تحتفل الإسماعيلية اليوم الثلاثاء بالعيد القومى لها الموافق 16 من أكتوبر، وهو تاريخ يحمل فى أعماقه عدة دلالات عاشها أبناء المحافظة، وانتقلت إلى سائر المحافظات رفضا، وغضبا من الاحتلال البريطانى، ويعد 16 أكتوبر رمزا لتلاحم فئات الشعب من المواطنين والعمال والطلبة والفدائيين للثورة ضد الاحتلال الإنجليزى، وهو ذكرى حريق "النافى" والذى كان من المبانى التى خصصت بميدان عرابى لخدمة القوات البريطانية وعائلاتهم، وهو عبارة عن جمعية تعاونية بها مأكولات بحرية وبار للتسوق والترفيه عن الجنود الإنجليز المتواجدين بقاعدة قناة السويس العسكرية.
وفى 16 أكتوبر 1951 اندلعت المظاهرات تضم طلاب الإسماعيلية الثانوية وعمال شركة الكوكاكولا وأيضا عمال السكك الحديدية فى الإسماعيلية للمطالبة برحيل الاحتلال الإنجليزى، وبعد إلغاء معاهدات 1936، حيث خرج طلاب المدرسة الثانوية بالإسماعيلية، وانضم إليهم عدد من عمال مصنع الكوكاكولا وبعض العاملين فى الشركات الأجنبية وتم حرق هذا المول تعبيرا عن الغضب الشعبى.
وحول ملكية النافى للإنجليز تضاربت الأقوال فهناك من ذكر أن الملكية كانت لمجموعة من التجار المصريين واليونانيين، وذلك باستغلال وجود جنود البحرية الإنجليزية فى قاعدة قناة السويس، والبعض الآخر قال: إن المول أنشأته البحرية الإنجليزية لجنودها للترفية عنهم وقضاء احتياجاتهم، وفى كلا الحالتين أن المول المسمى بالنافى تم حرقه فى هذا اليوم ونهب كل ما فيه وتدمير كل شىء، وكانت بداية لتلاحم الشعب مع الفدائيين فى منطقة القناه وبعدها بشهور قليلة وبالتحديد فى 25 يناير 1952 كانت المعركة الشهيرة معركة الشرطة ضد الاحتلال الإنجليزى فى نقطة شرطة البستان وهى لا تبعد كثيرا عن موقعة حريق النافى بميدان عرابى.
وتظل واقعة حريق النافى من الوقائع المهمة فى تاريخ الإسماعيلية النضالى، حتى اتخذت المحافظة هذا اليوم عيدا قوميا لها، وظل عدة سنوات قبل أن يقوم مجلس محلى المحافظة فى التسعينات بتغيير العيد القومى إلى 25 يناير، وسط تضارب الآراء والقرارات حتى عام 2017، حين احتفلت المحافظة رسميا بعد أكثر من 9 سنوات من الانقطاع بـ 16 أكتوبر عيدا قوميا للمحافظة.
مبنى النافى القديم
ميدان عرابى الأن مقر النافى سابقا
الجنود الإنجليز فى حراسة النافى
محطة سكة حديد الإسماعيلية
المكان القديم للنافى
تمثال عرابى تم إنشاءة بعد الثورة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة