لكل موقف للحياة جهتان، كالعملة التى لها وجهان، ولكل إنسان أن ينظر للموقف الذى يتعرض له من الوجهة التى يراها تناسبه، فله أن ينظر إلى جانبها الإيجابى، أو إلى وجهها السلبى، وهذه مسألة نسبية تختلف من شخص لآخر، وتبعًا لتكوينه ونهجه فى الحياة، وللأسف، مهما فعلنا، لن نُغير من فكر الأشخاص ونظرتهم للأمور، فأحيانًا تكون هناك صُورة جميلة، فتجد أحد الأشخاص يمدح جمالها، ورونقها، فى حين أننا نجد الآخر ينظر إلى ديفوهات الصورة؛ لكى يُخرج منها أى سلبيات، تُخرج تلك الصورة من إطارها.
ففى يوم من الأيام كان هناك بطل رياضى شهير، محترف فى لعبة الجولف، وفى موسم من المواسم، فاز ببطولة كبرى، وبعد أن تسلم شيك الجائزة، وابتسم بفخر وسعادة إلى كاميرات التصوير، اتجه إلى مبنى النادى ليسلم على فريقه، ويستعد للمغادرة. اتجه البطل بمفرده ناحية سيارته، فتقدمت نحوه امرأة شابة، هنأته بحرارة على انتصاره وفوزه بهذه بالبطولة، ثم أخبرته أن طفلها يُعانى من مرض خطير جدًا، ويحتاج إلى إجراء عملية بأموال طائلة؛ حتى تعود إليه صحته، وللأسف، ليس لديها المال الكافى لدفع فواتير الأطباء والمستشفى، وسوف يموت طفلها، إن تأخرت أكثر من هذا.
تأثر البطل الرياضى بأمر الطفل كثيرًا، فأخرج قلمه على الفور، ودون تردد، أظهر لها شيك الفوز حتى يدفع لها ما تحتاجه من المال، قائلاً وهو يُسلمها الشيك: "لا بد أن تجعلى أيام طفلكِ مليئة بالسعادة والصحة". وبعد مرور عدة أيام، عاد البطل الرياضى إلى النادى، وبينما كان يتناول وجبة الغذاء، جاء إليه أحد موظفى اتحاد الجولف المحترفين، وهو صديق قديم له، وقال: "لقد أخبرنى بعض العمال أنهم شاهدوك، وأنت تُقابل سيدة شابة، بعد فوزك بالبطولة"، فهز اللاعب رأسه مُجيبًا: "نعم، حدث"، فقال الموظف بنبرة حزينة: "إن لدى أخبار مهمة تخصك بشأن هذا الموضوع، المرأة التى قابلتها، ودفعت لها الشيك هى مجرد سيدة مُتصنعة ومُدعية، فليس لديها طفل مريض، وهى لم تتزوج من الأساس، وليس لديها أطفال، ولقد احتالت عليك، وسلبت منك مالك"، قال البطل فى لهفة شديدة!: "هل تعنى أنه لا يُوجد طفل مريض يحتضر؟"، فقال الصديق: "نعم هذا صحيح، فقال اللاعب: "هذا أفضل خبر سمعته هذا الأسبوع".
فعلى الرغم من أن هذا الرجل قد تم خداعه، والاستيلاء على أمواله، إلا أنه بالرغم من ذلك، نظر إلى الموضوع من الزاوية الإيجابية، فقد اكتشف أن مُجرد عدم وُجود طفل مريض يحتضر، فهذا فى حد ذاته مُتعة وسعادة، فهو مُقتنع أن المال مآله إلى الصرف والزوال، أما عدم وجود شخص مريض، فهذا أمر مريح نفسيًا، فكان يمكنه أن يبكى على ماله، ولكنه فرح بأن الخبر السيئ أصبح بلا وجود، فهو حاول أن ينظر إلى الموضوع نظرة إيجابية، تُغير نظرته للأمور، بدلاً من أن يبكى على اللبن المسكوب، الذى لن يُعيد له ما راح.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة