فى سنة 1307 وبالتحديد يوم 13 أكتوبر أمر الملك فيليب الرابع باعتقال جميع فرسان الهيكل بفرنسا وبدأت محاكمتهم بدعوى الهرطقة، ولمن لا يعرف فإن هذه الجماعة كانت واحدة من أخطر الجماعات فى التاريخ.
النشأة
يمكن لنا أن نطلق عليهم فرسان المعبد، أو فرسان المسيح، أو معبد سليمان، أو فرسان الهيكل، ويسميهم العرب بالداوية، وهى جماعة عسكرية دينية.
تأسست هذه الجماعة فى القدس عام 1119م وأسسها الفارسان الفرنسيان هيو دى بينز وجودفرى من سانت أومر، وكان اسمها فى البداية "الإخوة الفقراء جنود المسيح وهيكل سليمان"، بعد ذلك عندما قويت شوكتهم صاروا النخبة العسكرية ورأس حربة الكنيسة الكاثوليكية فى العصور الوسطى.
الهدف
كان هدف الجماعة الذى أعلنته "هو حماية المسيحية"، وكان الغرض الأساسى لهم حماية الزوار، وهم فى طريقهم إلى الأراضى المقدسة وعند مغادرتهم لها، لكنهم بعد ذلك صاروا جزءا أساسيا فى الكيان الأوروبى، وعاملا أساسيا فى سياسته وفى اقتصاده، وفى أفكاره الدينية.
التنظيم
كانت جماعة فرسان الهيكل محكومة بمجموعة من القواعد الدينية وضعها القديس برنارد كليرفو، معتمدة على التقشف والعفة والطاعة، وتحاشوا المغالاة فى الطقوس والملابس واقتصروا على ارتداء لباس أبيض أضيف إليه صليب أحمر اللون.
الرتب الأساسية
كانت هناك ثلاثة رتب فى صفوف فرسان الهيكل هى: الفرسان النبلاء، والرقباء غير النبلاء، والكهنة.
الفرسان النبلاء
يعتبرون المرتبة الأولى فى فرسان الهيكل، لم يكن هناك مراسم لتنصيب هؤلاء الفرسان، حيث كان على أى فارس يرغب فى أن يصبح من فرسان الهيكل أن يكون فارسًا بالفعل. ويعتبر الفرسان النبلاء الفرع الأكثر أهمية والبارزين فى التنظيم، وكانوا يرتدون عباءات بيضاء ترمز إلى النقاء والعفة. وكانوا مجهزين بالأسلحة وبالدروع الثقيلة، وبين كل 8 فرسان يصبح واحد منهم قائدا عليهم، ومن بين كل ثلاثة أو أربعة فرسان كان يوجد واحد أو اثنين من التابعين (فرسان ناشئين).
الرقباء غير النبلاء
وكان يقبع تحت مرتبة الفرسان عناصر من الأسر غير النبيلة والذين كانوا يسمون رقباء، حيث يتميزون بالمهارات الحيوية وإتقان الحرف مثل الحدادة والبناء، ويديرون العديد من الأنشطة فى أوروبا.
الكهنة
فى عام 1139م شكلت فئة من رجال الدين ليكونوا المرتبة الثالثة فى التنظيم وأطلق عليهم لقب الكهنة، ويتم رسم الكهنة من خلال مراسم خاصة، ويعتبر أعلاهم هو كبير الكهنة، كانت مهمة الكهنة توفير الاحتياجات الدينية أو الروحية لفرسان الهيكل، ولا يشاركون بأية أعمال قتالية.
النهاية
بدأت الدائرة تضيف على فرسان الهيكل منذ عام 1905، فى عام 1312م، أذعن البابا كليمنت الخامس لضغط الملك فيليب وأصدر مرسومًا بوقف جماعة فرسان الهيكل، وبدأت المحاكمات.
وفى سبتمبر 2001، عثرت عالمة المخطوطات "باربرا فلاير" فى أرشيف الفاتيكان السرى على وثيقة مؤرخة 17 – 20 أغسطس 1308، وهى عبارة عن تدوين لأحداث محاكمات فرسان الهيكل، وتظهر بأن البابا كليمنت قد أقر ببراءة فرسان الهيكل من جميع تهم الهرطقة قبل أن يعلن رسميًا حل التنظيم فى عام 1312[45]. كما ورد فى وثيقة أخرى بتاريخ 20 أغسطس 1308 رفعت إلى فيليب الرابع ملك فرنسا، بأن جميع فرسان الهيكل الذين سبق لهم الاعتراف بالهرطقة قد "عادوا ودخلوا نسيج الكنيسة والإيمان بمقدساتها".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة