صور.. "الزى المدرسى".. صنع بأيدى طالبات مدرسة رشدى الصناعية بالإسكندرية.. الطالبات: تعلمنا تفصيل البنطلونات والقمصان وكل جديد فى عالم الموضة.. مسئولة التوظيف: المصانع تتهافت عليهن لمعرفتهم العلمية بالماكينات

مع ارتفاع أسعار الملابس بمختلف أنواعها، يبدأ الأهالى معاناتهن مع بداية العام الدراسى الجديد، ومع كل مناسبة يحتاج الأطفال فيها إلى ملابس جديدة، ترتفع المطالب بإيجاد الحلول التى تساهم فى دعم الأسر المتوسطة والفقيرة، إلا أن طالبات مدرسة رشدى الثانوية الفنية الصناعية بالإسكندرية وبالتحديد قسم الملابس الجاهزة، لم يعدن يشعرن بأى عبئ على أسرهن، بعد أن تدربوا على إنتاج الملابس بكافة أنواعها وتزيينها، وتقديمها بأقل الأسعار، ليتحول تعليمهم الدراسى والفنى إلى منتج يطلبه السوق المحلى والعالمى، ويساعد فى حل أزمة ارتفاع الأسعار وإخراج منتج صنع بأيدى طالبات مدرسة.

ومن بين أقسام المدرسة الذى نجح فى الحصول على سمعة جيدة، قسم الملابس الجاهزة، الذى تهافت على دخوله العشرات من الطالبات الذين سعى ذويهم إلى إلحاقهم به، رغبة فى تعليمهم حرفة يواجهون بها متطلبات الحياة الصعبة، بالإضافة إلى تعليمهم الأساسى، وكذلك سهولة إلحاقهم بكليات مختلفة، مثل كليات التربية النوعية وكلية النسيج وكلية الاقتصاد المنزلى وكلية الصناعى بالقاهرة، بعيدا عن الثانوية العامة ودروسها الخصوصية التى تكلفهم الكثير، وكذلك توافر فرص العمل المتاحة لطلبة القسم.

تقول نجوى أحمد حمودة، رئيس قسم الملابس الجاهزة بالمدرسة، إن القسم يشمل حاليا 7 فصول دراسية بهم نحو 180 طالبة، انضم إليهم مؤخرًا طالبات التعليم المزدوج، وزاد الإقبال فى الفترة الأخيرة، لعدة أسباب أهمها فرص العمل المتاحة أثناء وبعد الدراسة.

وتضيف أن المدرسة تسعى إلى تخريج طالبات متميزات يواكبن التقدم التكنولوجى ذوات مهارات تناسب العصر واحتياجات سوق العمل، بالإضافة إلى رفع المستوى الثقافى والتكنولوجى للطالبات وتنمية مهارات الطالبات لتتوافق مع احتياجات سوق العمل، وتأهيل الطالبات للقيام بمشروعات صغيرة وفقًا لتخصصاتهن، إضافة إلى التنمية المهنية المستدامة للمعلمين والعاملين بالمدرسة، وترسيخ القيم الدينية والاجتماعية وقيم المواطنة لدى الطالبات وتفعيل دور المشاركة المجتمعية والمجتمع المحلى لتحسين أداء المؤسسة .

وتكمل "نجوى" أن طالبات قسم الملابس الجاهزة أصبحن مهمومات بالمسئولية التى بدأن فى تحملها ضمن برامج دراستهم، فقبل بدء العام الدراسى، تم استلام طلبات لتنفيذ زى مدرسى لعدد 20 مدرسة، تم تنفيذ منهم 7 مدارس بالإضافة إلى مدرستنا، وتسليمها بسعر أرخص وبجودة أعلى.

وتضيف نجوى، المدرسة تعمل منذ اليوم الأول للدراسة وحتى اليوم الأخير فى الإجازة، بسبب الطلبات الوارده للمدرسة، والثقة التى حصلت عليها من جهات كثيرة، وبالتالى تكون هناك فرصة عملية للطالبات لتنفيذ ما يدرسونه نظريًا على أرض الواقع.

وأوضحت أن هناك بعض الطالبات اللاتى يعملن بعد انتهاء اليوم الدراسى، وحتى الخامسة عصر كل يوم للمساعدة فى إنهاء الطلبيات المطلوبة منهم، على حسب خبرتهن وتعليمهن ومدى رغبتهن فى كسب المزيد من الأموال، حيث يصل الربح الشهرى لبعض الطالبات إلى ألف جنيه.

وأضافت نجوى أن مشروع رأس المال فى مدارس التعليم الفنى الآن، قلل من نسب البطالة فى المجتمع، وساهم فى تعليم الفتاة التى كان بعض الأهالى يرفضون تعليمها، بسبب سوء المعيشة وعدم وجود ما ينفقون به على مصاريف مدرستهم لتصبح البنت حاليًا هى من تتحمل مصاريفها، وتستطيع العمل فى أى وقت .

وأشارت نجوى إلى أن الفتيات ينهون عامهم الدراسى بمعرض سنوى، يبدعون فيها بمنتجاتهم اليدوية سواء من تطريز أو تفصيل، وخلافه ويكون محط إعجاب الكثيرين، وبوجود عدد من أصحاب الشركات والمصانع المختصة بالملابس، ويتم توفير فرص العمل لهم بكل سهولة.

وأكدت رئيسة قسم الملابس الجاهزة، أن بعض خريجات المدرسة بدأن فور تخرجهن فى مشروعاتهم الصغيرة وفتح أتيليهات خاصة بهم، بالإضافة إلى العشرات من الذين يعملون أثناء الدراسة فى تطريز الفساتين وخياطتها لأتيليهات مشهورة، خاصة وأن لديهم القدرة على تفصيل كل شئ بدءًا من فساتين الأطفال وحتى فساتين الزفاف .

وتقول سهير بكر مسئولة وحدة التوظيف بالمدرسة: دورى بجانب تعليمى للفتيات، البحث عن فرص العمل المتاحة فى المصانع والشركات، والتركيز على احتياجات السوق المطلوبة، وتدريب الطالبات عليها، للعمل على سد الفجوة بين التعليم وسوق العمل، لتخريج طالبة قادرة على المنافسة فى السوق المحلى والعالمى، ومواكبة العصر والتطور والتكنولوجيا.

وتضيف سهير: "نؤمن للطالبات عمل بمرتبات مجزية، ونظل ندعمهم طوال الوقت بالمهارات الجديدة المطلوبة، والتأكيد على توفير ضمان اجتماعى ومالى لهم".

وأشارت سهير إلى أن المصانع تكثر الطلب على طالبات المدرسة أكثر من أى عاملة آخر ى، لأنه الطالبة تدرس منذ السنة الأولى لها الماكينات وأنواعها وطرق تركيبها و إصلاحها وعيوبها وصيانتها، وتستطيع العمل على ماكينات الكمبيوتر بالإضافة إلى تتبع كل ما هو جديد بخلاف العاملة الأخرى التى قد لا تستطيع الكتابة والقراءة، واكتسبت المهنة بالوراثة أو الخبرة، ولكن الخبرة هنا لا تكفى، مع عصر العولمة واستحداث مستمر.

وتقول الطالبة بالصف الثالث بقسم الملابس الجاهزة، ليلى عمر: التحقت بالقسم لحبى فيه والرغبة فى تعلم مهنة الخياطة، خاصة وأنها أساس أى مصمم أزياء عالمى، وبالتالى يظهر فيها الإبداع وكان لابد من تعلم الأساسيات المطلوبة لها.

وتضيف ليلى: أصبحت فى الصف الثالث، وأجيد تصميم وخياطة الكثير من الأشياء التى تعلمتها من أساتذتى، ولكن ينقصنى شراء ماكينة خياطة فى المنزل لتفصيل ملابس لعائلتى وأصدقائى والمقربين منى.

أما وصيفة بلال فتقول: تعلمت فى المدرسة تفصيل البنطلونات والقمصان والسويت شيرت وكل ما هو جديد فى عالم الموضة، وكيفية تنسيقه ليصبح جاهزًا للعرض والبيع أيَضًا، وأحلم بالحصول على مجموع عالى فى السنة الأخيرة يؤهلنى للالتحاق بإحدى الكليات، بعدها فتح مشروعى الخاص.