عودة السياحة لاتعنى زيادة فى أرقام أو أعداد، فتلك نظرة سطحية لهذا البحر الكبير، الذى يخفى فى أعماقه الكثير من التفاصيل والتى بدونها لايمكن أن نتحدث عن عودة حقيقية للسياحة، فالأهم من جلب مزيد من أعداد السائحين هو الاستعداد الجيد للمواسم السياحية حتى نضمن انطباع جيد لدى السائح، والذى يعد أفضل دعاية للمقاصد المصرية.
الموسم الشتوى للسياحة
والموسم الشتوى بدأت بشائره تهل مع أول أيام شهر أكتوبر، مما يؤشر على تدفق جيد لأعداد السائحين وهو ما أكده إيهاب عبد العال عضو عرفة الشركات السياحية، بأن السياحة المستجلبة وتحديدا السياحة الثقافية تشهد طفرة عالية جدا، فالموسم الشتوى بدأ بقوة فى الأقصر وأسوان، وهناك تواجد ملحوظ للسائح البريطانى وهذا تطور عن الأعوام السابقة، حيث من المنتظر كثافة فى الوفود الإنجليزية وكذلك الألمانية متواجدة بقوة والإسبانية عادت أيضا.
السياحة في شرم الشيخ
ولأن عودة السياحة لم تكن متوقعة بهذه القوة، نوه عبد العال إلى بعض الأمور التى قد تمثل منغصات للموسم الشتوى الذى بدأ مع بداية أكتوبر، والتى تتمثل فى عدم الاستعداد الكافى من حيث البنية الأساسية كالمطارات وخدماتها لاستقبال هذه الأعداد من السائحين.
الطيران الشارتر المباشر للأقصر وأسوان
وأشار إلى أن هناك نقص فى عدد الرحلات الداخلية من القاهرة للأقصر وأسوان، فحتى الآن لم يتم تشغيل الطيران الشارتر المباشر للأقصر وأسوان بكثافة عالية، ولايوجد سوى شركتين فقط هى التى تقوم بتشغيل طيران الشارتر، والشارتر المباشر للصعيد يأتى فقط من اليابان وإسبانيا وألمانيا.
عدم وجود طيران مباشر، يحتم على الوفود السياحية أن تصل للقاهرة ثم تستخدم طيران داخلى إلى الأقصر وأسوان، فى حين أن عدد الطائرات المتاحة في الطيران الداخلى منخفضة جدا، ونصح بإمكانية تكثيف الطيران خلال الفترة من أكتوبر الحالى وحتى مايو حيث الموسم الشتوى، إما باستخدام طراز الطائرة الأكبر "إيرباص" وبالتالى تتسع لعدد أكبر، أو زيادة عدد الرحلات الأسبوعية.
وفود سياحية بالاقصر
أما المطارات فأشار إلى أن لديها بنية تحتية جيدة جدا، ولكن هناك حاجة ملحة إلى تدريب وتأهيل العاملين على ثقافة إستقبال السائح، فتوقف السياحة لمدة 7 سنوات خفضت من كفاءة الموظفين فى التعامل مع السائح، وبالتالى لابد من التعامل بشكل سريع لإعادة تدريب وتأهيل العاملين على ثقافة الاستقبال لأن الانطباع الأول هذا سينعكس على سمعة السياحة المصرية.
إعادة تأهيل الطرق والنظافة العامة لخدمة السائح
كذلك البنية التحتية فى المدن تحتاج إلى تحرك سريع لإعادة تأهيلها من طرق ونظافة خدمة للسائح الذى يعود لمصر بعد غياب 7 سنوات، فلابد من تعاون كافة القطاعات الحكومية والخاصة للتركيز على رفع جودة الخدمة النظيفة والإستقبال الجيد.
كما يشهد الموسم تدفق للسياحة الإيطالية بقوة والتى أكد الخبير السياحى مجدى صادق، عضو غرفة شركات السياحة وعضو مجلس إدارة الشعبة العامة للمستثمرين، أنها ستٌظهر تميزا ملحوظا خلال موسم الشتاء القادم، موضحا أن تشغيل رحلات الطيران بين القاهرة وإيطاليا المباشرة للمقاصد السياحية سواء في شرم الشيخ أو الأقصر وأسوان له بالغ الأثر الإيجابى على هذا الأمر.
النيل في أسوان
وأشار إلى أن البرامج السياحة النيلية والنايل كروز من الأقصر إلى أسوان، ووضع برامج سياحية جديدة للسائحين الإيطاليين في كتالوجات الموسم الشتوى، عملت على جذب وفود كبيرة، متوقعا أن تزيد نسبة أعداد السائحين عن العام الماضى.
السائح الإيطالى يجمع بين السياحة الشاطئية والثقافية
وقال صادق، إن السائح الإيطالي يتميز بأنه يجمع بين السياحة الشاطئية والثقافية، والسياحة الثقافية مكاسبها أكبر لمصر من خلال شراء النماذج الأثرية والجلاليب الأسوانية وحجر الألبستر والخرطوش الذهب والورق البردي بخلاف رسوم زيارة المعالم الأثرية وكل هذ ينشط التجارة والصناعة والحرف اليدوية.
ليست السياحة الأجنبية فقط، بل لمع مع بداية الموسم الشتوى تواجد للسياحة العربية التى شهدت تطورا نموا كما كشف أشرف شيحة، الخبير السياحى والعامل فى مجال السياحة العربية، وقال إن الموسم الشتوى الذي بدأ مع بداية أكتوبر الجارى، يشهد تدفق للسياحة العربية وذلك استمرارًا للنجاحات التى تحققت على هذا الصعيد فى الموسم الصيفى الماضى.
سياح بشاطئ شرم الشيخ
وأوضح شيحة لـ"اليوم السابع"، أن السياحة العربية لمصر فى تطور كبير، حيث كان الموسم الصيفى جيد جدًا فى الأعداد ونسب الإشغال، ونأمل أن يكون الموسم الشتوى جيدًا أيضًا بالنسبة للسياحة العربية وعلى نفس مستوى الموسم الصيفى.
وأشار شيحة إلى أن الإقبال كبير جدًا على كل المقاصد السياحية من الأقصر وأسوان إلى القاهرة وشرم الشيخ والغردقة، وعن أشهر الجنسيات التى لديها إقبال أكد أن اللبنانية والجزائرية فى المقدمة، كذلك دول الخليج بنسبة كبيرة فى مقدمتهم السعودية والكويت، معربًا عن تمنيه أن تعود السياحة لسابق عهدها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة