تتغير نظرة العديد من الشباب والفتيات للحياة عندما يجدون نماذج بشرية وصلت للعالمية برغم صغر سنها، وتقدم اختراعات لتشارك بها فى محافل دولية لتنال إعجاب العالم كله، فتخرج من حالة اليأس للبعض لحالة الطموح والأمل، عندما يرون ويقرؤون عن تلك النماذج الطفولية سناً والعظيمة شأناً، ومن بين تلك النماذج التى وصلت للعالمية طالبة بالصف الثالث الثانوى بمدرسة المتفوقين لم تتجاوز الـ17 سنة، توصلت لطريقة جديدة للحصول على الطاقة وسجلت براءة اختراع وتقدمت للمشاركة فى مسابقة" تورنتو بكندا"، للمخترعات والمبتكرات للمرة الأولى، فنالت الميدالية الفضية على اختراعها.
الطالبة إنجى دربالة الحاصلة على الميدالية الفضية على مستوى العالم بكندا
"إنجى رضا السيد دربالة"، 17سنة، طالبة بالصف الثالث الثانوى بمدرسة المتفوقين للعلوم والتكونولوجيا بكفر الشيخ، قالت لـ"اليوم السابع"، إنها سعيدة بحصولها على المركز الثانى على مستوى العالم فى المسابقة الدولية بكندا للاختراعات والابتكارات، مؤكدة أنها تعشق هذا المجال لذا اختارت أن تكون طالبة بمدرسة المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا بكفر الشيخ، مشيرة إلى أن الله أنعم عليها بحفظ القرآن الكريم كاملاً، وشاركت فى العديد فى المسابقات التى نظمتها وزارة الأوقاف والأزهر الشريف، وحصلت على المركز الثامن، وكان حفظها للقرآن داعماً لها.
وأضاف إنجى، لـ "اليوم السابع"، أنها شاركت فى العديد من المسابقات الدولية والمحلية للابتكارات والاختراعات منها مسابقة ناسا، وابن الهيثم، وأنتل، وأيسف بالإسكندرية، وحصلت على المركز السادس بمسابقة أيسف بطنطا، وشاركت فى مسابقة "ورنتو بكندا"،للمخترعات والمبتكرات فنالت الميدالية الفضية على اختراعها وشهادة تقدير.
وأوضحت أنها كانت تلميذة بمعهد أزهرى وحصلت على المركز الأول فى الشهادة الإبتدائية، وفضلت تحويل أوراقها من الأزهر للتعليم العام، وواصلت تفوقها لتحتل المركز الأول فى الشهادة الإعدادية، وعندما علمت بأن هناك مدرسة للمتفوقين، سارعت فى الالتحاق بها، واجتازت الاختبار بامتياز، لتبدأ مشوارها فى تبنى مشروعات، واختراعات تشارك بها فى المسابقة، فالدراسة بالمدرسة لا تعتمد على منهج محدد، ولكن دراستها مبنية على البحث، وتبنى مشروع واختراع تثبت تفوقها، وتبنت مشروع استخراج الوقود الحيوى من الطحالب.
وأضافت إنجى:"هناك العديد من الاختراعات والابتكارات السابقة التى تقوم بحل مشكلة الطاقة فى مصر مثل الخلايا الشمية توربينات الرياح، وتلك الحلول لها نفس المميزات، وهى طاقة متجددة وأمنة وغير ملوثة، ولكنها لا تنتج طاقة كافية ومكلفة، وتعتمد على تغيير المناخ، لذلك حاولت أن تجد حلا آخر يتميز برخص ثمنه وغير ملوث للبيئة، ومتوفر ومن السهل الحصول عليه، ولديه كفاءة عالية، واقتصادى، فوجدت ضالتها فى الطحالب.
وقالت إن مصر تعتمد على 3 مصادر فى الطاقة بنسبة 96%، على الوقود الأحفورى "البترول، الغاز الطبيعى، الفحم"، وهى مصادر طاقة غير متجددة، وليست المشكلة فى الاستخدام فقط، ولكن فى إنبعاث غاز ثانى أكسيد الكربون منها وغيره من الغازات المضرة بالبيئة، المضرة بحياة الإنسان، المؤدية لإرتفاع درجات الحرارة، فالتحدى فى مصر فى كيفية التخلص من الإنبعاثات المضرة بالبيئة عن طريق الوقود الأحفورى، وتوفير الاحتياج لمصر من الطاقة، لذلك بدأت التفكير فى الاستغناء عن الطاقة الغير المتجددة فى الوقود الأحفورى لطاقة متجددة من خلال الوقود الحيوى الذى يقلل من نسبة غاز ثانى أكسيد الكربون فى الجو بنسبة 100%، وغاز أول أكسيد الكربون بنسبة 50%، فهذا ليس مشروع، ولكن نظام متكامل، لأنه يعتمد على مصدر واحد وهو الطحالب ، ويُستخرج منه ثلاثة منتجات " وقود حيوى، غاز الميثان، وأسمدة طبيعية ".
وأشارت "إنجى" إلى أنه فى البداية لابد من صناعة نظام مفتوح لنمو الطحالب، بتوفير البيئة المناسبة لها ،ووجدتها فى موقعين الأول بالإسكندرية وخاصة بمنطقة أبو قير، لتوفر درجة الحرارة المعتدلة والوسط المناسب لنموها وهو البحر، والثانى غاز ثانى أكسيد الكربون من المصانع، وبعد توفير البيئة المناسبة للطحالب تم حصدها وإستخراج الزيت منها عن طريق مذاب "الهكسان" عند درجة حرارة الغليان 68 درجة مئوية، وبعدها يتم تحويل الزيت المستخرج من الطحالب عن طريق" الميثاتول" فحصلت على "جليسرول ووقود "KOH"" ومن خلال تعرضهم لدرجة حرارة من 60 ل 65 نتج عنها طاقة حيوية، وتم فصل الـ "جليسرول والوقود "KOH"" باستخدام أنبوبة فصل، وتم تحويل المخلفات المتبقية من استخراج الزيت لميثان، لنستخدمه كمصدر للطاقة ومن الميثان نحصل على أسمدة عضوية تستخدم كمخصبات للتربة.
وأكدت أن مسابقة " تورنتو" بكندا، تهدف إلى توفير منصة عالمية فى كندا للمخترعين والمبتكرين والطلاب والأساتذة وعلماء البحوث من جميع أنحاء العالم وتعتبر فرصة خاصة لعرض الابتكارات الإبداعية ومشاريع الابتكار ونتائج البحوث العلمية فى هذا الحدث الدولى الذى أنشىء فى كندا، مؤكدة أن مسابقة ICAN هى الحدث السنوى الثانى الذى يضع التركيز الرئيسى على تقديم التبادل الدولى للمعرفة، وهى مرحلة الاعتراف لإظهار الإبداع والابتكار لكلا المخترعين الكنديين المحليين وجميع المخترعين الدوليين، وتم الإشراف على المسابقة من خلال جمعية Torontoالدولية للابتكار والمهارات المتقدمة(TISIAS) ودعم من الاتحاد الدولى لجمعيات المخترعين (IFIA) والجمعيات العالمية للملكية الفكرية والاختراعات(WIIPA)، كذلك فإن العديد من الدول الأوروبية والأسيوطية والولايات المتحدة الأمريكية قد شاركت فى تلك المسابقة التى تعتبر مكان لتجمع جميع الإنجازات التى حققها المخترعين الموهوبين من جيل اليوم من شتى أنحاء العالم، والتى حصلت فيها مصر على المركز الثانى.
مشاركتها فى مسابقة ابن الهيثم
وأضافت دربالة، أنها تحلم بأن تُكمل تعليمها فى مصر، وتدرس الطب البشرى فى جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا وتطبيق مشروعاتها على أرض الواقع، وتتمنى من الآخرين العمل على تكملة ما بدأته فى المشروع، كما تتمنى سرعة تطبيق الحافز العلمى واهتمام المسئولين بتنسيق مدارس STEM، وتقدير مصر لجهود أبنائها والعمل على تطبيق تلك المشاريع لحل المشاكل اﻻقتصادية التى توجد فى مصر من أجل الاكتفاء الذاتى لمصر وعدم استيرادها أى شئ من الخارج والنهوض بمصر إلى اﻻفضل، مقدمه الشكر لكل أساتذتها بمدرسة المتفوقين وعلى رأسهم الدكنتور حسام الجديلى، مدير المدرسة، لمساعدته لجميع الطلاب على التفوق وإنجاز مشاريعهم.
شهادة تقدير لإنجى
الشهادات التى حصلت عليها وملخص البحث
شهادة حصلت عليها من بين الشهادات المتعددة
حصولها على المركز الأول فى الشهادة الابتدائية
تفوقها فى المرحلة الإعدادية
شهادة تقدير لإنجى رضا دربالة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة