كاتب بريطانى: ترامب وبريكست لم يعودا توأمين متماثلين

الثلاثاء، 09 يناير 2018 02:22 ص
كاتب بريطانى: ترامب وبريكست لم يعودا توأمين متماثلين ترامب وتيريزا ماى
أ ش أ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

رأى الكاتب البريطانى جدعون راخمن أن التصويت لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبى (بريكسيت) وانتخاب دونالد ترامب رئيسا لأمريكا سيظلان مرتبطين تاريخيا للأبد؛ ذلك أن الحدثين وقعا فى فترة متقاربة كما أن كليهما يمثل تجسيدًا للمدّ الشعبوى.

ونوه راخمن - فى مقاله بصحيفة الفاينانشيال تايمز- عن أن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى كانت أول قائد أجنبى يزور الرئيس الأمريكى الجديد ترامب غداة انتخابه؛ وقد باتت الصورة الفوتوغرافية التى تجمعهما يمشيان يدًا فى يدّ رمزًا للتقارب بين أمريكا فى ظل ترامب وبريطانيا فى ظل البريكسيت؛ وبالنسبة للساسة الرئيسيين فى أوروبا، بات كلّ من ترامب وبريكسيت بمثابة اختزال للقوات التى كانوا يحاولون مواجهتها.


لكن بمرور الشهور، بحسب الكاتب، اتضح أن ترامب والبريكسيت ليسا فى الواقع توأمين متماثلين؛ إنهما أكثر شبها بـ"قريبين من بعيد تزيد المسافة بينهما بمرور الزمن".
ورأى راخمن أن الاختلافات بين ظاهرة ترامب والبريكسيت هى من حيث الشكل والمضمون؛ فترامب يخالف التوقعات التقليدية عن كيفية سلوك الرئيس الأمريكى يوميا، أما ماى فهى على النقيض من ذلك تتحرى الدقة التامة فى سلوكها.


ولفت الكاتب إلى أن ترامب تبّنى خطابًا معاديا للمسلمين وهو ما تفادته ماى بحذر؛ ويعكس هذا الملمح فارقًا أكبر بين التوجه القومى الراديكالى الذى ينتهجه ترامب والتوجه العالمى الحذر والتقليدى الذى تنتهجه ماى.


وأوضح راخمن فى هذا الصدد أنه إذا كان الكثيرون يرون فى بريكسيت توجهًا قوميا فإن حكومة ماى تصرّ على تناول مسألة الخروج من الاتحاد الأوروبى على أنه فرصة لبناء مستقبل جديد تكون فيه بريطانيا "عالمية". 


ونبه صاحب المقال إلى أن اختلاف الرؤيتين على هذا النحو قاد إلى اختلاف السياسات الخارجية؛ وقد وقفت بريطانيا فى العديد من القضايا إلى جانب الاتحاد الأوروبى بدلا من الوقوف إلى جانب الولايات المتحدة؛ وعندما انسحبت إدارة ترامب من اتفاق باريس للمناخ أكدت المملكة المتحدة التزامها بالاتفاق وقوفًا إلى الجانب الأوروبى، وقد تكرر هذا النسق عندما أعلن البيت الأبيض نيته نقل السفارة الأمريكية فى إسرائيل إلى القدس، وبينما يسعى ترامب إلى تقويض اتفاق إيران النووى فإن بريطانيا انضمت إلى باقى دول الاتحاد الأوروبى مؤيدة للاتفاق.


ورأى الكاتب أنه على الرغم من الارتباط اللغوى للدول الناطقة بالإنجليزية، وفى القلب منها بريطانيا وأمريكا، إلا أن اختيارات السياسة الخارجية البريطانية منذ التصويت لصالح البريكسيت تشير إلى أن بريطانيا أكثر ارتياحا إلى الرؤية (الفرنسية-الألمانية) للعالم من الرؤية الأمريكية. 


واختتم الكاتب قائلا إن التصويتين لصالح بريكسيت وترامب ربما قد صدرا عن دوافع متشابهة لكنهما انتهيا إلى أماكن مختلفة تماما.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة