار

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

وجه ينطق بالسماحة وملامح تنم عن خير كثير مختبئ خلف ابتسامة واسعة تقابلك بها بمجرد أن تراك، لتتأكد بعد ثوانى معدودة من حديثك معها أن هذا الوجه الملائكى يظهر قليلا مما يخفيه قلبها الكبير الذى تألم وبكى برؤية أحدهم يأكل من القمامة فى فيديو مأسوى تتناقله صفحات مواقع التواصل الاجتماعى، ليكون مفجرا لخير شمل منطقة بأكملها، حين قررت إنشاء صندوق طعام للفقراء من كل حدب وصوب ليقصده كل من يقرص الجوع أمعاءه، نتحدث عن سمية غراب، مدرسة اللغة العربية التى أخذت تنشر المبادئ فى المنطقة التى تعيش فيها بعد اعتزالها التدريس لتحيل صدقة جارية على والدها ووالدتها إلى حملة تسعى لانتشارها فى شوارع مصر.

 

سامية أثناء أخذها الطعام للصندوق
سامية أثناء أخذها الطعام للصندوق

وتقول المرأة الخمسينية، لـ"اليوم السابع"، قصة صندوق بنك الطعام بدأت معى بفيديو لرجل يأكل من القمامة فأثر فى وشعرت بألم كبير لأن ربنا كرم الإنسان على كل المخلوقات فوجدت أن هناك حرمة كبيرة بأن يتساوى بالحيوانات، ومن هنا فكرت فى عمل صندوق خشبى وتعليقه على حائط العمارة التى أسكن بها والمتواجدة بشارع ولى العهد بحدائق القبة، وذلك لوضع أى أطعمة متبقية من الغذاء به فنغلفها ليتناولها أى إنسان بحاجة لها.

سامية تحضر مخبوزات للصندوق
سامية تحضر مخبوزات للصندوق

وتواصل مدرسة اللغة العربية حديثها قائلة، وبالفعل اتفقت مع نجار أن يصنع لى صندوقا معلقا وطبعت ورق لشرح الفكرة ووزعته على سكان العمارات المجاورة بحيث من يتوافر لديه طعام يضعه بالصندوق، وبالفعل فوجئت بترحيب شديد من أهالى المنطقة وكتبت صندوق الطعام المجانى ليكون معروفا للجميع أن هذا الطعام مخصص للفقراء.

سامية أمام الصندوق
سامية أمام الصندوق

وتتابع سامية، الناس سعدوا جدًا والجيران تجاوبوا بشكل رائع وبدأ الموضوع ينتشر وفى أوقات كثيرة أصبحت أجد هناك من يضع به طعام سواء بالليل أو النهار، لدرجة أن الصندوق فى البداية لم يكن معلوم للفقراء وكنت أبحث عمن يأخذ ما به من أطعمة، وهنا صادفت مواقف لا تنسى، مثل بائعة المناديل التى طلبت منها أخذ الطعام والمكون من وجبات لحوم كانت معدة من قبل فى فرح أحد أبناء شقيقى، إلا أنها صدمتنى حين قالت "وكل إيه إحنا عايزين فلوس"، وكان ردى عليها، "الدواء مش هيتاخد على معدة فاضية كلى الأول وده اللى أقدر أقدمهولك".

صندوق بنك الطعام
صندوق بنك الطعام

وتضيف، سامية، فعلًا ربنا مقسم الأرزاق ففى إحدى المرات سمعت من سكان المنطقة أن البواب لا يعطى فرصة لأحد من الفقراء للحصول على الطعام، فذات مرة أحضر أحد الأشخاص "سباطة موز" كبيرة جدًا وأنزلها من حقيبة سيارته ليطعم بها "أهل الله"، إلا أن هذا البواب استغل هدوء الشارع وبمجرد ذهاب هذا الرجل استحوذ على كل ما بالصندوق، رغم أن جار لنا قال له "خد اللى أنت محتاجه وسيب الباقى للناس الفقراء ده رزقهم"، ولكنه لم يلتفت له، ولم يمر عليه أكثر من أسبوعين حتى عاقبه الله وقطع رزقه من المنطقة بأكملها، وجاء بدلًا منه بواب يترفع عن أخذ أى شىء.

صندوق دعم الطعام
صندوق دعم الطعام

وتذكر سامية أن المصرى إنسان خير بطبعه فيتسابق على فعل الخير كلما سنحت له الفرصة لذلك، كما حدث معها حين قررت إرفاق الصندوق بفريزر لحفظ الطعام الخاص بالفقراء ليتواجد فى الشارع بشكل دائم، حيث عاونها شقيقها على شرائه ليكون صدقة جارية على روح والدها ووالدتها، إلا أن تواجده فى الشارع مثل عائق بالنسبة لهما حيث من السهل سرقته، وهنا ذهبت إلى حداد لشرح الفكرة له لعمل قفص حديدى للفريزر لحفظه من السرقة، موضحة، "شرحتله الغرض قالى طالما بتعمليه لوجه الله فببلاش ولما بقوله لا مش بقولك كده عشان الفلوس قالى هو انتى عايزة تاخدى كل الثواب لوحدك ما تسيبينا ناخد حسنات معاكى، وبعت العمال اللى معاه لاخذ المقاسات فى نفس اليوم"، مضيفة، سعيدة إن كل واحد بيعمل الخير بطريقته فذات يوم وجدت شخصا يقف أمام الصندوق ويضع به ملابس أبناءه القديمة لتجد السبيل إلى من يحتاجها ساعتها طرت من الفرحة وأتمنى إن الموضوع يتعمم فى كل شوارع مصر كى لا يهن شخص آخر".

فريزر الطعام المجانى
فريزر الطعام المجانى

ومن جانبه يقول أحمد عبد العليم أحد المقيمين فى المنطقة، إن المبادرة جيدة جدًا وتساعد كثير من الأشخاص، وأرى بنفسى أفراد يضعوا الطعام وآخرون بحاجة له يأخذونه، فأستاذة سامية فعلت خير كبير بتلك المبادرة لوجود ناس كثر بحاجة لهذا الطعام.

لافتة استرشادية
لافتة استرشادية

وبدورها تقول زوجة حارس العقار، "أنا بحط بإيدى الأكل اللى سكان العمارة بيدهولى أوصله للصندوق خلى الغلابة ياكلوا".










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة