رغم الشراكة الواضحة بين الدولة المصرية والأمريكية بعد فوز الرئيس ترامب والدعم الواضح من القاهرة لأية قرارات تتخدها واشنطن، فإن مصر كان لها الدور القوى فى مواجهة قرار ترامب بشأن القدس، فالخارجية المصرية أول من أصدرت بيانا رسميا ترفض القرار والرئاسة المصرية أول من أكدت أن القرار ضد مساعى السلام بين فلسطين وإسرائيل ويعرقل أى جهود سابقة.
دور مصر لم يقف عند البيان بل كان لها الموقف المحورى فى مجلس الأمن، هى من طلبت عقد جلسة خاصة لمناقشة قرار نقل السفارة الأمريكية القدس، وهى من وقف ممثلها بكل قوة السفير عمرو عطا يردد كلمته الشهيرة بالرفض التام للقرار وأن مثل هذه التحركات الأحادية تغير الجغرافيا وتضر بالصالح العام لأى جهود دولية للتفاهم بين فلسطين وإسرائيل.
وقت جلسة مجلس الأمن، استخدمت الولايات المتحدة حق الفيتو وانتهت الجلسة بإحراج دولى لواشنطن، لأن كل الدول الأعضاء بالمجلس كانوا على موقف مغاير منها وكانوا جميعهم مساندين لمصر التى دعت للجلسة وتبنت التصويت ضد قرار ترامب.
انتقلت القضية إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، وجرى التصويت العلنى على قرار ترامب، وكانت الدولة المصرية موقفها واضح، تدعو الجميع بكل قوة لرفض قرار نقل السفارة للقدس، وظهر ذلك فى لقاءات صحفية وإعلامية لمسؤولينا وكذلك فى بيانات رسمية قبل التصويت، وبالفعل انتهت جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة بقرار نهائى إلى رفض قرار ترامب.
بعد كل هذه التحركات الخارجية والدبلوماسية من وزارة خارجيتنا على كورنيش النيل مرورا بسفرائنا فى كل العواصم ونهاية بمندوبنا فى الأمم المتحدة، تأتى صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تروج كذبا موقفا مغايرا لمصر وتدعى أن لديها تسجيلا صوتيا يتضمن تعليمات لبعض الإعلاميين المصريين بعدم الاهتمام بقضية القدس وأن الاهتمام فى العلن أمر وفى الخفاء أمر آخر.
لا يوصف تقرير نيويورك تايمز سوى بالادعاء الكاذب على قضية جوهرية نادت فيها الدولة المصرية بالحق والعدل، والحقيقة أن موقف الصحيفة من الوضع المصرى يدفعنا جميعا لطرح السؤال باستمرار، من أين تستقى الصحيفة معلوماتها؟، وكيف جاءت بهذه الثقة وهى تطرح المعلومات الكاذبة؟، وكيف تخاطر صحيفة بحجم النيويورك تايمز بمصداقيتها من أجل نشر تقرير كاذب؟
أى صحافة هذه، وأى مهنة، وأى أيادٍ شريرة دفعت كاتب التقرير لأن يسىء للدولة المصرية فى قضية جوهرية كقضية القدس وهو يعلم بل والعالم يعلم كيف تحركت القاهرة واتخذت كل السبل الدبلوماسية لوقف قرار ترامب.
الشاهد أن الصحافة الأجنبية، بعضها، يلعب دورا قذرا ضد الدولة المصرية، ينشر شائعات لا أساس لها ويربطها بقضايا جوهرية مثل قضية القدس محاولا تصدير صورة ذهنية للعالم الخارجى عن مصر أنها تخلت عن قضية القدس وأن النضال الدبلوماسى فيها نضال زائف، إلا أن هذا الدور بات واضحا ومكشوفا، وللأسف الشديد كنا نقع فريسة خداع هذه الصحف، نتعامل معها على أن ما ينشر بها مصدق لا يحمل التأويل أو الشك وأنها ترفع شعارات المهنية والمعلومة المجردة دون تأويل، لكن الوقائع المتكررة كشفت عن مشهد مغاير تماما، عن تقارير منشورة من أجل مصالح ضيقة، ومعلومات مدسوسة بخبث للأضرار بمصالح دول وجهات، بل وافتقاد جانب كبير من المهنية، وتصدير كل المنشور لديهم بأنه الحقيقة الكاملة، فى حين أنه جزء فقط من الحقيقة.
أعتقد أن كان تقرير النيويورك تايمز حاول تشويه صورة مصر بشأن موقفها من القدس، غير أن جلستى مجلس الأمن والأمم المتحدة باقية وشاهدة على دور القاهرة فى الحفاظ على المسجد الأقصى الشريف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة