إذا كنت أحد الذين ضايقهم وصفى للأبراج التى تقوم مكان الفيلات المغدورة بالمهندسين بأنها «قصة فساد كبيرة»، فاسأل نفسك أولًا لماذا يرتفع سعر المتر فى تلك المنطقة ومثيلاتها، وماذا سيكون مصيرها حين تتحول لعلب كبريت ضاغطة على المرافق، سنرى فيها عما قريب مياه الصرف طافحة بالشوارع حين لن تتحمل شبكاتها ذلك الضغط، لست أنا من يقول لك أين تضع أموالك، فمصر مليئة بفرص عقارية تجعلك مليونيرًا أو أكثر، لكن ما يشغلنى ويشغل آلاف المصريين هو السبب وراء عملية التدمير الذاتى التى نديرها لمعانى الجمال فى بلادنا وأعيننا على أرصدة البنوك، ربما لن يفيدنا توجيه اللوم لأصحاب الأموال الذين لا يهتمون بتلك المعانى الجميلة ويعتبرونها تفاهة مثقفين، اللوم هنا كله تستحقه الحكومة ووزارة التنمية المحلية وهيئة التنسيق الحضارى التى تركت البناء يفعل أسوأ مما يفعله الهدم.