أكرم القصاص - علا الشافعي

القس مكاريوس فهيم

كنيسة.. وقانون.. وطابونة

الخميس، 18 أكتوبر 2018 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الكنيسة المصرية بصفة خاصة ومثلها أى مؤسسة - دينية أو غير دينية - بصفة عامة تنهض وتنمو وتترعرع وتزدهر بتطبيق القانون الإلهى وتحقيق الهدف المنشود لوجودها ألا وهو خدمة الشعب وإقرار العدالة واتباع الحق، وتحقيق كل الإيجابيات، وهذا كله معروف مسبقا ويدركه الجميع لكن........ لا يوحد لدينا فى المسيحية عصمة من الخطأ لأى إنسان فى العالم مهما بلغت درجته ومكانته ومقاس عمامته وطول عكازه فى الكنيسة، والمدهش أن الكل يؤمن بهذه الحقيقة المؤكدة والتى لها شهادات عديدة بالكتاب المقدس ورغم هذا تتلون هذه الحقيقة باللون الرمادى ثم تضمحل تدريجيا بمجرد ظهور السلبيات فيهب الكثير من قارعى طبول الكنسية للدفاع عن الخطأ والمخطئ وبذل محاولات مستميتة للتبرير والتماس الأعذار للرئاسات الدينية التى تلجأ للهجوم المضاد والتلويح بالعقوبات، ثم التهديد بالطرد والحرمان لمن يجرؤ على الاعتراض والنقد والنتيجة "للخلف در" والعودة والتقهقر والتخلف يتبع (للخلف) بكل تأكيد ولذلك فلن ينصلح حال الكنيسة أو المؤسسة إلا بقبول الرأى الآخر، ومناقشته والأخذ بمبدأ الحق وإفساح المجال للجميع دون تكميم الأفواه لأن هذا سوف يزيد من أكوام الكبت وبعدها الانفجار وهذا الأخير بالمناسبة كان نبوءة لأحد القديسين المنتقلين حديثا، والتى قالها فى اجتماع لمجموعه من المؤمنين المسيحيين طالبا الصلاة من أجل الكنيسة لأنها - على حد قوله - توشك على الانفجار، ولعل المتابع لأحوال كنيستنا الأرثوذكسية على سبيل المثال يصاب بالدهشة لحدوث ظواهر القتل والانتحار وربما قريبا الشنق داخل مؤسساتنا الكنسية ومازالت (يد الرب ممتدة) كما قال الكتاب المقدس نتيجة سماح الرب بهذه التجارب الصعبة ليعلنها للأعمى وطويل النظر أو قصيره فهو أعمى بكل تأكيد كما قال السيد المسيح لليهود (الأغبياء) عقب معجزة فتح أعين الأعمى منذ ولادته عندما اعترض بعضهم وصفهم بالعميان رغم أن نظرهم كان 6/6.

 

والقانون: يناقشه البرلمان فى دورته الحالية وهو خاص بتكبيل وتقييد.. ولا بلاش هذه الصفات - مع الاعتذار لأديبنا الراحل يوسف إدريس - نغلفها بورق سلوفان ونقول قانون (تنظيم الظهور الإعلامى لرجال الدين)، ولا نحتاج لقراءة بنود القانون فمن البديهى أن الرئاسة الدينية سوف تتحكم شكلا وموضوعا فى ظهور رجل الدين بوسائل الإعلام ولابد له من أخذ الإذن بذلك وبطبيعة الحال الأذن من يهتف (المصريين أهما حيوية وعزم وقوة) فلن تسمح الرئاسة الدينية بظهور من يعارضها أو ينتقدها صراحة أو تلميحا وممنوع الضرب فوق الحزام أو أسفلة وإلا فالويل لرجل الدين هذا. وبالطبع العقوبة والتجريد والطرد ينتظره خارج أستوديو التليفزيون وربما يأخذ العقوبة على الهواء مباشرة.

 

والنتيجة هى مزيد من التكلفة المادية للمؤسسة لاضطرارها لشراء المزيد من الطبول مختلفة الأحجام وتوزيعها على من يسمح لهم بالظهور بوسائل الإعلام ليعلن صراحة أن كله تمام يا ريس والدنيا بخير - بل والآخرة أيضا - ولا توجد سلبيات إطلاقا مطلقا نهائيا، بل الناس فرحانين ومبسوطين كما عبر عن هذه الحالة الفنان عادل إمام فى مسرحية الزعيم.

 

المؤسسة القوية يا سادة يا كرام لا يهزها النقد بكل ألوانه وجبروته وحتى لو كان ظالما بل تتصدى له وتناقشه وتدافع عن نفسها وتحاور وتوضح عملا بمبدأ (واثق الخطوة يمشى ملكا). والغريب أن القانون سوف يطبق على وسائل الإعلام المصرية، ونحن فى عصر الفضاء للفضائيات وبأصغر أصبع فى يد الطفل الصغير يتنقل المشاهد بين مئات القنوات الفضائية ومثلها شبكات النت المتاحة للعالم كله فى لحظات قصيرة لتسمع وتشاهد كل ما ومن ستمنعه من الظهور بوسائل أعلامنا ليصرخ بالاعتراض والنقد صريحا أو متسترا بأسماء مستعارة فماذا ستفعل يا أستاذى وأخى وأبى وحبيبى بقانونك الذى سينشأ عنه المزيد من الكبت والتذمر؟؟ الحل يا سادة لهذا الرعب من الإعلام هو إفساح المجال للرأى الآخر بقنواتنا المصرية والدينية وما أكثرها ومع الأسف الشديد تذكرنا بعصر مراكز القوى وما قبلها عندما كانت تكبل الحريات وعلى سبيل المثال- لمن يفهم - انتشرت وقتها نكتة رائعة عن الصحف وكيف أنه يتم طبعها جميعا فى نسخة واحدة متشابهة تماما ثم يتم ختمها بالختم الخاص بكل جريدة على الغلاف وهذا كان الاختلاف الوحيد بين جميع الصحف!! هكذا قنواتنا الدينية 90% من المواد المذاعة بها قداسات وترانيم وعظات أما برامج الحوار فتقرع بهدوء ممل لحن (كله تمام) وقد طالبت من بعضهم استضافة من يطلق عليهم لقب أصحاب الرأى الآخر والمعارضة الكنسية فى برنامجه ومحاورته والاستماع اليه ثم الرد واستضافة مسئول كنسى متخصص لمقارعته الحجة بالحجة لكن.... تكرر الرفض لاقتراحى والذى قدمته أيضا للصحف والمجلات القبطية فتم رفضه.

 

والطابونة:- (انظر ما سبق) ستجد اللت والعجن هنا وهناك والنار الحارقة تلسع من الخبز بعضه وينجو البعض الآخر حسبما يعمل سيدنا الفران إن كان يقظا أمام الفرن أو غافلا وملقيا المسئولية على السيد الأكبر صاحب الطابونة عملا بمبدأ (اطبخى يا جارية كلف يا سيدى)... وستجد فى الطابونة الدور المهم والخطير لمفتش التموين والذى ينحنى له سيد الطابونة إجلالا واحتراما وتقديسا، والمشكلة أن صاحب الطابونة يهرول نحو البيه المفتش معطيا ظهره للطابونة وللزبائن وللعاملين معه تحت أمرته فلا يهم !! فهو يعرف جبروت وسلطان المفتش الذى يمكنه غلق الطابونة بالضبة والمفتاح حتى لو كان الحى أو المنطقة السكنية تحتاج لوجود طابونة... ومعلش عندنا العشرات بل والمئات غيرها منتشرة فى كل مكان (وإيه يعنى لما طابونة ولا اتنين يتقفلوا ؟؟؟؟ ) تحياتى وفى انتظار قوانين تنظيم الظهور الإعلامى لرجال الطب, والهندسة, والمعلمين، و و و......

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة