فى تصعيد خطير للوضع الأمنى المتأزم بين قطاع غزة ودولة الاحتلال الإسرائيلى، قصف جيش الاحتلال 20 موقعا فى قطاع غزة اليوم الأربعاء، وفقا لما أعلنه الجيش، ردا على الهجوم الصاروخى فجرا والذى أصاب منزلا فى مدينة بئر السبع فى جنوب إسرائيل، متسببا بأضرار للمبنى لكن من دون وقوع إصابات.
وسقط صاروخ آخر أُطلق من غزة قبالة سواحل منطقة تل أبيب الكبرى، التى تُعرف فى إسرائيل باسم "جوش دان"، وتضم المدينة الكبيرة نفسها إلى جانب عدد من الضواحى الكبيرة.
وقالت الجيش الإسرائيلى إنه يحمّل حركة "حماس" المسيطرة على قطاع غزة مسؤولية الهجوم، بغض النظر عن الفصيل الذى يقف وراء إطلاق الصواريخ.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى، يوناتان كونريكوس، "هناك فقط منظمتان فى غزة تملكان هذا الصاروخ: حماس والجهاد الإسلامى. ليس من الصعب تضييق احتمالات من يقف وراء".
نتانياهو يهدد
وفى السياق نفسه، قال رئيس الحكومة الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، اليوم الأربعاء، فى ختام تقييم للوضع الأمنى مع قيادة أجهزة الأمن الإسرائيلية، إن إسرائيل تنظر إلى الهجمات ضدها من غزة ببالغ الخطورة وإنها سترد بقوة عظيمة فى حال لم تتوقف الهجمات.
وأشار نتنياهو إلى أقواله فى جلسة الحكومة مطلع الأسبوع الجارى أن إسرائيل مصرة على وقف الهجمات التى تشنها حركة حماس عند السياج الأمنى، والهجمات الصاروخية التى تتحمل مسؤوليتها، فإن لم تتوقف، سترد إسرائيل بقوة عظيمة.
اجتماع طارئ للاحتلال
ووفق وسائل الإعلام الإسرائيلية، فإنه من المتوقع أن يعقد المجلس الوزارى المصغر للشئون الأمنية والسياسية "الكابنيت" جلسة طارئة بعد وصول رئيس الأركان الإسرائيلى الذى قطع زيارة إلى الولايات المتحدة.
أما عن الجهة المسؤولة عن إطلاق الصواريخ من غزة نحو إسرائيل، فقال الجيش إنه يحمل حركة حماس مسؤولية العملية رغم رفض حماس والجهاد العملية واتهام الفصيل الذى يقف وراءها بأنه يسعى إلى تخريب الجهود المصرية.
حماس تحمل البرق المسئولية
فيما قالت هيئة البث الإسرائيلية، إنه ومن الأمور الغريبة التى انتشرت على مواقع التواصل الفلسطينية بشأن إطلاق الصواريخ، نشر حسابات مرتبطة بحركة حماس بأن إطلاق الصاروخين نحو بئر السبع وتل أبيب حدث جرّاء العوامل الجوية والبرق.
وقال حساب "غزة الآن" على موقع تويتر: "جندى من جنود الله اسمه البرق ضرب بصعقته الصواريخ فانطلقت.. صاروخ باتجاه الشمال وصاروخ باتجاه بئر السبع فعلا غضب".
وفى بيان مشترك لهما، أدانت حركتا حماس والجهاد الإسلامى الهجوم، ووصفتاه بـ"غير المسئول" وقالتا إنه يهدد بعرقلة الجهود المصرية للتوصل إلى تسوية عن طريق التفاوض.
20 غارة
ردا على الهجوم الصاروخى فجرا، أعلن الجيش الإسرائيلى عن قصف 20 هدفا فى قطاع غزة، بما فى ذلك نفق هجومى يتم حفره باتجاه إسرائيل من خارج مدينة خان يونس.
وقال الجيش إنه تم أيضا تدمير مدخل لنفق بحرى، كان سيتم استخدامه من قبل وحدة الكوماندوز البحرى التابعة لحركة حماس، فى الغارات الجوية الانتقامية.
بالإضافة إلى ذلك، قصفت طائرات سلاح الجو الإسرائيلى عددا من مصانع الأسلحة والقواعد العسكرية ومنشآت آخرى مرتبطة بجهود حماس فى بناء الأنفاق، بحسب ما قاله كونريكوس.
وذكرت وسائل الإعلام الفلسطينية أن الهجمات الانتقامية وقعت فى أجزاء متفرقة من قطاع غزة – فى جنوب غزة فى رفح وخان يونس، فى محيط مدينة غزة وسط القطاع وفى شمال القطاع بالقرب من بيت لاهيا.
وأصيب ثلاثة أشخاص بجروح متوسطة فى الغارات الجوية بالقرب من رفح، بحسب وزارة الصحة التابعة لحركة "حماس".
واستهدفت طائرة إسرائيلية مجموعة من الفلسطينيين حاولت إطلاق صاروخ باتجاه إسرائيل من جنوب قطاع غزة، وفقا للمتحدث.
واستشهد فلسطينى واحد فى القصف، بحسب وزارة الصحة التابعة لحركة حماس، وورد أن اسمه هو ناجى أحمد زعانين (25 عاما).
حماس والجهاد تتوعد
وبعد إدانتهما للهجوم الصاروخى، أضافت حماس والجهاد الإسلامى فى بيانهما أن الفصائل "جاهزة للتصدى لاعتداءات الاحتلال وستبقى بندقيتها الدرع الحامى لشعبنا، وسيبقى سلاحها مشرعا فى وجه الاحتلال".
وأشارت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إلى أن الصواريخ التى تم إطلاقها من قطاع غزة تجاه إسرائيل فى ساعات فجر الأربعاء جاءت فى أعقاب أسابيع من التوترات المتصاعدة.
أحد الصاروخين استهدف مدينة بئر السبع، التى تبعد حوالى 40 كيلومترا عن القطاع. ودمر الانفجار الجزء الأمامى من مبنى وتسبب بأضرار كبيرة لغرفه الداخلية والسقف. ونجحت الأم التى تواجدت داخل المبنى بإدخال أطفالها إلى الملجأ قبل اصطدام الصاروخ بالمبنى.
وسقط الصاروخ الثانى فى البحر. وذكرت تقارير أنه هبط بالقرب من منطقة تل أبيب الكبرى، ولكن الجيش اكتفى بالتأكيد على أن الصاروخ سقط “قبالة ساحل مدينة كبيرة”.
الصاروخان اللذان استخدما فى الهجوم لم يكونا من طراز "جراد" العادى، ولكن نسخة محسنة مع رأس حربى أكبر، والذى تسبب بأضرار كبيرة للمبنى الذى أصيب فى الهجوم.
فشل القبة الحديدية
ولم يتم تفعيل بطاريات منظومة الدفاع الجوى "القبة الحديدية" خلال الهجوم الصاروخى. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى، الجنرال رونين مانيليس، إن المنظومة المضادة للصواريخ لم توفر حماية "محكمة".
الهجمات الصاروخية على بئر السبع – التى تضم أكثر من 200 ألف نسمة – هى نادرة وتُعتبر تصعيدا كبيرا. وهذا هو الصاروخ الثانى فقط الذى تم إطلاقه باتجاه بئر السبع منذ حرب غزة 2014.
وتم إطلاق الصاروخ السابق، الذى سقط فى حقل فى شمال بئر السبع فى 9 أغسطس الماضى، فى وقت أطلق فيه الفلسطينيون عشرات القذائف باتجاه البلدات الإسرائيلية على طول حدود غزة.
إغلاق المدارس وفتح الملاجئ
وفى أعقاب الهجوم، تم إغلاق المدارس فى بئر السبع وفى البلدات المتاخمة لقطاع غزة، وفقا للجيش. وتم إصدار تعليمات تمنع سكان المنطقة المحيطة بغزة بالاحتشاد فى مجموعات تضم أكثر من 300 شخص فى الهواء الطلق وأكثر من 500 شخص داخل المبانى.
وجاء الهجوم فى الوقت الذى يزور فيه وفد مصرى القطاع. وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن الوفد كان يعمل على تهدئة التوتر فى أعقاب الهجوم الصاروخى ومنع حرب.
تهديدات ليبرمان
وكان قد حذر أمس الثلاثاء، وزير الدفاع الإسرائيلى أفيجادور ليبرمان، أن الجيش يستعد لهجوم كبير على غزة لوقف العنف الجارى.
وأمر ليبرمان بإغلاق المعبرين الرئيسيين بين غزة وإسرائيل – "إيرز" للمارة و"كرم أبو سالم" للبضائع – الأربعاء على خلفية الهجوم. بالإضافة إلى ذلك، تم تقليص منطقة صيد السمك للصيادين فى غزة إلى النصف، إلى 3 أميال بحرية من الشاطئ، بحسب ما أعلنه مكتبه.
الجدير بالذكر أن هناك عددا من المواجهات التى وضعت إسرائيل وحماس على شفا حرب، حيث قام فلسطينيون بإطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل وقام الجيش الإسرائيلى بالرد بغارات جوية خلال الأسابيع الأخيرة الماضية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة