اليمن.. بلد اجتمعت فيه معاول الهدم ليس بأيادى الحوثى فقط ولكن الطبيعة أيضا استهدفت اليمن بعدد من الأعاصير التى دمرت بها ما لم تطاله يد الحوثيين ، حيث يواجه اليمن الغارق فى الصراع والحرب تحدياً من نوع جديد؛ فلم يمر سوى خمسة أشهر على إعصار مكونو الذى ضرب أرخبيل سقطرى فى مايو الماضى إلا ووجدنا "لبان" يضرب محافظة المهرة شرقى اليمن والىن يهدد بالزحف إلى محافظة حضرموت المستقرة سياسيا.
وبالتزامن مع هذه الكارثة الطبيعية سارعت الممكلة بمد يد العون لأهالى المحافظات المنكوبة جراء الإعصار أعلن سفير المملكة العربية السعودية لدى اليمن المشرف على البرنامج السعودى لإعادة إعمار اليمن محمد آل جابر، إنشاء جسرا جويا وبريا لنقل الغذاء والأدوية والإغاثات المختلفة، لسكان محافظة المهرة التى أعلنتها الحكومة اليمنية محافظة منكوبة.
خسائر جراء الإعصار
بلغت الخسائر التى ألحقها "لبان" فى المهرة، حسبما ذكر السكرتير الإعلامى لمحافظ المهرة، عيسى القميرى، إصابة أكثر 100 آخرين بإصابات مختلفة مشيرًا إلى أن 150 منزلا تعرض لانهيار كلى أو جزئى، فيما بلغت عدد الأسر أكثر من ألفى أسرة.
السفير السعودى باليمن
الحكومة اليمنية تدعو لإنقاذ المهرة
من جانبه دعا وزير الإدارة المحلية رئيس اللجنة العليا للإغاثة عبدالرقيب فتح، اليوم، المنظمات الأممية والعربية لإغاثة مديريات المكلا بحضرموت جراء الأضرار الكبيرة التى لحقت بالطرق والبنية التحتية فى المحافظات نتيجة الامطار الغزيرة ونجم عنها انقطاع الكهرباء.
وطالب الفرق الإغاثية والإنسانية بمساندة جهود السلطات المحلية فى المحافظة فى تذليل العوائق وفتح الطرق وبذل الجهود السريعة لإغاثة المتضررين فى المنطقة والتنسيق مع الجهات كافة الذات ذات العلاقة فى التخفيف من معاناتهم.
يأتى هذا فى الوقت الذى وجه نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية المهندس أحمد الميسرى، المؤسسة الاقتصادية اليمنية بتسيير قوافل مساعدات إنسانية إغاثية وبصورة عاجلة إلى المتضررين من سكان محافظة المهرة المنكوبة جراء تعرضها لإعصار "لبان".
استجابة التحالف
استكمالا للدور الإنسانى والإغاثى للتحالف العربى بقيادة المملكة العرببية السعودية ضمن الخطة الشاملة للمملكة في إطار "إعادة الأمل" التي أعقبت عاصفة الحزم، كان للسعودية والإمارات دور كبير فى الدعم السخي واللا محدود فى محاولة لإعادة الحياة الطبيعية للمناطق المكوبة جراء الكوارث الطبيعية، كان التحالف العربى بقيادة المملكة سريع الاستجابة لنداءات الحكوم اليمنية لإنقاذ المواطنين المتضررين فى المحافظات المنكوبة ، حيث سارعت السعودية بإنشاء جسر جوى وبرى لنقل الإغاثات للمهرة، وهى الجهود التى ثمنتها الحكومة داعية المنظمات الإغاثية العاملة فى اليمن إلى العمل على تقديم المساعدات الإغاثة العاجلة لأبناء محافظة المهرة فى مختلف مجالات الحياة.
حرصت قيادة المملكة العربية السعودية خلال الفترة الماضية على تقديم مختلف سبل الدعم والعون والمساندة لمحافظة المهرة وأبنائها سواءً أكان فى الجوانب الإغاثية والإنسانية من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أو فى مجال دعم الخدمات الأساسية العاجلة التى ترتبط بحياة المواطنين مباشرة وتطوير البنية التحتية وتثبيت دعائم الأمن والاستقرار فى ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المحافظة بشكل خاص والبلاد بشكل عام.
وقال السفير السعودى إن مركز الملك سلمان بدأ بجسر جوى وبرى إغاثي لمحافطة المهره، كما سيقوم البرنامج السعودى لتنمية وإعمار اليمن بفتح الطرقات وإصلاح شبكات الكهرباء دعما لإشقاءنا لمواجهة أضرار لبان".
ومن جانبها سيرت الإمارات ممثلة فى هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، قوافل مساعدات إغاثية عاجلة إلى محافظة المهرة، تتضمن سلالاً غذائية، ضمن الجهود الإنسانية لدولة الإمارات لإغاثة المتضررين والأسر المحتاجة من أبناء المهرة عقب تعرض محافظتهم إلى إعصار مكونو.
يأتى ذلك ضمن مساعدات الإمارات لليمن حيث قدمت خلال الفترة من أبريل 2015 إلى أبريل 2018 مساعدات لليمن بلغت نحو 13.82 مليار درهم ( 3.76) مليارات دولار استهدفت مساعدة ما يزيد على 13.8 مليون يمنى، منهم 5.3 ملايين طفل.
وزير التنمية المحلية رئيس اللجنة العليا للإغاثة
وامتدت المساعدات الإماراتية لتصل إلى 12 محافظة يمنية، حيث قامت بإعادة تأهيل البنية التحتية الأساسية كالمطارات في عدن والريان وسقطرى، فضلاً عن الموانئ البحرية فى عدن والمكلا وسقطرى والمخا، ومبنى الإذاعة والمحكمة وكاسر الأمواج فى المكلا، واستكمال حديقة الشعب فى البريقة بمحافظة عدن. وقامت بتنفيذ مشاريع لإعادة بناء وتأهيل 218 مدرسة.
ردود فعل الشارع اليمنى
من جهتهم قابل اليمنيون الخطوة السعودية بترحاب كبير، وقال عبد القوي الحميقانى، وهو أحد " شكرا للمملكة ..هكذا عودتنا وقت الأزمات والمحن والفتن وهى يد قوية واقفة مع اليمن بكل ازماتها سياسياً واقتصادياً وانسانياً حيث غابت كل الأصوات المتباكية وقت الشدة وظهرت السعودية كما عهدناها كثر الله خيركم وأحسن الله صنيعكم".
أعاصير تعصف باليمن
وقال مواطن آخر يدعى ابن العربى فى تعليق على إعلان السفير آل جابر "ماهو بغريب عليكم شكر بحجم السماء، هذا ماعهدناه فى مملكة الخير حفظها الله وحفظ بلادنا وقادتنا.. شكرا مليارات سعادة السفير".
من جانبه قال محمد الكربدى "نشكر المملكة العربية السعودية الشقيقة على وقوفها الدائم معنا فى كل الظروف التي تمر بها البلاد فهم السند لنا كيف لاوهى مملكة الإنسانية وأعمالها الإنسانية ليس فى اليمن فحسب ولكنها تصل إلى كل أرجاء المعمورة فلهم منا كل الحب والتقدير والاحترام وجزاهم الله خيراً".
وكان الرئيس اليمنى عبدربه منصور هادى وضع فى أغسطس الماضي مع السفير السعودي محمد آل جابر وضع حجر الأساس لثمانية مشاريع خدمية فى محافظة المهرة، بإشراف وتمويل المملكة العربية السعودية فى إطار مشاريع البرنامج السعودي لإعادة إعمار اليمن فى أنحاء الجمهورية اليمنية كافة.
والثمانية المشاريع البالغ إجمالى تكلفتها 133 مليون دولار تمثل جامعة ومدينة طبية وإعادة تأهيل ميناء نشطون ومطار الغيظة وبعض الطرق التنموية، إضافة إلى توسعة وتأهيل مرافق مياه الغيظة، وتوفير الطاقة الكهربائية لكل المحافظة.
"مكونو" يضرب سقطرى
فى مايو الماضى ضرب إعصار "مكونو" المداري العنيف أرخبيل سقطرى اليمنى، ما تسبب فى شلل كامل في الحياة بمجموعة الجزر ووصل عدد المفقودين إلى اكثر من 19 شخصً، وبلغت سرعته حول المركز من 155 إلى 165 كم/س،
كما وصل عدد السفن الغارقة والجانحة في سقطرى إلى 7 سفن، وباتت 70% من المحافظة دون خطوط اتصالات، وتسببت الفيضانات في غمر قرى وأحياء كاملة بالمياه فى الجزر الواقعة فى بحر العرب جنوب اليمن، وأعلنت الحكومة اليمنية الجزيرة "محافظة منكوبة" وتسبب الإعصار فى غرق مركبين فى ميناء سقطرى نتيجة الرياح العاتية والأمطار الغزيرة.
وتم إجلاء 150 أسرة من منطقتين فى سقطرى وإيواء أفرادهم فى مدارس ومنشآت حكومية، مضيفة أن الاتصال انقطع مع المناطق الواقعة فى الجهة الجنوبية والشرقية من الجزيرة والتى ضربتها العاصفة.
وقال أستاذ المناخ بجامعة القصيم بالمملكة، عبدالله المسند، إن حجم إعصار "مكونو" يعادل دائرة قطرها 2600 كلم، ومساحتها 5.3 مليون كم2 أى بقدر حجم السعودية مرتين ونصف تقريباً.
إعصار تشابالا
صنف إعصار تشابالا الذى ضرب أرخبيل سقطرى ضمن الأعاصير اللولبية الخطرة التى تختلف حسب أنواعها، وذلك حسب سلم خاص بها يعرف باسم سلم فوجيتا، الذى يصنفها وفق سرعتها وحجم الدمار والخسائر التي تسببها.
نتج عن هذا الإعصار عنه هذا الإعصار خسائر كبيرة فى الأرواح والممتلكات وأدت إلى نزوح الآلاف من الجزيرة .
كوارث سابقة
وتعرضت اليمن لكوارث طبيعية عدة خلال تاريخها المعاصر، أبرزها زلزال ذمار الذى وقع فى شمال البلاد بالقرب من مدينة ذمار بتاريخ 13 ديسمبر/ كانون الأول 1982، وكانت قوته 6.0 درجات، حيث شُعر بالزلزال فى مناطق شمال وجنوب اليمن، بالإضافة إلى أماكن فى المملكة العربية السعودية، وقتل في هذا الزلزال نحو 2800 شخص، وأصيب 1.500 بجروح. كما تعرضت قرابة 300 قرية للضرر الشديد، وحوالي سبعمئة ألف شخص شردوا من منازلهم.
كما تعرضت قرية الظفير فى بنى مطر فى ضواحي صنعاء لانهيار صخرى فى ديسمبر/ كانون الأول من العام 2005، سحق 34 من منازلها، وراح ضحيته 65 من أبناء القرية، ليقوم الأمير الوليد بن طلال بعدها بالتكفل ببناء مجمّع سكنى إلى الشمال من القرية للأسر المتضررة من الانهيار قبل أن يطالها الدمار من قبل مليشيا الحوثى الانقلابية فى مواجهات مسلحة فى منتصف العام الماضى.
بعدها بثلاث سنوات، تعرضت مدن وقرى وأرياف وادى وصحراء حضرموت لكارثة الأمطار والسيول، التى هطلت في العام 2008 وعصفت بالبنية التحتية وهدمت الكثير من المنازل آنذاك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة