أكرم القصاص

شبح المخابرات الأمريكية يحذر من أشباح روسية وصينية وإيرانية!

الأحد، 21 أكتوبر 2018 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عادت من جديد أشباح التدخلات الخارجية فى الانتخابات الأمريكية، بمناسبة التجديد النصفى للكونجرس، ولم تنته بعد قضية التدخلات الروسية فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وعبر مسؤولو المخابرات الأمريكية، من خلال وكالة «أسوشيتدبرس» الأمريكية، عن قلقهم من جهود روسيا، والصين، وإيران، للتأثير على الناخبين الأمريكيين فى الانتخابات التى تعقد فى نوفمبر المقبل وهى انتخابات نصفية، فى منتصف الفترة الأولى للرئيس دونالد ترامب، وتدور المنافسة فيها على 435 مقعدًا من مجلس النواب و35 مقعدًا من 100 لمجلس الشيوخ، وتشمل 39 ولاية ومقاطعة، بالإضافة إلى انتخابات العمدة فى مدن منها: نيوآرك وفينيكس وسان فرانسيسكو وواشنطن وناشفيل.
 
تقارير الاستخبارات الأمريكية التى تحذر من تدخلات خارجية، تثير الكثير من الأسئلة، خاصة أن الأمر لم يتوقف عند اتهامات نظرية لروسيا بالتدخل، لكنها اتخذت مسارات رسمية وتحقيقات، وتوجيه اتهامات وصلت إلى حد توجيه اتهام من القضاء الأمريكى إلى 13 روسيا، و3 كيانات أخرى، بالتدخل فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ولاتزال قضية التدخل تهدد موقف الرئيس الأمريكى دونالد ترامب.
 
والآن عادت المخاوف والتحذيرات لكنها لم تتوقف عند روسيا، فقد امتدت إلى خصوم الولايات المتحدة التجاريين والسياسيين، حيث شملت مخاوف المخابرات الأمريكية بجانب روسيا كل من الصين وإيران، وإن كانت لم تحدد كيفية التدخل وهل هو بالمال أم الإعلام، وإن كانت أدوات التواصل مثل فيس بوك أو تويتر وجوجل ضمن أدوات التدخل المفترضة فى الانتخابات الرئاسية.
 
وهذه الهواجس الاستخبارية الأمريكية تبدو أحيانا مثيرة للدهشة، تدهش كثيرا من المحللين والمتابعين العديين يعرفون بالدليل أن الولايات المتحدة لم تترك دولة فى العالم لم تتدخل فى انتخاباتها أو تسعى لتوجيهها بل وتغيير من يأتى على عكس إرادة أجهزتها، مثلما جرى فى شيلى والدومنيكان، ومن قبل فى إيطاليا وأوربا بعد الحرب الثانية. 
 
ثم إن التدخلات الأمريكية ساهمت بشكل علنى فى تفكيك الاتحاد السوفيتى، وكادت تنهى الاتحاد الروسى فى عهد بوريس يلتسين، ثم إن المخابرات الأمريكية التى ترفع من درجات التحذير لاتزال بصماتها واضحة على روسيا وغيرها، وهو ما دفع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين للقول فى وثائق «مقابلة مع بوتين»، للمخرج الأمريكى أوليفر ستون: «واشنطن تدخلت دوما فى الانتخابات الرئاسية الروسية، سواء عام 2000 أو عام 2012 وكان تدخلها عدوانيا وشرسا جدا.. والولايات المتحدة تتدخل بشكل نشط فى الحملات الانتخابية لبلدان أخرى فى كل مكان حول العالم، وأشار بوتين بشكل واضح إلى أن الموظفين الدبلوماسيين الأمريكيين شاركوا بقوة وعدوانية فى الحملة الانتخابية فى روسيا، ونظّموا وشاركوا فى الاجتماعات مع قوى المعارضة الموالية للغرب حتى داخل السفارة الأمريكية، وقاموا بتمويلها، كما شاركوا بقوة وفعالية فى كل أنواع أنشطة المعارضة ومسيراتها، مع العلم أن على السلك الدبلوماسى القيام بمهمات أخرى، على رأسها إقامة وبناء علاقات دبلوماسية طيبة بين الدول». ولهذا بدا رد كشف الصحفى الأمريكى، ستيفان كينزر، عن تاريخ حافل للولايات الأمريكية من التدخل بالانتخابات الرئاسية للدول الأخرى ويقدم قائمة بعمليات تدخل مباشرة.
 
اللافت أن التدخلات الأمريكية مستمرة بأدوات تقليدية ومنظمات غير تقليدية ومن خلال تمويل بملايين لأنشطة على كل العالم ولم تترك دولة صديقة أو منافسة إلا وسعت للتجسس عليها، وهو ما يجعل المخاوف الاستخبارية من تدخل فى انتخابات أمريكا مثيرا للدهشة. من أجهزة كانت أهم أدوارها التدخل، ومثلت وكالة الاستخبارات الأمريكية طوال الوقت شبحا للتدخلات المخيفة فى كل مكانو، والآن فإن نفس الشبح يشكو من خطر أشباح أخرى.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة