قال الشيخ سعيد مكرم عبد القادر زادة، مفتى طاجيكستان، إن بلاده تتشارك مع مصر فى مواجهة التنظيمات الإرهابية المنبثقة من جماعة الإخوان وأفكارها، وأن المؤسسات الإسلامية تتولى مهام شاقة فى الرد على أصحاب الفتاوى الضالة، التى تتخذ الإسلام ستارًا لها وتحاول إقناع الشعب بأفكارها المناهضة للدولة ولاستقرارها.
وأكد عبد القادر زادة، على هامش مشاركته فى المؤتمر السنوى لدور الإفتاء العالمية، أن تنظيم الإخوان وحزب النهضة الطاجيكى الذى تأسس عام 1978 على مبادئ وأفكار الجماعة الإرهابية "الموت أسمى أمانينا"، منهجًا ليتحولوا إلى آلات قتل وتدمير البشرية، وأنهم بذلك أعلنوا عن فلسفتهم وهى تدمير الحضارة الإنسانية.
مفتي طاجيكستان ومحرر اليوم السابع
جدير بالذكر أن مفتى طاجيكستان، ترأس الجلسة الثالثة من أعمال المؤتمر اليوم، والتى جاءت بعنوان "ضوابط الإفتاء تأصيلا وتطبيقًا"، فيما شارك فى المؤتمر ممثلين من 73 دولة على مستوى العالم، وعدد من الشخصيات مثل السيد محمود الشريف وكيل أول مجلس النواب، ووزير العدل المستشار حسام عبد الرحيم، والدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية السابق، ووزير الأوقاف محمد مختار جمعة.
وأضاف أنه مثلما يقوم الشعب المصرى، بدور مساند وداعم للقوات المسلحة المصرية، فى حربها ضد الإرهاب ومحاصرته والقضاء عليه، تلقى القيادة السياسية وحكومة طاجيكستان أيضُا تأييدا شعبيا كبيرا خلال مساعيهما لنشر الأمن فى ربوع البلاد.
ولفت إلى أن مؤتمر الإفتاء هذا العام الذى يأتى تحت عنوان "التجديد فى الفتوى بين النظرية والتطبيق"، مهم وداعم للجهود الوطنية لمكافحة الإرهاب والتطرف، موجهًا الشكر إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، وفضيلة الدكتور شوقى علام مفتى الديار المصرية، على احتضان ذلك العرس السنوى، الذى يأتى فى وقت تحتاج فيه الأمة الإسلامية إلى توجيهاتٍ من العلماءِ الربانيين الذين أفنَوا حياتَهم فى طلب العلم، ونالوا من الفقه ما يجعلهم أهلاً للفتوى، مضيفًا أن مصر بلد العلماء والعلماء، والتى أنجبت أعظم العلماء من الأزهر الشريف، ممن كان لهم دور عظيم فى تجديد الفتوى بما يتناسب مع روح العصور ويتوافق مع المستجدات.
وأوضح أن مصر تحتضن هذا المؤتمر العالمى للمرة الرابعة على التوالى، انطلاقًا من مسئوليتها الفكرية والمكانة العلمية، التى تحتلها عبر التاريخ والحضارة الممتدة آلاف السنين، وكذلك لموقع الريادة الفكرية والعلمية الذى تحظى به فى نظر كل دول العالم، التى تؤكد جميعًا على الدور المحورى والهام الذى تلعبه مصر فى مكافحة الإرهاب، واستنادًا إلى الخبرات الكبيرة والمتراكمة التى كونتها فى مجال محاربة التطرف والإرهاب، مضيفًا أن هذا المؤتمر محاولة جادة لتطوير مجال الإفتاء ونقله نقلة نوعية من مجال سلبى يقتصر على حل المشكلات، إلى مجال أكثر إيجابية ينتقل إلى عمل التدابير الوقائية من المشكلات ليشارك فى البناء والتعمير.
وأضاف أن التخلص من كابوس الإرهاب الجاثم على صدور الدول الإسلامية، يتحقق من خلال مناقشة قواعد الإفتاء فى القضايا السياسية وشئون الدولة، ودعم الاستقرار فى أمور الدولة، وتأثير فتاوى الإسلام السياسى على مسارات الأمن وكذلك قضية الإسلام والعلاقات الدولية، فضلا عن الرد على فتاوى المتطرفين بخصوص الدولة، وتفنيدها وبيان أخطائها تحليلًا ونقدًا، حيث خاضت كثير من الدول حربًا ضروسًا ضد التنظيمات الإرهابية التى تتخذ من بعض الأفكار الشاذة والمغلوطة قاعدة لها للانطلاق نحو نشر الأفكار المتطرفة الهدامة فى المجتمعات، وإحداث انقسامات وفتن بالغة بين أطياف الوطن الواحد، والقضاء على الأمن والاستقرار والعمل على تقسيم الدول المستقرة إلى دويلات متناحرة متنازعة.
وأكد أن الحادث الأخير فى طاجيكستان، كشف عن بعد آخر فى الحرب على الإرهاب وهو البعد الدولى المتمثل فى الدعم الذى تقدمه الجارة إيران، لمثل هذه التنظيمات خصوصًا وأن التحريات الأمنية عن أن مرتكب الحادث والمقبوض عليه كان قد سافر بين عامى 2014-2015، أربع مرات لمدينتى قم ومازندران الإيرانيتين، ودرس فيهما وتلقى التدريبات الأيديولوجية والعسكرية خلال تواجده هناك، وأنه خلال دراسته فى إيران تعرف على عضو بارز فى حزب النهضة، وقام بمبايعة الحزب وتم تعيينه زعيما لخلية سرية إرهابية.
وأضاف أن منفذى هذه العملية الإرهابية عبروا الحدود الطاجيكية –الأفغانية بعد إتمام عمليتهم الإرهابية، والتحقوا بصفوف الجماعات الإرهابية المتواجدة فى أراضى أفغانستان المجاورة، وأن التحقيقات كذلك كشفت عن أن مرتكبى الجريمة تتراوح أعمارهم بين 18-30 عاما، وهو ما يدل على استراتيجية هذه التنظيمات فى تجنيد الشباب.
وأكد مرة أخرى، على أن الحرب التى تخوضها الدولة المصرية بكافة أجهزتها ضد التنظيمات الإرهابية وعلى رأسهم جماعة الإخوان، لا تختلف عن تلك الحرب التى تخوضها طاجيكستان ضد تنظيم حزب النهضة الإرهابى الذى يُعد رافد من روافد الجماعة، خصوصًا مع وجود تعاون بين التنظيمين، موضحًا أنه خلال عام حكم الجماعة فى مصر استقبل محمد مرسى زعيم الحزب محيى الدين كبيري، وأن الأكثر من ذلك كان للنائب الأول لرئيس الحزب سيد عمر حسينى مقر إقامة فى مدينة نصر بالقاهرة، ما يؤكد على عمق التعاون بينهما، مشيرًا إلى أن تاجيكستان تم حظر جماعة الإخوان داخل أراضيها عام 2006 ولم تغير قرارها حتى بعد وصول الإخوان إلى الرئاسة فى مصر.
وتطرق الشيخ سعيد مكرم عبد القادر زادة، إلى دور إيران التخريبى الذى تلعبه فى كثير من قضايا المنطقة عبر دعمها المستمر للتنظيمات الإرهابية، مطلقًا صيحة تحذير أخرى بشأن التدخلات الإيرانية المرفوضة فى شئون عديد الدول ليس فقط فى المنطقة، وإنما فى مختلف مناطق العالم، من خلال تنظيمات مثل حزب النهضة الذى اعتبره الفرع الآسيوى للجماعة الإرهابية والداعم الأساسى لنظام الملالى.
واقترح مفتى طاجيكستان، تنقية المفاهيم والأفكار لدى الشباب من الإرهاب والتطرف من أجل تحقيق رفاهية شعوبنا واستقرارها، وتحقيق الأمن، مطالبًا بضرورة إصدار فتوى تدين حزب النهضة وتعتبره جماعة إرهابية فى كل دول العالم، نظرا لجرائمه الإرهابية التى ذكرناها سابقا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة