اعتبرت افتتاحية صحيفة "الجارديان" البريطانية أن انطلاق المظاهرات الرافضة لفوضى حكومة تيريزا ماى فيما يتعلق بمفاوضات "بريكست" مع الاتحاد الأوروبى أمرا مبررا لاسيما مع فشل حكومة حزب المحافظين من مراعاة مصالح البلاد على مدار عامين.
وأضافت أن الوقت الآن لم يعد يحتمل التأخير حتى تغير بريطانيا مسارها فى ملف الخروج والعرض السلمى للغضب سيساعد على ذلك، مشيرة إلى أن رئيسة الوزراء البريطانية لم يعد فى إمكانها عدم الاستماع إلى أصوات تجاهلتها باستمرار لتركيزها مع "قلة متعصبة" لا تهتم بأولويات عموم البريطانيين، لهذا ستمثل مسيرة "تصويت الشعب من أجل المستقبل" فرصة لهم للتعبير عن رأيهم فى ملف الخروج.
واعتبرت "الجارديان" أن البريكست هو أهم تغيير استراتيجى فى المملكة المتحدة منذ 70 عاما، ورغم أن البريطانيين صوتوا على هذا القرار، إلا أنهم لم يقولوا رأيهم فى شروط الانفصال، تلك الشروط التى يتم التفاوض عليها الآن، وأغلب الظن ستؤثر نتائجها على فرص العمل وفرص الحياة بالنسبة لملايين البريطانيين القلقين حيال مستقبل بلادهم.
وانتقدت الافتتاحية كيف فشلت الحكومة منذ اللحظة الأولى لإعلان نتيجة استفتاء الخروج فى التعامل مع هذا الملف، واصفة ما يحدث بأنه قصة من الفشل المتواصل والمذل على المستوى الوطنى، فرغم تأكيد السلطات بأن المفاوضات ستكون سهلة، وأن الخروج يصب فى مصلحة لندن وأن الدول ستتسارع لعقد صفقات تجارية مع البلاد، إلا أن كل ذلك لم يحدث، بل دب الانقسام ليس فقط مع الاتحاد الأوروبى وإنما بين النواب البريطانيين أنفسهم.
ولهذا، تضيف الافتتاحية، يهدد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بأن يكون فشلًا سياسيا غير مسبوق وخيانة قومية تمتد أصداءها على مدار العقود.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة