تعانى المخيمات التى يقطنها اللاجئون السوريون فى الدول العربية من إهمال، ما أدى لتدهور الاوضاع المعيشية والخدمات الصحية التى يتم تقديمها إلى اللاجئين المتواجدين فى تلك المخيمات، وأبرزها مخيم "الركبان" للاجئين السوريين فى الأردن، والذى يعانى من تدهور الأوضاع بشكل كبير.
وضربت عاصفة ترابية شديدة مخيم الركبان على الحدود الأردنية السورية، اليوم الأربعاء، حيث اقتلعت بعض خيام النازحين الذين يعيشون منذ أكثر من أسبوع ظروفاً إنسانية غاية فى الصعوبة أدت لوفاة عدد من اللاجئين.
وفي وقت سابق، أكدت تقارير إعلامية سورية أن مئات اللاجئين السوريين من المرضى داخل مخيم الركبان المحاصر بحاجة إلى تلقى العلاج بشكل عاجل، فى وقت تتفاقم معاناة نازحى المخيم نتيجة حصار خانق تفرضها القوات النظامية السورية تمنع إدخال المواد الغذائية والطبية، الأمر الذى ينذر بكارثة إنسانية وشيكة.
فيما أكد مسئولو إغاثة ومسئولون فى مخيم الركبان للاجئين إن الحكومة السورية وافقت على طلب الأمم المتحدة بتوصيل مساعدات الأسبوع المقبل لآلاف من المدنيين العالقين قرب حامية أمريكية على الحدود الأردنية السورية.
وقالت مصادر من الأمم المتحدة وسكان من المخيم لوكالة رويترز للأنباء إن حصارا فرضه الجيش السورى هذا الشهر على المخيم إلى جانب منع الأردن دخول المساعدات تسببا فى نفاد مخزونات الطعام بالمخيم الواقع في منطقة الركبان فى جنوب شرق سوريا. وأضافوا أن ذلك أدى لوفاة ما لا يقل عن 12 شخصا الأسبوع الماضى من بين أكثر من 50 ألفا من سكان المخيم ومعظمهم من النساء والأطفال.
واتصلت الأمم المتحدة بمسؤولين محليين في المخيم لتقول إنها حصلت على تصريح من دمشق بإرسال قافلة مساعدات يوم 25 أكتوبر الجارى.
وشدد الجيش السوري حصاره على مخيم الركبان، الواقع بالقرب من الحدود العراقية، لمنع المهربين والتجار من توصيل الغذاء.
وقال الأردن الذى وافق هذا العام على السماح بمرور مساعدات لمرة واحدة، إنه لا يتحمل مسؤولية المخيم الذى لا يقع داخل أراضيه وإن المخصصات المستقبلية له يجب أن تأتى من مخازن الأمم المتحدة داخل سوريا.
وفر عشرات الآلاف على مدى السنوات الثلاث الماضية إلى المخيم من مناطق فى سوريا كان يسيطر عليها تنظيم داعش استهدفتها ضربات جوية شنتها روسيا والتحالف بقيادة الولايات المتحدة.
ويقع مخيم الركبان على مسافة 55 كيلومترا من منطقة "عدم اشتباك" أقامتها وزارة الدفاع الأمريكية بهدف حماية قاعدة للقوات الأمريكية فى التنف من هجمات القوات الموالية للرئيس السورى بشار الأسد والإبقاء لواشنطن على موطئ قدم فى منطقة على الطريق السريع الواصل بين بغداد ودمشق.
وقدم الأردن إلى الولايات المتحدة الامريكية وروسيا صيغة حلاً تتضمن تفكيك مخيم الركبان للاجئين السوريين، الحدوى بين الأردن وسوريا، خصوصا بعدما قدم صيغة أمنية، نجح بإبعاد شبح المواجهة فى جنوب سوريا فى وقت سابق.
ويريد الأردن تأمين وتحصين حدوده الطويلة أمام الارهاب الذى اكتوا بناره فى أوقات سابقة، والتى تصل إلى نحو 378 كيلومتر، ما يشكل ضغطا كبيرا عليه وترهقه حمايتها ماديا ومعنويا.
وتتضمن صيغة الترتيبات الأردنية ضرورة تفكيك مخيم الركبان الواقع فى الحدود السورية ويقع تحت سلطة مسلحين متطرفين ينتمون إلى داعش وجبهة النصرة لضمان تسلم الحكومة السورية السيطرة على كافة المناطق الحدودية معه، حيث يستند المفاوض الأردنى أنه لم يعد هناك مبرر لوجود المخيم بسبب عودة الهدوء إلى محافظتى دير الزور والرقة.
ويسعى الأردن إلى هذا الحل بسبب الارهاب الذي ضرب المملكة خلال الفترة الماضية ويخشى الخلايا المنفردة النائمة التي تؤيد هذه الافكار المتطرفة اضافة الى الضائقة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد وحزء منها ادى الى اغلاق الحدود مع سوريا والعراق ومنهما الى الخليج وتركيا ولبنان، حيث تصر الحكومة السورية على الجانب الاردني ضمان امن معبر نصيب الذى أعلن عن افتتاحه بعد زيارة وزير الخارجية اللبنانى جبران باسيل إلى الأردن مؤخرا.
وتوفيت شابة سورية فى مخيم الركبان، اليوم الأربعاء، نتيجة الجوع ونقص الغذاء.
وقال مدير مستوصف بمخيم الركبان إن الشابة السورية كانت تعانى من نقص الغذاء والإسهال الشديدين، ما تسبب بفقر دم حاد ما أدى لوفاتها.
وحذرت إدارة مخيم الركبان الثلاثاء الماضى، من نفاذ المواد الغذائية بعد أسبوع، فيما سبق ذلك توجيه الإدارة لنداء استغاثة لتأمين المواد الأساسية لهم.
ويقطن في مخيم الركبان نحو 1500 عائلة سورية، يعانون من انعدام مقومات الحياة وتردي الوضع الصحى والتعليمى، بالرغم من مناشدات سفيرة النوايا الحسنة لدى الأمم المتحدة بالشرق الأوسط الجهات الدولية الاستجابة الطارئة للوضع الإنسانى المتردى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة