أكرم القصاص - علا الشافعي

حمدى رزق

الحج إلى القدس!

الإثنين، 01 أكتوبر 2018 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى رده على سؤال وجه لقداسته من شباب كنيسة «العذراء وأبوسيفين» فى «نيو جيرسى» الأمريكية، حول زيارة القدس للحج الدينى: هل هى حلال أم حرام؟.. نقلاً عن «اليوم السابع»، قال البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية: «سألنى البعض عن إمكانية زيارة القدس كهدية قدمها أبناؤهم لهم، فقلت لهم الكبار من 60 سنة فما فوق يروحوا»، مضيفا لشباب أمريكا: «وأنتم تقدروا تروحوا وتزوروا المطرانية القبطية هناك، وإحنا بنبعت رهبان وراهبات للزيارة هناك أيضًا».
 
نحى البابا الحرام والحلال الدينى فى قضية الحج إلى القدس قائلاً: «مفيش حرام وحلال عندنا أصلاً»، ودلف مباشرة إلى قضية التحريم السياسى قائلاً: «فى عام 1967م حصلت الحرب وحدثت النكسة وإسرائيل احتلت القدس ومن يومها مابقاش فيه زيارات».
 
خلاصته الزيارة دينياً حلال، فماذا عن التحريم السياسى الذى التزمت به الكنيسة وألزمت به شعب الكنيسة عقوداً بقرار من المجمع المقدس «أعلى سلطة كنسية فى الكنيسة» فى جلسته بتاريخ 26 مارس 1980 بمنع سفر المسيحيين للحج فى الأراضى المقدسة عقب اتفاقية كامب ديفيد.
 
ما قرره البابا فى أمريكا وفى رده على شباب الأقباط فى المهجر لا يقتصر على المهجر بل أثره سيمتد إلى الداخل، لأن شعب الكنيسة واحد، داخل وخارج مصر والرعاية واحدة والحظر واحد، البابا وهو رأس الكنيسة تحلل «تقريبا» من قرار الكنيسة بمنع الزيارة، وتوقع شخصى بقرار قريب من المجمع المقدس يمتّن ما ذهب إليه البابا فى أمريكا.
 
البابا أسقط تماماً الحظر المفروض كنسياً، وأباح الزيارة للشيوخ «الكبار فوق الستين يروحوا»، وللشباب «وأنتم تقدروا تروحوا وتزوروا المطرانية القبطية هناك»، والكنيسة «وإحنا بنبعت رهبان وراهبات للزيارة هناك أيضًا». إذن زال الحظر تماماً وبقرار بابوى فوقى، هل حسبها البابا جيداً، هل استعد لها البابا جيدا؟ لماذا تطوع البابا بهذا القرار فى هذا التوقيت الحرج كنسياً، ما يفتح بابا للهجوم على قداسته ورفضاً شعبياً؟! 
 
علام استند البابا فى قراره، ولماذا تعجل فيما لا عجلة فيه، ولماذا يضع الكنيسة فى محل تطبيع دونما الحاجة إلى هذا القرار الذى صدر فى بيان كنسى، أى ملزم؟ ولماذا لم ينسق مع المشيخة الأزهرية اتساقاً مع تنسيق سابق ووثيق فى المنع بين الكنيسة والأزهر؟
 
والسؤال وما الذى تغير على الأرض؟.. الاحتلال لا يزال رابضاً على الأرض العربية، ويتوسع ويتوغل ويستوطن، لا تزال إسرائيل تمارس سياساتها العنصرية البغيضة ضد الشعب الفلسطينى، هل تأثر البابا برجاوات الرئيس أبومازن الذى يؤذن فى الناس بالحج إلى القدس؟..
 
سيقول قائل وأين هى المقاطعة التى تتحدثون عنها؟.. إنها أضغاث أحلام لم تنتج أثرا، وأين هذه المقاطعة ومفتى مصر السابق «على جمعة» زار الأرض المحتلة، والبابا شخصياً زارها، إذن لماذا الحظر الذى يتضرر منه شعب الأقباط فحسب؟!..
معلوم، المفتى «جمعة» زارها على مسؤوليته وبصفته الشخصية ونال استهجاناً، والبابا تواضروس زارها لتشييع الأنبا أبراهام مطران القدس والشرق الأدنى، والتمس له العذر شعبياً، وأعلم أن نفرا من شيوخ الأقباط المصريين تسافر خفية إلى القدس، ومعلوم أن الكنيسة تعيش حالة جدلية حول الزيارة وما يتبعها من حرمان كنسى سابقاً، ولكن فى الأخير المقاطعة الكنسية كانت رمزية وطنية ملهمة، واجباً وطنياً مستوجباً ألزمت به الكنيسة شعبها فى قلب الشعب المصرى، واحتل البابا شنودة، نيّح الله روحه، مكانته كبابا العرب من التزامه الوطنى بمنع الزيارة التى تعنى تطبيعاً.. وما كانت الكنيسة المصرية أبداً من طلائع المطبعين.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة