جمعتهم العلاقات الطيبة وحب الفن، فكل منهم عرف ما يميزه عن غيره، وعرف قدره وقدر زملائه، لم يعرفوا الحقد أو الحروب الخفية، عبرت عن هذه العلاقات صور جميلة بجمال زمانهم، تعبر عن المودة والحب والصداقة فى مناسبات عديدة، هكذا كان نجوم زمن الفن الجميل وهكذا عبرت صورهم عن أخلاقهم ومودتهم.
ومن هؤلاء الفنانين الذين تمتعوا بعلاقات طيبة مع كل نجوم وعمالقة الفن والأدب فى عصره المطرب الراحل عبدالغنى السيد، صاحب أغنية عالحلوة والمرة، والذى حاز شهرة ونجاحا واسعا فى زمن عمالقة الغناء والطرب.
وفى حوار معنا تحدث محمد عبد الغنى السيد عن تاريخ والده وذكرياته مع نجوم الزمن الجميل واستعرض عددا من الصور من ألبوم المطرب الراحل تظهر مدى المودة التى جمعت نجوم وعمالقة الفن فى هذه الفترة.
وقال محمد عبدالغنى السيد :" والدى كان يعمل استورجى لينفق على نفسه، ورغم أنه لم يكمل تعليمه إلا أنه كان مثقفا ويحب القراءة، وظهرت موهبته الغنائية مبكرا، فسمعه الملحن زكى مراد والد الفنانة ليلى مراد وتبنى موهبته"
وتابع :" تعلم والدى القواعد الموسيقية فى بيت زكى مراد ومع ابنيه ليلى ومنير، وجمعته بهم علاقة أخوة، وساعده والد ليلى مراد على الغناء فى الإذاعات الأهلية، حتى بدأت شهرته تتسع وحققت اسطوانته " "نسيت ياحبى بعد اللى كان صحيح يادنيا مالكيش أمان" نجاحا وانتشارا مذهلا فى أواخر العشرينات"
بدأت شهرة عبدالغنى السيد تتسع مع افتتاح الإذاعة المصرية، ونافس كبار مطربى عصره، وشارك فى عدد من الأفلام السينمائية، وحقق نجاحات كبيرة، وبلغ رصيده 800 أغنية، و16 فيلم سينمائى، ولحن له الموجى والسنباطى وعدد من كبار الملحنين، فضلا عن أن عبدالغنى السيد لحن لنفسه كما لحن لبعض زملائه، وكانت من أشهر أغانيه " ياولا ياولا..يابتاع التفاح، وأه من العيون"، " عالحلوة والمرة " وهى الاغنية التى سمح لنجاة الصغيرة بغنائها.
ومن بين الصور النادرة التى أشار إليها ابن عبدالغنى السيد بعض الصور التى جمعته بنجاة الصغيرة فى طفولتها قبل أن يتجاوز عمرها 13 عاما، حيث كانت تتردد نجاة على زيارته مع شقيقها الملحن عز الدين حسنى.
وقال محمد عبدالغنى السيد :" الصورة الوحيدة التى تجمعنى بأبى بعد مولدى مباشرة ظهرت فيها الفنانة نجاة إلى جواره وجوار والدتى وهى تحملنى"
وأكد أن والده كان صديقا لموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، وتحدث عن بداية هذه الصداقة، قائلا:" كانت منيرة المهدية تقدم مسرحية مصرع كليوباترا التى لحنها سيد درويش واستكملها عبدالوهاب وكان عبدالوهاب يمثل فيها، ولكنه سافر إلى لبنان أثناء العرض، فسألت منيرة المهدية زكى مراد عمن يمكن أن يحل محله، فنصحها بعبدالغنى السيد، مؤكدا أنه أقرب صوت لعبد الوهاب، ويتميز بوسامته وإعجاب الفتيات به، فاستعانت به وحقق نجاحا كبيرا أدى إلى زيادة مدة العرض، وعندما عرف عبدالوهاب جاء بسرعة ليرى عبدالغنى السيد الذى حل محله وحقق هذا النجاح، وعندما سمعه انبهر به ونشأت بينهما صداقة كبيرة".
وأضاف:" استفاد موسيقار الأجيال من قدرة والدى الفائقة على تقليد الأصوات فى اختبار المواهب الجديدة، وحين يأتيه مطرب جديد كان يطلب من أبى أن يقلده، فإذا قلده بالسلب لا يتحمس له عبدالوهاب، وإذا قلده بالإيجاب يتبناه موسيقار الأجيال ."
وكشف ابن عبدالغنى السيد أن من بين هذه الأصوات التى أجازها والده العندليب الاسمر عبدالحليم حافظ، مضيفا:" حضر أبى أول جلسة بين عبدالوهاب والعندليب، وعندما سأله عبدالوهاب عن رأيه فى صوت عبدالحليم قال له :" الولد ده حكاية ماتسيبهوش ياعبدة ده الصوت الواعد الجديد "، مؤكدا أن علاقة والده كانت جيدة جدا بعبدالحليم وأنه شجعه فى بداياته، حتى أنه تنازل له عن أغنية صافينى مرة ليغنيها العدليب بدلا منه.
ونفى محمد عبدالغنى السيد أى خلاف بين والده وبين العندليب مؤكدا أنه كان يرافقه ويزوره دائما فى فترات مرضه.
ومن بين الصور التى أظهرت قوة العلاقة بين فنانى هذا الجيل، صورة جمعت بين عمالقة هذا الجيل فى عيد ميلاد فريد الأطرش، فى جلسة بسيطة على الأرض وهم " محمد فوزى، عبدالغنى السيد، نعيمة عاكف، عبدالسلام النابلسى، فريد الأطرش، مريم فخر الدين وزوجها وقتها المخرج محمود ذو الفقار ".
وظهرت فى الصورة الفنانة الاستعراضية الجميلة نعيمة عاكف بخفة ظلها المعهودة وهى تغنى بينما ظهر جميع زملاءها فى الصورة وهم يضحكون ويسدون آذانهم فى جلسة تظهر حجم البساطة والود والروح الجميلة التى جمعت نجوم هذا الجيل.
فضلا عن صورة جمعت عبدالغنى السيد بالشحرورة صباح وزوجها فى ذلك الوقت عازف الكمان أنور منسى والد ابنتها هويدا، وأخرى تجمعه مع تحية كاريوكا.
وصورة جمعته مع عدد من العمالقة فى الإذاعة وهم، محمد فوزى وعبدالحليم حافظ ومحمد الموجى، وغيرها من الصور النادرة فى عدة مناسبات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة