قرار الرئيس الروسى فلاديمير بوتين باستئناف عودة الرحلات الجوية بين موسكو والقاهرة هو قرار متوقع ومعروف أنه سيصدر، فالآن لا يستطيع أحد أن يمنع الشعوب عن التواصل، ولكن هذا القرار جاء مُتأخراً، وكان له أسباباً منها أن روسيا كانت تخشى زعزعة العلاقات مع مصر خصوصاً أن هناك قوى تلعب على هذا الوتر وتُريد أن تصنع المزيد من الزعزعة من خلال إحراج الحكومتين المصرية والروسية وضرب السياحة بين الدولتين.
هذه القوى لا شك أنه سيكون لها محاولات لزعزعة العلاقات خصوصاً أن هذه المرة سيُفتح الباب على مصراعية ليس للسياحة الروسية فقط ولكن هناك شعوب أخرى ستضغط على حكوماتها من أجل فتح خطوط طيران أكبر مع مصر، وبالتأكيد أى محاولة للنيل من مصر وأمنها ستُقابل بالرد الرادع القوى.
نتوقع عودة كبرى لخطوط الطيران وأعداداً تزيد عن خمسة عشر مليون سائح فى هذا العام 2018، ونحن نُقدر حجم الاشتياق لدى الشعوب التى حبستها حكوماتها عن مصر وعبيرها ونقول أن أذرعنا لا تزال مفتوحة للجميع دون النظر لعرق أو لون أو دين وأن أحضان مصر الدافئة تسع العالم بأثره وأن قدرة مصر على حفظ أمنها وسلامة زائريها هى أمر بديهى لا شك فيه ولا نصب.
عودة السياحة الروسية تعنى قوة أكبر وعمق فى العلاقات بين الدولتين واستفادة لشعب مصر بازدهار السياحة بأرضه مُجدداً واستفادة للشعب الروسى بالحصول على الدفء الطبيعى والراحة النفسية فى ربوع مصر بمقابلة هذا الشعب المضياف بتكلفة لا تُقارن بتكاليف الإقامة والسفر لدول أخرى ليس بها جو مصر أو طيبة أهلها.
قرار صائب من الرئيس الروسى فى وقت يعلم الجميع أنه بالغ الصعوبة ويحتاج إلى تحقيقه المزيد من العمل من خلال جهود كبرى تبذلها الدولتين المصرية والروسية على أصعدة شتى، وهما قادرتين على محو كل العقبات التى تُزرع لضرب العلاقات، ولن تُلدغ مصر وروسيا من نفس الجُحر لاحقاً.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة