سقوط «الصيد الثمين» هشام عشماوى، لا يعد حدثا عاديا، أو نصرا مبهجا حققته مصر خارج أرضها، ووسط احتفالها بالذكرى 45 لنصر أكتوبر، وإنما يمثل نقطة جوهرية فى مسيرة جماعة أنصار بين المقدس، وداعش، وتنظيم القاعدة، وما تصبه هذه التنظيمات الإرهابية، فى مصلحة الجماعة الأم، الإخوان..!!
الدليل الواضح، حالة البكائيات واللطم والصراخ فى سرادق العزاء والأحزان التى أقامتها قيادات وأعضاء جماعة الإخوان وأنصارها، على مواقع التواصل الاجتماعى، وعبر منابرهم الإعلامية الوقحة، حزنا وألما وغضبا وحرقة من سقوط الصيد الثمين، وأخطر العناصر المدبرة لتنفيذ عمليات إرهابية فى مناطق مهمة وجوهرية، مختارة بعناية فائقة، فى مصر..!!
نعم، أنا وفى تقديرى الشخصى، ووفق معطيات ونتائج إجرام تنفيذ العمليات الإرهابية فى مصر، فإننى أؤكد بشكل قاطع، أن هشام عشماوى، أخطر من أيمن الظواهرى، قائد تنظيم القاعدة، وأبوبكر البغدادى، قائد تنظيم داعش، وخيرت الشاطر، مهندس جماعة الإخوان، كون أن عشماوى اكتسب مهارات التخطيط وفنون القتال والقدرة العلمية بالعلوم العسكرية، والخبرة العملية فى الميدان، من عمله السابق..!!
تأسيسا على ذلك، فإن عشماوى، قولا وفعلا، يمثل العمود الفقرى، لكل التنظيمان الإرهابية التى تستهدف تنفيذ إجرامها فى مصر، على وجه التحديد، وهنا يقفز السؤال الجوهرى على سطح الأحداث الملتهبة، إذا كان هشام عشماوى الذى يمثل العمود الفقرى للقاعدة وداعش والإخوان، قد سقط بين يدى الأجهزة الأمنية، وفشلت كل محاولاته التنكرية، وقدرته ومهارته وذكائه فى التنقل والتخفى عن عيون الأمن، فما البال بالقطط السمان فى قطر وتركيا، وهى «قطط منتفخة» إعلاميا، ومصابة بمرض التخلف العقلى، فإنه من السهل اصطيادها مثل اصطياد القطط «البلدى الجرباء المنتشرة فى شوارع المحروسة..؟!»
ولابد أن يضع كل القطط المنتفخة، انتفاخ وجه أيمن نور من جراء تعاطى حقن البوتكس، فى حسبانهم، أن اصطياد هشام عشماوى، لم يكن بمفرده، بل هناك، صيد لا يقل أهمية وخطورة عنه متمثل فى الليبى الأصل «مرعى زعيبة» الذراع اليمنى لعشماوى، وأخطر العناصر الإرهابية قاطبة.
نعم «مرعى زعيبة» من العناصر الخطيرة المطلوبة دوليا، وأشرفت المخابرات التركية بنفسها على إعداده قبل ثورات الخريف العبرى، وعاد إلى ليبيا عقب سقوط نظام معمر القذافى.
وبدايته، كانت فى أفغانستان عام 2001 حيث التحق بمعسكر تابع لتنظيم القاعدة يعرف باسم «كابول» وأدرجته الولايات المتحدة الأمريكية، على قوائم المطلوبين عام 2006، فى عدد من القضايا الإرهابية، كما أنه مطلوب فى إيطاليا، حيث أصدرت محكمة فى «ميلانو» يوم 20 ديسمبر 2007 حكما ضده بالسجن 6 سنوات لانتمائه لجماعة إرهابية.
إذن سقوط هشام عشماوى، الصيد الثمين، لم يكن بمفرده، بل سقط معه كل أعمدة تنظيم المرابطون، والذى يعد تنظيما ذى أبعاد ثلاثية، يدعم الإخوان والقاعدة وداعش، ومن هنا تأتى خطورة التنظيم، إذ إن هشام عشماوى لديه خصومة شخصية شديدة مع الدولة المصرية، ومؤسساتها الأمنية، سواء القوات المسلحة، أو الشرطة المدنية، ما يعطى له مرونة شديدة، فى وضع يده فى يد أى تنظيم أو جماعة أو حركة تحمل كراهية لمصر..!!
ولا ينكر، شخص عاقل كان، أو حتى أبله، أن هناك حالة فزع سكنت قلوب كل خصوم الدولة المصرية من رؤوس الفتنة والإرهاب، المقيمين فى تركيا وقطر وبريطانيا وأمريكا، جزاء سقوط الصيد الثمين، وإدراكهم، أن مع كل دقيقة تمر عليهم يخسرون خسائر فادحة فى بورصة السياسة والوطنية معا، وأن حساباتهم الخاصة فى حلم العودة للسيطرة على كل السلطات فى مصر، انهار تماما، ولم يعد لديهم أى بارقة أمل فى تحقيق الوعد المزعوم.
وأتعجب من أيمن نور الذى وقف وراء توكل كرمان أن يقبل على نفسه دور السنيد أمام كاميرات الفضائيات والصحف، وهو الحالم بالجلوس على مقعد حكم مصر بقصر الاتحادية، فكيف لمن ترشح لحكم مصر فى انتخابات الرئاسة 2005 أن يرتضى بوقفة الذل والعار، مؤديا دور السنيد، لفتاة «القات» توكل كرمان، يملى عليها بعض الكلمات، ويظهر بوجهه المنتفخ، من كثرة حقن البوتكس، ثم يخرج على المصريين متحدثا باسمهم، ويخطب فيهم خطابات سياسية، ويسدى لهم النصائح، ويشير إليهم بإبداعات التنظير السياسى والاقتصادى؟!
وهل يدرك شلة الأرجوازات الإعلامية والسياسية التى تضم أيمن نور ومرضى التوحد، معتز مطر، ومحمد ناصر، وزوبع، وهيثم أبوخليل، والجوادى، وعبدالرحمن يوسف القرضاوى، وممثلى الكومبارس، الهشامين، هشام عبدالله وهشام عبدالحميد، وغيرهم من الوجوه المنفرة، أنهم بعيدون عن السقوط فى قبضة رجال الأمن فى مصر يوما، لتقديمهم للمحاكمة؟! وهل يدرك هؤلاء أن المصريين امتلأت فى صدورهم كل مساحات الكراهية لهم، ومن ثم فإن خسائرهم أضعافا مضاعفة..؟!
ويبقى وجدى غنيم وعاصم عبدالماجد وطارق الزمر وكل قيادات التنظيم الدولى، فى دوائر المطاردة، والمحاسبة، وأن صبر الدول طويل، ولا ينفذ بسهولة، وأن كل من سولت له نفسه خيانة وطنه، والارتماء فى أحضان جماعات وتنظيمات وأجهزة استخبارات معادية، لابد أن يسددوا فواتير باهظة الثمن، نظير ما اقترفت أيديهم لتنفيذ العبث والفوضى وإسقاط مصر..!!
ولك الله ثم جيش قوى وشعب صبور يا مصر...!!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة