وائل السمرى

مطلوب إنسان فضائى على وجه السرعة

الأحد، 14 أكتوبر 2018 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى كثير من الأحيان، يكذب الإنسان الكذبة ويصدقها، يجتهد فى البحث عما يتخيله، وكأنه واقع، وفى الحقيقة فإنه كثيرا ما يصدق هذا التخيل فيحدث الاكتشاف، وكثيرا ما يفشل فتحدث النكسة وتكمل الأساطير لما لم يكمله الواقع.
 
ضحكت حقا، حقا ضحكت، وأنا أقرأ هذا التقرير الذى نشره موقع «اليوم السابع» عن توصية صادرة من الكونجرس الأمريكى للأكاديميات الوطنية للعلوم والهندسة والطب، وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» بتوسيع نطاق البحث عن الحياة الغريبة والحضارات الفضائية فى مناطق جديدة والتركيز على علم الأحياء الفضائى والمحيطات على كواكب أخرى لدراسة الحياة على سطحها، ويقول التقرير إن مفتاح البحث هو علم الأحياء الفضائى، ودراسة الأصل، والتطور، والتوزيع، ومستقبل الحياة فى الكون، كما وجدت اللجنة التى وضعت التقرير أن خطوط الأدلة التى نستخدمها للبحث عن الحياة الحالية والماضية على الأرض وما وراءها تحتاج إلى التوسع، كما أوصت بوضع كتالوج وإطار أكثر تطوراً لتعزيز قدرتنا على اكتشاف الحياة التى قد تكون مشابهة للحياة الأرضية والحياة المحتملة التى تختلف عن الحياة كما نعرفها».
 
إلى هنا انتهى الخبر، لكن لم ينته الضحك، وسبب الضحك هنا ليس من أجل الاستهزاء أو السخرية، لكن سببه أننى تخيلت أن هذا الخطاب مرسل مثلا من البرلمان المصرى إلى وزارة التعليم العالى والبحث العلمى بعنوان «استعجال أول بشأن أهمية العثور على إنسان فضائى، وتخيلت ماذا لو تم بالفعل إرسال هذا الخطاب وماذا سيكون رد فعل الوزارة، وكيف سيرد عليهم الدكتور خالد عبد الغفار مستخدما تقنية الهيلوجرام بأن الوزارة تجرى البحث على قدم وساق، وأنها اكتشفت العديد من الاكتشافات التى من شأنها أن تعزز سبل العثور على إنسان فضائى، وتخيلت أيضا أن هذا الطلب تم توجيهه إلى حبيب العادلى وقت حكم مبارك الذى كان من المؤكد أنه سينتظر حتى عيد الشرطة ليعقد مؤتمرا صحفيا يأتى فيه بأى شخص ليعترف على نفسه بأنه «إنسان فضائى». 
 
الضحك أيضا انصب فى جانب منه على الكونجرس الأمريكى الذى يبدو أنه قد تشبع من كثرة الأفلام الأمريكية التى تصف أحداث الغزو الفضائى وتظهر العديد من الكائنات الفضائية التى تحب وتكره وتحارب وتظفر ثم يهزمها البطل الأمريكى فى النهاية بدبوس أبرة أو برشة ماء أو بتفجير قنبلة فى المركز الرئيسى للكائنات الفضائية التى تتداعى بمجرد تدمير المركز، تذكرت أيضا حالة الهوس التى كانت تنتاب علماء «السيميا» فى العصور الإسلامية السابقة الذين كانوا يجرون العديد من التجارب الكيميائية ليحولوا التراب إلى ذهب، وحينما فشلوا فى هذا الأمر تحولوا هم من علماء إلى مشعوذين وسحرة، ولا أظن أن علماء أمريكا بعيدون عن هذا المصير إذا ما تعامل الساسة بهذا الشغف.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة