استيقظ الطفل "حسن"، الذى لم يتجاوز عمره الـ15 سنة، لقيادة مركبته "توك توك"، بمنطقة النهضة، لمساعدة أسرته على تلبية متطلبات الحياة، استوقفته فتاة لتوصيلها لأحد الأماكن المحيطة بالنهضة، اتفق معها على المقابل المادى الذى سيتحصل عليه مقابل تلك التوصيلة، ولم يعلم المسكين أنه سيدفع حياته ثمنًا لهذه التوصيلة، انطلق بمركبته وفى أحد الأماكن الخالية من المارة حاصره 4 بلطجية من شركاء الفتاة وانهالوا عليه طعنًا بالأسلحة البيضاء ليستقبل جسده النحيل 11 طعنة ليفارق الحياة ويستولى الجناة على مركبته.
عدم تقنين أوضاع "التوك توك"، جعله آفة فى جسد المجتمع، لن نتحدث عن آلاف الجرائم التى يرتكبها بعض البلطجية من قائديه سنويًا، بل عن جريمة تُرتكب فى حق أطفال يعملون عليه، فخلال الشهرين الماضيين وقعت 10 جرائم قتل مقترنة بالسرقة تقريبًا فى حق أطفال يعملون على "التوك توك" فهم صيدًا سهلاً للتشكيلات العصابية الذين لا يجدوا صعوبة فى بيع "التوك توك" المسروق لعدم تسجيله بصورة رسمية وعدم تقنين أوضاعه، وأصبحت تلك الجرائم ظاهرة ترتكب فى حق أطفال أجبرتهم الظروف على عدم التمتع بطفولتهم من أجل مساعدة الأسرة فى البحث عن لقمة العيش.
عاطل يمزق جسد طفل
حالة من الذعر شهدتها مدينة أوسيم بمحافظة الجيزة، بعد العثور على جثة طفل عمره لم يتجاوز 14 سنة ممزقة بطعنات متفرقة، فى إحدى المناطق الزراعية شمال المدينة.
خلال 24 ساعة من وقوع الحادث نجحت الأجهزة الأمنية من كشف ملابسات الحادث، والمتهم فيها عاطل كون صداقه مع الطفل قبل 4 أيام من ارتكاب الواقعة، واستدرجه إلى أحد الأماكن الزراعية بحجة توصيله لمنزله، وحاول المتهم الاستيلاء على "توك توك" الضحية وأثناء مقاومته سدد له عدة طعنات واستولى على التوك توك وفر هاربًا.
11 طعنة لطفل السلام
مطلع شهر سبتمبر الماضى، استدرجت فتاة مراهقة الطفل "حسن" الذى لم يكمل عامه الـ15 بحجة توصيلها لأحد الأماكن المحيطة بالنهضة، وفى الطريق هجم عليه 4 من شركاء المتهمة، وهدده بالاستيلاء على مركبته، وأثناء مقاومتهم انهالوا عليه بالأسلحة البيضاء ليستقبل جسده 11 طعنة ترديه قتيلاً ويتوفى بعدها.
نترك مدينة السلام ونتجه إلى مدينة فاقوس بالشرقية، حيث شهدت المدينة حالة من الحزن بعد مقتل طفل يدعى محمد السيد فى الإعدادية يعمل على سائق "توك توك"، والعثور على جثته فى أحد المصارف بعد سرقه مركبته التى يعمل عليها، لم يمر سوى 4 أيام على واقعة قتل الطفل "محمد" وقتل طفل آخر بعد الاستيلاء على مركبته "توك توك"، وكشفت التحريات أن عصابة مكونة من شقيقين هما من يقوما باستدراج الأطفال وقتلهم للحصول على "التكاتك" وبيعها بعد ذلك.
التخلص من الجثة بترعة الإبراهيمية
واستدرج تشكيل عصابى متخصص فى السرقة حدثًا بمركز طما بسوهاج بحجة توصيلهم لأحد القرى المجاورة، وفى أحد الأماكن القريبة من ترعة الإبراهيمية تخلص المتهمون من الطفل وإلقاء جثته فى ترعه الترعة والاستيلاء على "التوك توك".
وفى الفيوم نجحت الأجهزة الأمنية من العثور من كشف لغز العثور على جثة "حدث" بأرضٍ زراعية بعزبة بولس مركز الفيوم، حيث تبين أن عاطلاً ومكانيكيًا استدرجا الضحية بحجة توصيلهم لقريبة بولس وفى أحد الأماكن الزراعية تخلصًا منه وسرقة مركبته.
ومن جانبه يقول الخبير الأمنى اللواء سيد عبد الرحيم، إن "التوك توك" جريمة فى حق المجتمع فيوجد أكثر من مليون "توك توك" دخلل البلاد بشكل شرعى ومن المفترض أن يتم تقنين وضعه، فعدم تقنينه يضيع على الدولة مليارات الجنيهات تحصل كرسوم.
وأضاف "عبد الرحيم"، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن أكثر من 50% من سائقى التكاتك أطفال وليس لديه خبرة السير على الطريق، والمجرم يعلم أن أغلب التكاتك ليس لها أوراق ومن السهل التصرف فيها عكس السيارات والدراجات البخارية، ما يجعلها صيد سهل لعصابات السرقة، وتستهدف عصابات السرقة سائقى التكاتك من الأطفال لضعف مقاومتهم وسهولة استدراجهم، مشيرًا إلى أنه فى حالة مقاومة الطفل المجنى عليه للجناة قد يخسر حياته فى أى لحظة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة